أحمد التايب

"خاير بك" يعظ .. ولم يمت!!

الأحد، 22 ديسمبر 2019 01:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خيانة الوطن عار لا يمحوه الزمن، وسُبًة فى الجبين لا ينساها التاريخ، إلا أن هناك من يرضون لأنفسهم هذا العار، فتجدهم يوميا على شاشات ومنابر الضلال، يبثون الإشاعات والأكاذيب بهدف طعن الوطن وقتله، دون خجل، المهم المال والسلطة، متجاهلين كيف سيعيشون بهذا العار؟
 
"التاريخ يعيد نفسه" عبارة لم تأت من فراغ، ذكرنا بها مسلسل ممالك النار، عندما رصد خيانة "خاير بك" تلك الأمير الذى خان جيشه ووطنه مقابل حلم الوصول للسلطة، والذى اتفقت كل الروايات والمؤرخين على خيانته من خلال عمالته وتآمره مع العثمانيين على دخول مصر، وسقوط دولة المماليك، حيث انسحب بقواته فى معركة "مرج دابق"، وانضم إلى جيش العثمانيين بعد أن أثاروا شائعة أن السلطان الغورى قد قتل، وانتصر سليم الأول آنذاك بفضل هذه الخيانة.
 
"خاير بك" يتجسد الآن فى عدد من الأبواق الإرهابية، تجدها كل يوم على شاشات الضلال، تفعل مثلما فعل هذا القائد الخائن منذ قرون، من تآمر وندالة، ضد الوطن، فتجدهم أدمنوا الكذب والافتراء وعشقوا الهدم والخراب، وليس يهمهم إلا مكافأة مثل الذى حصل عليها "خاير بك" من سليم الأول وهى حكم مصر.
 
وهذا ليس ببعيد عن هذه الجماعات، أليس هذه الجماعات نفسها، هى من نادت فى مهدها وما زالت تنادى بإحياء "خلافة السلاطين"، ومتخذين العثمانين قدوة لهم، ومطالبين عبر العقود الماضية بإحياء الخلافة العثمانية، وهذا ما تجلى فى استقبالهم للرئيس التركى أردوغان فى 2012 وكأنه الخليفة المنتظر.
 
وهنا يجب أن يعلم أبناء الوطن، أن تلك الجماعات لا تكف عن مسلك الخيانة لأوطانها والعمالة ولو مع الشيطان مادامت متوهمة أن ذلك يمكن أن يحقق مطامعها، فإن لم يمكن ذلك فهم على استعداد لحرق الأخضر واليابس، وأن ما تفعله تلك الأبواق ما هو إلا رقص على جسد الوطن، فلا يهمهم إلا حلمهم، ولهذا يحتم على كافة المؤسسات بالدولة، أن تتضافر جهودها لتهذيب النفوس وغرس القيم والمبادئ الأخلاقية السوية، وتهيئة المجتمع وتوعيته بألا يصدق أو يردد ما يتلقفه من أخبار دون التأكد من مصداقيتها، وعلينا أيضا أن لا ننسى أنه كان للخونة والعملاء والمأجورين على حساب وطنهم دور كبير في ذلك على مدار التاريخ.








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة