أيام قليلة ويتوجه البريطانيون إلى مراكز الاقتراع فى الانتخابات العامة لاختيار الحزب الذى سيشكل الحكومة ومعرفة مصير "بريكست" بعد أكثر من ثلاث سنوات من الغموض والعقبات التى أدت إلى جمود انسحاب بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى.
ومع تنافس الأحزاب السياسية الرئيسية على كسب ثقة الناخبين وأصواتهم فى المعركة السياسية المقبلة، فإن هؤلاء الناخبين يرون شاشات هواتفهم وأجهزة التلفزيون وصناديق البريد تغرق بألوان محددة كل منها تعبر عن حزب سياسى.
وتقول شبكة "سى إن إن" إن الأحزاب السياسية البريطانية: مثل العلامات التجارية تعرف أن استخدام لون واحد جرئ يجعل من السهل التعرف عليها، سواء كان هذا فى القيام بأنشطة الحملة الانتخابية او مراجعة أحدث الاستطلاعات.
ولو كانت الانتخابات الأخيرة مؤشرا، فإن اللون الأزرق لحزب المحافظين سيكون متقاربا مع اللون الأحمر لحزب العمال. بينما سستسابق اللون الأصفر للحزب الوطنى الديقراطى والبرتقالى للديمقراطيين الأحرار على المركز الثالث.
وتقول "سى إن إن" إن النظام السياسى البريطانى يقدم ألوان مختلفة وأحيانا متكررة. فحزب البريكست الذى تشكل مؤخرا يستخدم اللون الفيروزى "التركواز"، بينما اختار حزب تغيير بريطانيا اللونين الأبيض والأسود، أم أحزاب إيرلندا الشمالية يفتمثل بظلال متطابقة من اللون الأخضر.
وعلى الرغم من أن الاحزاب الأقدم الأكثر رسوخا ترتبط ألوانها بتأسيسها، إلا ان أهمية الألوان فى الحملات الانتخابية زادت مع عصر التقدم التكنولوجى والإعلانات بين الخمسينيات والسبعينيات من القرن الماضى، بحسب ما يقول أستاذ الإعلام السياسى بجامعو لوفبور البريطانية دومنيك رنج لسى إن إن.
ويوضح رنج أن صناعة الإعلان نفسه خضعت لتغيير عند بداية التلفاز الملون، ومن ذلك أصبحت الألوان والتصميمات الأكثر ابتكارا وطوحما مهمة للغاية بشكل متزايد، مشيرا إلى أن الأحزاب السياسية بدأت فى هذا الوقت تبسيط رسالتها.
وهناك بعض الألوان المرتبطة بقيم وإيديولوجيات معينة، فاللون الأصفر على سبيل المثال مرتبط بالليبرالية، واللون الأسود كان يمثل بشكل تقليدى الفوضوية أو الفاشية خاصة فى بريطانيا، حيث عرف أتباع الاتحاد البريطانى للفاشيين فى العشرينيات والثلاثينات بالقمصان السوداء.
الأحمر لون حزب العمال
وبالنسبة لحزب العمال، كان اختيار الأحمر أمر طبيعيا لجماعة متحالفة مع النقابات العمالية والديمقراطيين الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين.
ومنذ الثورة الفرنسية، كان اللون الأحمر مرتبطا إلى حد كبير بالسياسات اليسارية ، معبرا عن دماء العمال الذين ماتوا أثناء نضالهم ضد من يقمعونهم.
ومع بداية الحزب فى بداية القرن العشرين، استخدم العمال العلم الأحمر شعارا رسميا له.
الازرق لون حزب المحافظين
أما حزب المحافظين، وبحسب الشبكة الأمريكية، فقد تبنى بشكل تاريخى كل ألوان العلم البريطانى، الأحمر والأزرق والأبيض، ربما من أجل أن يروج لنفسه كمدافع عن القيم البريطانية.
ومن بين الألوان الثلاثة، ظهر اللون الأزرق باعتباره اللون السائد، وإن كانت شعار الشجرة الحالى للحزب أكثر شحوبا مما كان الحال فى السابق.
وباعتباره اللون الأغلى فى إنتاجه، فإن الأزرق يحمل دلالات قوية تشيرإلى الثروة.
وبين الأحزاب الاصغر، كانت اختيارات الألوان فى بعض الأحيان صريحة نسبيا، فحزب الخضر المدافع عن البيئة يستخدم اللون الأخضر، فى حين أن أحزاب أخرى كانت أكثر براجماتية، فمثلا حزب الديمقراطيين الأحرار اختار اللون البرتقالى، وهو مزيد من الحزبين الذى نشأ منبثقا منهما، فالحزب الليبرالى استخدم اللون الأصفر، والحزب الديمقراطى الاشتراكى، كان مرتبطا باللون الأحمر لحزب العمال قبل أن يتفكك فى أوائل الثمانينات.
البرتقالى لون الديمقراطيين الأحرار
لكن بالنسبة لحزب الديمقراطيين الأحرار، ثالث أكبر حزب فى بريطانيا منذ انتخابات 2015، فإن اللون البرتقالى كان له ميزة أخرى، وهو أن أحد لا ينسبه لنفسه.
وبالنسبة للأحزاب الأحدث مثل حزب الاستفتاء الذى لم يستمر طويلا فى التسعينيات، والذى أختار اللون الزهرى، وحزب استقلال بريطانيا صاحب اللون البنفسجى، فإن الألوان الصارخة ربما تساعهم على الظهور فى سوق سياسى مزدحم.
وفى حين أن بعض الألوان لها ارتباط تاريخى، فإن بعض الإيديولوجية مرتبطة بالإيديولوجيات بشكل لا يمكن إنكاره. وفى أماكن أخرى فى أوروبا، ارتبط اللون البرتقالى بالديمقراطيين المسيحيين، وفى شرق أوروبا بانتفاضات مع بعد العهد السوفيتى، مثل الثورة البرتقالية فى أوكرانيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة