مهمة "فرنسية ـ عربية" لإنقاذ القارة الأفريقية.. ماكرون يحذر من "إرهاب تميم" ويطرق أبواب الرياض وأبوظبى.. الخليج يرفع دعمه المادى لدول الساحل الأفريقى.. ومخاوف من توغل النفوذ القطرى والإيرانى

الإثنين، 07 يناير 2019 12:30 م
مهمة "فرنسية ـ عربية" لإنقاذ القارة الأفريقية.. ماكرون يحذر من "إرهاب تميم" ويطرق أبواب الرياض وأبوظبى.. الخليج يرفع دعمه المادى لدول الساحل الأفريقى.. ومخاوف من توغل النفوذ القطرى والإيرانى زيارات الرئيس الفرنسى فى افريقيا
هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جولات متعددة وزيارات لا تنقطع أجراها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، لدول أفريقية، وفى مقدمتها دول الساحل الأفريقى، للتنسيق فى ملفات عدة فى مقدمتها مكافحة الإرهاب المدعوم من قطر، وغيرها من الدول الراعية للتطرف، مستعيناً فى ذلك بدعم عربى - خليجى لرفع كفاءة دول الساحل الأفريقى وقدراتها على مواجهة مليشيات العنف والخراب.

زيارات الرئيس الفرنسى لدول أفريقيا
 

وفيما كانت فرنسا تسقط فى دوامة فوضى السترات الصفراء، خلال الأشهر الأخيرة من العام 2018، لم تنقطع زيارات "ماكرون" إلى الدول الأفريقية، حيث حرص على تفقد جنوده فى الساحل الأفريقى وشاركهم احتفالاتهم بأعياد الميلاد ورأس السنة، بخلاف طرق أبواب دولاً عربية من بينها السعودية والإمارات لرفع تمويلاتها للقارة السمراء، لمواجهة الإرهاب.

808x539_story-eaa31974-f5ad-5b8e-be31-e3215aba327f_124421

وحين أنشأت باريس قبل 3 سنوات، المنظمة الأمنية الإقليمية المتخصصة فى مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة فى منطقة الساحل، من أجل التنسيق الإقليمى والدولى لمواجهة الإرهاب، لم تكن تعلم أنها قد تقع فى براثن أزمة مالية، أثقلت كاهل الخزينة الفرنسية، وزادت أعراض الأزمة الاقتصادية، التى كانت أحد أسباب ثورة السترات الصفراء ما دفع بالرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، طلب النجدة عبر نداء استغاثة فى المؤتمر الذى عقد فى العاصمة الموريتانية نواكشوط قبل أشهر، وحمل اسم "مؤتمر تنسيق المانحين لتمويل برنامج الاستثمارات الأولية، لمجموعة الخمس بالساحل الأفريقى".

 
رئيس فرنسا   فى افريقيا
رئيس فرنسا فى افريقيا

وجاءت الاستجابات سريعة من الرياض لدعم دول الساحل، ومساندة فرنسا حيث بلغت المنحة السعودية 100 مليون يورو تضاف إلى التزام سابق بـ100 مليون دولار آخرى لصالح القوة العسكرية المشتركة لدول الساحل الأفريقى.

فيما التزمت فرنسا قائدة التحالف بمبلغ 500 مليون يورو، بينما تعهد الاتحاد الأوروبى بمبلغ 800 مليون يورو، والإمارات العربية المتحدة بـ 30 مليون يورو، وإسبانيا أعلنت تقديم 85 مليون يورو لدعم البرنامج وعلى نفس الخطى تعهدت كندا بتقديم 9 ملايين دولار، وبلغ مجموع ما تعهدت به دول ومنظمات حضرت المؤتمر، أكثر من مليار ونصف مليار يورو، استلمها صندوق دعم برنامج الاستثمارات ذات الأولوية لمجموعة دول الساحل الخمس.

وفى كلمته التى تداولتها وسائل الإعلام، عبر الرئيس النيجرى محمد يوسفو، الرئيس الدورى لمجموعة دول الساحل الخمس، عن ارتياحه لمستوى التجاوب من طرف الممولين والشركاء، وقال إن التعهدات التى حصلوا عليها فى مؤتمر نواكشوط قد "تجاوزت سقف التوقعات".

وأضاف خلال مؤتمر صحفى أن "المؤتمر مكن المجموعة من تقديم برنامج الاستثمارات ذات الأولوية إلى الشركاء والمناحين الدوليين بمختلف تفاصيله وأهدافه"، وأشار إلى أن "البرنامج يرتكز حول محاور "الأمن والبنى التحتية والتنمية البشرية".

ماكرون يحتفل مع جنوده فى تشاد بعيد الميلاد
ماكرون يحتفل مع جنوده فى تشاد بعيد الميلاد
 

ويمثل الساحل إحدى أهم الشواغل الأمنية الأوروبية والفرنسية، التى أرادت من خلال عملياتها العسكرية فى مالى أن تمنع بشكل استباقى أى عدوان مماثل على دول الجوار الواقعة تحت النفوذ الفرنسى، وهى النيجر وتشاد وبوركينافاسو وموريتانيا وأصبح الأمر يتعلق بتهديد إقامة دولة إرهابية على أبواب أوروبا وفرنسا.

ويأتى الاهتمام الأوروبى الفرنسى بالمنطقة بسبب تداخلها المحورى مع إفريقيا الشمالية والغربية وصولا إلى البحر الأحمر، وبات استقرار الساحل والصحراء يعنى استقرار المصالح الفرنسية والأوروبية ممثلة فى مصادر الطاقة واليورانيوم، حيث تمثل موريتانيا مخزونًا معتبرًا من الحديد المهم لصناعة الصلب فى أوروبا، وتأتى النيجر رابعة فى إنتاج اليورانيوم بنسبة 7.8% من الإنتاج العالمى ويغطى هذا 12% من احتياجات الاتحاد الأوربى، فضلًا عن المخزون المهم من البترول خاصة فى دول القلب (موريتانيا، والنيجر، ومالى) وتشاد حسب دراسات وتقارير الاتحاد الأوربى.

وبالعودة لأصول التوجه الفرنسى نحو الساحل وخاصة إفريقيا ما وراء الصحراء نجده حتى بداية تسعينات القرن العشرين يتمحور حول معطيات ثلاثة هى قواعد عسكرية دائمة، وتعاون عسكرى، وتدخل عسكرى.

 

 

download (1)
 

وفى تصريحات صحفية لخبراء سعوديون متخصصون فى شئون الجماعات الإرهابية، أكدوا أهمية المساهمة السعودية والإماراتية من أجل تفعيل قوة الساحل الأفريقى "جى 5" المشكَّلة من جيوش خمس دول هى (موريتانيا، مالى، بوركينا فاسو، تشاد، والنيجر)، خاصة بعد ارتفاع وتيرة التحذيرات الدولية من مغبة انتقال التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها "داعش" من سوريا والعراق بعد ضربها هناك إلى مناطق هشة أخرى أكثر قابلية لتصاعد حدة الظاهرة الإرهابية، خاصة فى منطقة الساحل الأفريقى، وأوضحوا أن هذه المساهمة ستعمل على تحجيم الدور القطرى والإيرانى الداعم للإرهاب فى دول الساحل الأفريقى.

وحسب جريدة "الاتحاد" الإماراتية، كشفت مصادر استخباراتية فرنسية أن أمير قطر منح مساعدات مالية للجماعات الإرهابية المسلحة التى احتلت شمال مالى، وفى الشهر ذاته بدأ الجدل يحتدم فى فرنسا حول الدور الذى تلعبه قطر فى بزوغ نجم الجماعات المتطرفة بمالى.

وبعد نحو شهر من هذا التاريخ، وجّه سادو ديالو، عمدة مدينة غاو فى شمال مالى، اتهامات لقطر بتمويل المتشددين عبر مطارى غاو وتنبكتو، وتمويلهم تحت غطاء المساعدات الإنسانية والغذائية.

ويجدر الإشارة إلى أن مؤتمر نواكشوط الأخير لممولى وشركاء مجموعة دول الساحل الخمس، هو أول مؤتمر للممولين تحتضنه إحدى عواصم دول الساحل، والثانى بعد المؤتمر الذى احتضنته العاصمة البلجيكية بروكسل فبراير الماضى، والذى جمع فيه 414 مليون دولار لصالح القوة العسكرية المشتركة لدول الساحل.

وبهذا خلال أقل من سنة واحدة تم عقد مؤتمرين لجمع التبرعات لعمليات الساحل جمعا كلاهما مبالغ ضخمة ما يعكس حجم التعثر الذى تعانى منه فرنسا فى قيادة الحملات العسكرية لدول تحالف الساحل الخمس فى إفريقيا.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة