سيف الاسلام فؤاد يكتب: ويوم مُفرح ومُبكى لكل فتاة

الثلاثاء، 08 يناير 2019 06:00 م
سيف الاسلام فؤاد يكتب: ويوم مُفرح ومُبكى لكل فتاة الحب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ثُمَ قولي لي كيفَ سمحتِ لهم يا ابنتي أن يأخذوكِ من حضني إلى حضنِ رجلٍ آخر اصطفيتهِ لقلبكِ من بينِ الأنامى، وتركتِني وأنا الذي تعبتُ ولم يجِفَّ عرقي لأجلكِ في حضني دوماً، لِتذهبي اليومَ إلى رجلٍ ثانٍ بالمجانى؟!

كيفَ لي وأنا الذي لعبتُكِ فتاةً وكبرتُكِ صبيةً ومشيتُ بكِ متفاخراً رافعاً رأسي بينَ قومي لتفلتي يدكِ اليومَ من يدي ووسطَ هذا الجمعِ وأظلُّ أبكي سنينَ عمري من غيركِ كالطفلِ وسطَ الزّحامى؟!

إن كنتِ حقاً يا حبيبتي لم تتذكري هذا فَـ أتمنّى أن تتذكريهِ الآن قبلَ فصلِ الختامى، فقد أكونُ اليومَ وغداً لن توفي حقي الحديثُ الكثيرُ والمزيدُ من الرثاءِ والبكاءِ وإنهاءِ ألفِ سطرٍ وسطرٍ وربما لا تساعدكِ دمعاتكِ وربّما جفافُ الحبرِ من على الاوراقِ والأقلامى.

 

ماذا أفعلُ أنا اليومَ ياربِّ وها أنا بنفسي وكياني الذي أودعكِ قبلَ أن توَدِّعيني وتسيلَ دمعاتكِ كالصنبورِ لا يتوقفُ الدمعُ من عيني ويبقى دائمَ السّيَلانِ وتبقى تؤرِّقني ذكراكِ يا عمري ومعها المزيدُ من ماءِ عيني وكآبةِ روحي ولوعةِ انفصالِ الجسدِ عن الجسد، وكثرةِ الآلامِ، ويفصلني الناسُ عنكِ ويقولونَ اتركها يا أباها لرجلها الثاني، وأقولُ لهم، واللهِ أنا حبُّها وأنا حنانها وأنا روحها وأنا عشقُها الذي لا يقبلُ ثاني،

 

بأيِّ حقٍّ تأخذونها من قلبي إلى قلبِ ثاني، وما عليَّ إلا أن أعلنَ أمامكمُ استسلامي، اتركوني بربكم أن أقبِّلَها آخرَ اللحظاتِ، فغداً سأعيشُ دنيتي من دونها واللهِ ظلامٌ في ظلامٍ حالكِ الألوانِ، ولا تجذبوني من حضنها ولا تلمسوني وأنا أضمُّها فأنتم لا تعلمونَ من هيَ وكيفَ أكونُ أنا من بعدها بعدَ أن كنتُ متيَّماً بها اليومَ أصبحتُ من اليتامى.

 

ولسعادتكِ الباقيةِ ابنتي أقول: هيّا ودِّعيني على مهلٍ ولتذهبي إليهِ يا حبيبتي ولا تنظري خلفكِ لتريني أو لتشتهي آخرَ لحظةً من منظرٍ لي في أقلِّ من الثواني، اذهبي يا روحي إلى حبيبكِ ودعيهِ يَهْنَؤُ بدفءِ روحكِ وأمانكِ الدائم والسلامِ.. اذهبي وأفرحيهِ وأبهجيهِ بالكثيرِ من الأفعالِ قبلَ الكلام،

 

 وإن حلَّ الظلامُ ببيتِكُم ، تذكّريني يا حبيبتي كضوءِ الشمسِ لتلقَيني، وقولي سعيدٌ صباحكَ يا مهجتي فأنتَ حبي وكلُّ الغرامِ والأماني، وإن قالوا لكِ مَن أباكِ؟ قولي لهم: سيرتهُ التي أتت بي إليكم وأنا بنتُ هذا الأبِ الذي شقيَ ولم ينمْ لتروني أمامكمُ اليومَ بالمجّاني، ولا تَدَعيني أذهب وتمسّكي بي وارجيني بالبقاءِ بجواركِ دقائقَ أو أقلّ من الثواني، أما إذا شاءتِ الأقدارُ فَ لا تُغلقي البابَ خلفي فأنا سأزوركِ في الواقعِ دوماً أو آتيكِ في الأحلامِ، فأنا كلُّ همي هوَ أن أراكَ مُنَعَّمةً مثلَ ما تركتكِ وإن كنتُ أشكُّ بحبيبكِ أو أغارَ لحظاتٍ فأشكُّ في حنانِ الأعوامِ.

 

وأعلمُ يا ابنتي قولكِ لي دوماً: " هيهاتَ يا أبتِ هذه سننُ الأكوانِ، الرحيلُ منكَ هوَ العودةُ إليكَ بأيِّ شكلٍ وبأيِّ لونٍ من الألوانِ، كانت أمنيّتي غريزةُ الأمومةِ وأن أنجبَ لكَ حفيداً أو حفيدةً منّي إذا نظرتَ إليها سرَّتكَ وشعرتَ بعدها بعدمِ الحرمانِ" .

 

أما أنتَ يا زوجها أقسمُ لكَ أنا الذي أحببتها قبلكَ وقبلَ أن تلدكَ أمكَ في هذا الزمانِ، وأعلمُ أنَكَ لن تحبها مثلي، وإن أقسمتَ فالقسمُ يا حبيبي اليومَ بالمجّاني، أنتَ يا أيُّها الشابُّ الحبيبُ لم تَصرفِ العُمرَ أمامَها لتكبُرَ كلَّ يومٍ أمَامكَ ولم تتذوقْ شهدَهَا ولم تعلم فنونَ الشوقِ لتشتاقها، ولم تَشُمَّ ريحها الذكيَّ وروحها وإن ذكرتَ وشممتَ الأكثرَ من حلاها فلن توفي حقَّها مثلي، وإن أوفيتَ فيبقى وفاؤكَ منقوصَ الأركانِ.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة