"الممر الآمن".. قصة برنامج نيجيرى لإعادة تأهيل "التائبين من الإرهاب".. يشرف عليه الجيش ويهدف لتحفيز عناصر بوكوحرام وإدماجهم فى المجتمع وتدريبهم على الحد من التطرف.. و4500 مقاتل يرفعون شعار العودة سالمين

الأربعاء، 06 نوفمبر 2019 01:33 ص
"الممر الآمن".. قصة برنامج نيجيرى لإعادة تأهيل "التائبين من الإرهاب".. يشرف عليه الجيش ويهدف لتحفيز عناصر بوكوحرام وإدماجهم فى المجتمع وتدريبهم على الحد من التطرف.. و4500 مقاتل يرفعون شعار العودة سالمين "الممر الآمن".. قصة برنامج نيجيرى لإعادة تأهيل "التائبين من الإرهاب"
كتبت - هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد سنوات من الصراع والدماء والآف القتلى والمصابين فى معارك مستمرة على أرض دولة نيجيريا، والتى يتمركز فيها جماعة "بوكو حرام" المسلحة، بدأت الحكومة النيجيرية فى مد يد التفاوض لإحلال السلم والأمان فى البلاد، فى خطوة مرأية على أرضية الوقع، تتمثل فى إعادة تأهيل الفارين من الجماعة الإرهابية، وإدماجهم فى المجتمع والجيش.
 
 وفيما يسمى عملية الممر الآمن قرر قادة الجيش النيجيري استخدام تجربة أكثر ذكاء ًفى الحروب، بعد أن استبعدوا التوصل إلى أى اتفاق سلام مع بوكو حرام، وتستهدف المبادرة، التعامل مع الهاربين من جماعة بوكو حرام والتائبين من أفعالها، وإدماجهم داخل المجتمع النيجيرى مرة أخرى.
ويستهدف البرنامج  إعادة تأهيل مقاتلى بوكو حرام التائبين، وإعادة إدماجهم في مجتمعاتهم كمواطنين منتجين يحترمون القانون، وإقناع المقاتلين فى الأدغال بأن هناك طريقاً حقيقياً للمصالحة.
 
 
كما افتتحت نيجيريا معسكرًا لإعادة تأهيل المقاتلين المنشقين عن جماعة بوكو حرام المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية داعش.
وقد أعد هذا البرنامج مكتب مستشار الأمن القومى، وهي جزء من استراتيجية مكافحة التمرد التي يديرها مدنيون،  ولكن البرنامج الآن فى أيدي الجيش، الذى يحاول التنسيق بين العديد من الوزارات والوكالات الحكومية بموارد محدودة.
 
 
وقال متحدث باسم الجيش النيجيري ربيع أبو بكر إن إقامة هذا المعسكر هي أفضل وسيلة لإعادة تأهيل المقاتلين الذين استسلموا أو أسروا، وأن المعسكر يهدف إلى الحد من التشدد وإعادة إدماج المقاتلين السابقين.
 
واليوم أعلنت قيادة الجيش النيجيري أن ما لا يقل عن 287 من إرهابي بوكو حرام السابقين أدمجهم الجيش في برنامج إعادة التأهيل، حيث يدخل هذا البرنامج في إطار "عملية الممر الآمن" الذي تديره قيادة الأجهزة الثلاثة في ولاية جومبي، بشمال شرق نيجيريا.
وأكد الناطق الرسمي باسم قيادة الجيش العقيد أونييما نواشوكوو، فى تصريحات لوسائل إعلام افريقية، أن عدة إرهابيين سابقين سينضمون قريبا إلى برنامج إعادة التأهيل. 
ويتعلق الأمر بعملية إنسانية تضم عدة أجهزة بهدف تخليص الإرهابيين السابقين من التطرف، وإعادة تأهيلهم، وإدماجهم في المجتمع. 
وصرح العقيد نواشوكوو بأن قيادة الجيش سلمت، في إطار هذه العملية خلال يوليو الماضي، أكثر من 151 عنصر سابقين في بوكو حرام إلى حكومة ولاية بورنو  شمال شرق البلاد ، لإعادة إدماجهم في المجتمع. 
 
وأوضح أن هدف البرنامج الذي بدأ خلال سبتمبر 2015، يتمثل في تشجيع إرهابيي بوكو حرام الراغبين في تسليم أنفسهم على القيام بذلك والانخراط في عملية مهيكلة لتخليصهم من التطرف.
 
 وتابع المتحدث العسكري أن 268 من مقاتلي بوكو حرام السابقين، تم نقلهم إلى ولاياتهم لإعادة إدماجهم بعد استكمال تأهيلهم في إطار البرنامج.
 وأضاف أن قيادة الجيش استقبلت، خلال أكتوبر 2019، وفودا قادمة من الكاميرون وتشاد، لدراسة مناهج هذا البرنامج.
 وفور إطلاق التجربة، تبين أن هناك 4500 مقاتل قد استسلموا، وتم احتجازهم فى مواقع سرية بجميع أنحاء البلاد، حتى لا يصل إليهم الإرهابيون ومن ثم تم دمجهم داخل المجتمع.
 
 وأيد الرئيس النيجيرى محمد بخارى هذا القرار، حيث قال فى تصريحات تليفزيونية له: لقد عانى هذا البلد العداء بما يكفى، لذلك تناشد الحكومة الجميع أن يتبنوا السلام من أجل التنمية الشاملة لشعبنا وبلادنا.
وذكرت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات (ICG) في تقرير لها، أن أعمال العنف التي قام بها المسلحون من جهة، والمشاحنات بين الرعاة والمزارعين على ملكية الأراضي من جهة أخرى، أودت بحياة أكثر من مئات الأشخاص.
 
وقال ناميدي أوباسي المستشار البارز في الشأن النيجيري بالمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات ICG، إن الحديث عن العفو يمثل تحولا ملحوظًا فى مسار العملية الاصلاحية فى نيجيريا،  فإن المعاناة المستمرة التي طال أمدها نتيجة لهذا التمرد، قد ألقت بظلالها على حياة المدنيين في الشمال الشرقي، فضلا عن التكلفة الهائلة التي تحملتها البلاد، ومن ثم فإن استكشاف الحكومة للحوار مع المتمردين أمر مفهوم.
 
و"بوكو حرام"، جماعة نيجيرية مسلحة تأسست في يناير  2002، يتمركز نشاطها شمال شرقي البلاد، وتمتد عملياتها إلى مختلف المدن النيجيرية علاوة على دول الجوار،  وفي مارس   2015، أعلنت الجماعة ارتباطها بتنظيم "داعش" الإرهابي.
 
وتعتبر الجماعة من أخطر الجماعات المتشددة في غرب أفريقيا، ويتركز ثقلها في الشمال الشرقي للبلاد سيما في ولايتي يوبي و بورنو، إلا أنها لا تعترف بحدود جغرافية محددة وتريد تطبيق فهمها المتشدد للشريعة الإسلامية في المدن النيجيرية كافة.
 
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة