نصر فتحى اللوزى يكتب: سألنى الزمان

الثلاثاء، 22 يناير 2019 10:00 ص
نصر فتحى اللوزى يكتب: سألنى الزمان شخص حزين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سألنى الزمان أردانى خجلا   كان الصمت يسبقنى منه حياء

أعاد سؤاله يتعجب الصمت   منى هروبا يسكن قلبى اختباء

وكأن الزمان يعلم عنى من   حياة كعلم الغيب فى ليلة ظلماء

يعلم النوايا سلوكا قبل العلن   معاتبا محذرا من نار برمضاء

كأن خطواتى ترسم خطوط   سنم جمل سفينة تمخر صحراء

 

أوقعنى الزمان باحثا لإجابة   أنا منها أنشد براءة لى ورجاء

من غضب الزمان نوائبا بى   أرجو منها بسجودى كل شفاء

قال لم أنتم بالسلوك تباعدتم   عن إنسانية هجرتم بها النقاء

والنفوس تبطن نوايا النفاق   وسكين الطعن بعلانية وخفاء

يخرج بسوء النوايا سم حية   وفحيح  تطرب لسمعه رقطاء

 

وسهام الحقد تسرع بأكاذيب   الزور قولا يجنى أثاما شنعاء

يكره من الناس وضوء طهر   يأكل من جزع بجاحة لا لحاء

قلت كفانى يا زمانى هم عراة   الادب قولا سلوكا هم الخبثاء

سألنى الزمان يسبقه أحزان   لم التصحر عن أدب استسقاء

كل رسالة من السماء قالت   وحدوا الخالق وللإنسان البناء

 

قال الزمان لم أنت يا بنى آدم   الغيبة منك مطرا تغرق الشتاء

لا تنعت الانسان بالكلب قولا   إن الكلب كريما سيد الأصدقاء

اذا المرء اطعم بقليل الطعام   كلبا جائعا لن يعضه حبا رضاء

يأتيه من بعيد يدور مداعبا   بدفء الحب شغوفا لهفة ولقاء

هذا هو الفارق بين كل كلب   وبين البعض منا للغدر امتطاء

 

الا من رحم ربى بين الناس   يدا حانية ولسانا يكره الفحشاء

وحسن اقواله تصادق منه   نوايا يودع بها من غيره كل داء

ناديت الزمان والليل يسرى   خذ بيدى قبل أن يكون لى عزاء

سألنى الزمان لم تعظم بينكم   قائلا تظنه حقا هو سيد الدهاء

استفت قلبك عن مدعى دين   احذره من الوان بها هو حرباء

 

يتوارى من شمس الحقيقة   وسفه عقله لا يعلم لجنهم وجاء

هو من الانسانية خنوص له   من ثدى خنزير طعاما له غذاء

سألنى الزمان لم تقنفذ منكم   بعضا اشواكه للغير سوء عطاء

ليت انه بوضوء التوبة حالا   يبدل سيئاته فوزا بجنة الاتقياء

رجوتك يا زمان قبل رحيلى   اجبنى فان الجروح سهدا وعناء

 

قال كن فى معية الله اشواقا   لا اتباعا للشيطان رائد السفهاء

ومحجة كالشمس ضياء لكم   اتباعا لهدى طه عنها لا فرقاء

واعلموا أن الاديان كلها لله   عقيدة توحيد لله قصيدة عصماء

لا تتبع لانصاف علوم الدين   علما هم بين الابل بكرة عرجاء

زدنى يازمانى منك نصيحتى   قال حلو الدنيا ومرها لك ابتلاء

 

قم من ساعات الليل الا قليلا   فوزا برحمة وفردوسا لا انتهاء

كفانى منك قولا يا زمانى فان   القلب لحب الله وطه دوما يشاء










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة