صدر حديثا عن المركز الثقافى العربى، الترجمة العربية لرواية "الأمة إزاورا" للروائى البرازيلى برناردو غيمارايس، ومن ترجمة سعيد بنعبد الواحد.
تحكى الرواية عن محنة الأمة الخِلاسية إزاورا ومعاناتها مع ليونسيو، سيدها المتهتك والقاسى، وعن الحب الجامح الذى يربطها بالشاب ألفارو، ذلك الأرستقراطى المثالى والمناهض للعبودية، وتمثل هذه الأحداث تناقضات المجتمع البرازيلى السياسية والاجتماعية فى القرن التاسع عشر، حين كان المثقفون ورجال السياسة منقسمين بين مؤيد لنظام العبودية، وما ينطوى عليه من مصالح اقتصادية واجتماعية، ومناهض لهذا النظام لما يضعه من عراقيل وعقبات عرقية وثقافية تَحُول دون تقدُّم البلاد وسعي المجتمع إلى تحقيق الحرية والعدالة.
تعد رواية "الأمة إزاورا" من أهم النصوص الأدبية التى أنتجها التيار الرومانسى البرازيلى فى القرن التاسع عشر. ورغم أن برناردو غيمارايس (1825- 1884) ألف كتبا أخرى فى مجال الرواية والشعر، فإن هذا العمل أكثرها شعبية لأنه أصبح نصا أدبيا كلاسيكيا فى الدول الناطقة باللغة البرتغالية، وتحول إلى مسلسل تليفزيونى لقى نجاحا كبيرا وتابعه المشاهدون فى 150 بلداً وبمختلف اللغات.
بيد أن القيمة الحقيقة لهذا الكتاب لا تكمن فقط فى طروحاته الفكرية وما يجرى بين شخصياته من صراعات اجتماعية وسياسية، بل تتجلى أيضاً فى خصائصه الفنية وأسلوبه الأدبى المتميّز، لأن برناردو غيمارايس عرفَ كيف يجمع فى ثناياه بين الرومانسية والواقعية ليتجاوز الكتابة التقريرية والسرد البسيط للأحداث ويقدم لوحات تعبيرية وصوراً مستوحاة من الأسطورة والتاريخ والأدب، تختزل ثقافة عصره وتخاطب وجدان القارئ فى كل زمان ومكان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة