أكرم القصاص - علا الشافعي

سنوات الحل والمنع لجماعة الإخوان الإرهابية .. التاريخ يؤكد: القادة يبيعون الأفراد.. الجماعة أدمنت العمل تحت الأرض وتضع نفسها طوال الوقت في مواجهة ضد الدولة .. محاولة اغتيال عبد الناصر أخرجتهم من الدولة الحديثة

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2019 04:00 م
سنوات الحل والمنع لجماعة الإخوان الإرهابية .. التاريخ يؤكد: القادة يبيعون الأفراد.. الجماعة أدمنت العمل تحت الأرض وتضع نفسها طوال الوقت في مواجهة ضد الدولة .. محاولة اغتيال عبد الناصر أخرجتهم من الدولة الحديثة حادث المنشية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشأت جماعة الإخوان الإرهابية فى عام 1928، ومنذ هذا اليوم لم يفارقها الغباء أبدا، طوال الوقت تعمل بكل اجتهاد على الإساءة لنفسها، وتدمير ما امتلكته، تضع نفسها دائما في مواجهة ضد الدولة، تحب دور الضحية، إن لم تجده اصطنعته بتصرفاتها الحمقاء، ومن ذلك ما حدث بعد ثورة 1952، عندما تعرضت للحل للمرة الثانية فى تاريخها.
كان من حظ الجماعة أن دخلت فى رحاب ثورة 52 دون أذى، لكنها لم تستغل ذلك بل ذهبت بكل حماقة الدنيا لتصطدم بالدولة الحديثة، ففى 26 من شهر أكتوبر 1954 قامت بـ محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فى الإسكندرية، وهو ما أطلق عليه "حادث المنشية".
المنشية
 
وقام بهذه المحاولة الفاشلة مجموعة انتحارية مكونة من "محمود عبد اللطيف، هنداوى سيد أحمد الدوير، محمد على النصيرى، خليفة عطوة»، والخلية تنتمى إلى الإخوان، وتم تقديم الخلية للمحاكمة العسكرية، وحكم عليهما بالإعدام، لكن تم تخفيف الحكم بعد أيام إلى 25 سنة بناء على قرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
 
وعقدت عدة جلسات للمحاكمة وفى يوم 18 نوفمبر 1954 كان يوم سماع أقوال المرشد العام للإخوان حسن الهضيبى. وقد سجل الصحفى أحمد لطفى حسونة الصحفى بالأخبار تفاصيل الجلسة فقال: "إقبال الجمهور كان شديدًا لحضور المحاكمة وحضر المتهم محمود عبد اللطيف من السجن وجلس فى مكانه مبتسمًا وبدأت الجلسة وحضر شاهد النفى حسن الهضيبى مرشد الإخوان وبدأت الجلسة".
يتابع حسونة "ونودى على حسن الهضيبى فدخل.. سأله جمال سالم رئيس المحكمة عن اسمه وعمله فقال حسن الهضيبى: مستشار سابق وعمرى 63 سنة. ثم حلف: والله العظيم أقول الحق ولا شىء غير الحق".
الحادث
 
قال حمادة الناحل محامى محمود عبد اللطيف موجهًا كلامه إلى الهضيبى: "إن محمود عبد اللطيف المتهم بقتل عبد الناصر تبين أنه عضو فى الإخوان واعترف بذلك، كما اعترف الشهود بذلك، وبأنه تم تسليمه المسدس وتوجيهه إلى ما ارتكبه لذلك رأيت أن استشهد برئيس جماعة الإخوان"، وسأل الهضيبى: هل تعرف محمود عبد اللطيف؟ رد الهضيبى: لا أعرفه.
فقال له المحامى: إنه عين لحراستك من قبل.. فقال الهضيبى: والله ما أدرى وفيه ناس كتير بيحرسونى ولا أعرف واحدا منهم.
سأله المحامى: هل تعرف شيئًا عن الجهاز السرى للإخوان الذى انضم إليه محمود عبد اللطيف؟ فقال: "محمود عبد اللطيف مين؟".
ثم قال: أنا لما عينت مرشدا عام 1950 تبين أن عندهم شيئًا اسمه النظام الخاص ثبت أنه ارتكب جرائم عام 1947 و1948 وقالوا لى إن الجرائم هذه انحراف وخروج عن الغرض الأصلى الذى هو إعداد الفرد المسلم إعدادًا صالحًا للدفاع عن الإسلام.
جمال عبد الناصر
 
وأضاف الهضيبى: أن بعض الإخوان أو بتوع هذا النظام لا يثقون بى لأنهم ناس بتفتكر إنهم مجاهدون أكثر شوية.
فرد محمود عبد اللطيف من داخل القفص وهو يشير إلى الهضيبى: «غرروا بى.. كنت ضحيتهم.. فهمونى إن الإسلام أباح دم جمال عبد الناصر".

الحل 3 مرات .. العمل تحت الأرض 

 ويبدو أن جماعة الإخوان الإرهابية مغرمة بالعمل تحت الأرض، لأن ذلك يمنحها مساحة كبيرة من العشوائية، لذا نجدها قد تعرضت للحل ثلاث مرات فى تاريخها.
 
الحل الذى أصاب الجماعة بعد ثورة 1952 لم يكن الأول، بل حدث فى 8 ديسمبر 1948، الحل الأول عندما أصدر محمود فهمى النقراشى، رئيس الحكومة المصرية، فى ذلك الوقت قرارًا بحل الجماعة بتهمة "التحريض والعمل ضد أمن الدولة".
 كان الأمر العسكرى الذى صدر بالحل يحمل رقم 63 ويقضى بحل جماعة الإخوان، وبعدها تم اغتيال النقراشى باشا رئيس الوزراء على يد الإخوانى عبد المجيد أحمد حسن الطالب بكلية الطب البيطرى الذى اعترف بإقدامه على قتله بسبب حل الجماعة.
 الحل الثانى، كما ذكرنا فى أكتوبر عام 1954 عندما حاولت الجماعة الإرهابية اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى المنشية بالإسكندرية، وبالتحديد فى 26 أكتوبر، وكانت نتيجة ذلك أن صدر قرار فى 29 أكتوبر من الشهر نفسه بحل الجماعة، وظل القرار ساريا إلى أن توفى جمال عبد الناصر فى 1970، وبمجىء الرئيس محمد أنور السادات بدأت الدنيا تتغير بعض الشىء لما كان معروفا عن السادات من تساهله مع الجماعات الإسلامية خاصة فى بدايات حكمه.
 أما الحل الثالث، حدث فى العام 2013 عندما رفعت قوى وأحزاب سياسية دعاوى قضائية تطالب بحل جماعة الإخوان الإرهابية، وأصدرت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة ظهر الاثنين 23 سبتمبر 2013 حكما بحل جمعية الإخوان وحظر نشاطها ومصادرة ممتلكاتها، بعد دعوى مستعجلة من حزب التجمع تم تحريكها ضد الجماعة، ليكون أول قرار تصدره محكمة يقضى بحل الجماعة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة