أحمد إبراهيم الشريف

أمريكا المجرمة.. شهادة من الداخل

الخميس، 21 فبراير 2019 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الكتب المهمة التى صدرت مؤخرا، عن سلسلة عالم المعرفة التى يصدرها المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب بالكويت، كتاب «رحلتى على شفا الهاوية النووية»، تأليف وزير الدفاع الأمريكى الأسبق، وليام بيرى، وترجمة مالك عساف.
 
والكتاب له أهمية كبرى فى التعرف على أهم الأزمات السياسية التى وقعت فى السنوات الأخيرة من العالم، لكن أنا بالطبع يشغلنى «العراق» بصورة أكبر، لذا كان أول ما قرأته فى الكتاب هو شهادة «بيرى» عن الاحتلال الأمريكى لبغداد، وكيف أن نظام «بوش» كان مجرما بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
 
يقول «بيرى» مع بداية 2006 كانت هناك انتقادات حادة لأمريكا بسبب الحرب فى العراق، وقد أصبحت بعض الكلمات مثل «إخفاق» و«مستنقع» من التوصيفات المعتمدة لتلك الحرب، ما أعاد إلى الأذهان حرب فيتنام، التى تمثل إحدى أكثر المراحل إثارة للأسى فى التاريخ الأمريكى الحديث، وبعد أن اتضح حجم الكارثة العراقية فإن الكونجرس الأمريكى الذى شعر بالقلق جراء التورط الأمريكى الذى تتزايد خطورته، أمر بإنشاء لجنة مستقلة من الحزبين لدراسة الوضع وهى مجموعة دراسة العراق «isg» التى كلفت بالتوصل إلى توافق فى الرأى حول طريقة للمضى قدما فى العراق، تم تعيين مديرين اثنين لهذه المجموعة وهما جيمس بيكر ولى هاملتون، وقد اختار كل منهما أربعة أعضاء آخرين من حزبه، وكنت أحد الذين تم اختيارهم.
 
المهم أن هذه اللجنة توصلت لعدد من الأخطاء منها، أنه من بين الأسباب المعلنة التى طبلت وزمرت لها إدارة بوش الابن بالدرجة الأولى لغزو العراق كان الخطر الوشيك من برامج أسلحة دمار شامل فى العراق، والعمل العسكرى لوقف برنامج نووى غير مشروع كان يجب أن يستهدف المنشآت النووية لا أن يؤدى إلى احتلال العراق، ومع ذلك لم يكن هناك أى خطر، سواء أكان وشيكا أو حتى طور التشكل، من الأسلحة النووية العراقية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل.
 
ويتابع «بيرى» أما المبرر الثانى المشكوك فيه الذى قدمته الإدارة الأمريكية فكان يتمثل فى وجود خطر وشيك مزعوم على أمريكا من قيام العراق بتقديم دعم مفترض للقاعدة، لكن، فى الحقيقة، تنظيم القاعدة لم يكن له وجود كبير فى العراق قبل الغزو الأمريكى، كما لم يكن له علاقة مهمة مع الحكومة العراقية.
والسبب الثالث الذى تقدمت به الإدارة الأمريكية لغزو العراق أنه سيحقق الاستقرار فى الشرق الأوسط من خلال إنشاء حكومة ديمقراطية فى العراق، ومن الواضح أن إقامة حكومة ديمقراطية هناك قد يكون نعمة على العراقيين وهدية للمنطقة، ولكن تبين أن نشر الديمقراطية بحد السيف كان أكثر صعوبة بكثير، مما كانت تتصور الإدارة الأمريكية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة