مينا سمير يكتب: المهرج الحزين

الخميس، 30 أغسطس 2018 10:00 ص
مينا سمير يكتب: المهرج الحزين صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى كل مرة أحاول البحث عن قصة مؤثرة تؤثر فى قلوبنا وفى عقولنا، قصتنا اليوم قد تكون غريبة بعض الشىء، ذات مرة كنت أشاهد عرضا من عروض السيرك الذى يكون مصدر لسعادتنا جميعاً حيث لاحظت شيئا غريبا كان هناك مهرج يقوم بحركات طريفة حتى يقوم بإسعاد المشاهدين، وبالرغم من تعالى أصوات الضحك بداخل السيرك لكن عند مراقبتى لملامح وجه المهرج وجدت شيئا آخر غير ما يحاول إظهاره فلاحظت من ملامح وجهه أنه لا يبدو عليه السعادة فكان يبدو عليه إنسان قلبه يتمزق إلى نصفين، إنسان يكاد يصرخ من أعماق قلبه من كثرة ما مر به من أزمات إلا أنه بالرغم من ذلك الباحث عن السعادة لغيره الغير مبالى بنفسه أو قد نطلق عليه الضاحك الباكى الذى يحاول محاولات مستمرة أن يخفى ما يمر به من مشاعر مؤلمة.

 

وبمحاولة البحث فى ما قد يفكر به أثناء قيامه بهذه الحركات وكيف يستطيع إضحاك من حوله بالرغم من كون قلبه يعتصر حزناً، فقد يجد راحة فى محاولة رسم البسمة على شفاه من حوله حتى وإن كانت هذه البسمة تظهر على وجوه المشاهدين للحظات بسيطة ، وبمراقبتى لهذا المهرج تذكرت أيضاً المزيد من الأشخاص الذين يتبعون نفس المنهج وهو منهج إسعاد الآخرين بدون الاهتمام بما يمرون به من ألم، أذكر جيداً من هذه الأمثلة شاعر عبقرى استطاع ان يسعدنا بالمزيد من اشعاره الرائعة وبالرغم من ذلك فأنه عاش فى مراحل من حياته يعانى من الأكتئاب ،أعلم ان الكل يتوق إلى معرفة هذا الشاعر العظيم هو الشاعر صلاح جاهين شاعر العامية الذى كتب الحياة بقى لونها بمبى والدنيا ربيع والتى تغنت بهم الفنانة الرائعة سعاد حسنى.

 

وعند الاستماع لهذه الأغانى نجد كمية كبيرة من التفاؤل والأمل بل ونجد أيضاً إنسان يجد السعادة فى إسعاد من حوله حتى وإن كان قلبه يدمى من الألم إلا انه لا يبالى سوى بإسعاد الآخرين وإدخال السرور والبهجة إلى قلوبهم وهذه نفس الراية التى حملها المهرج الحزين فهو لم يهتم بما يدور فى خاطره من الألم بل اهتم بشعور الآخر فمن فى هذه الأيام يفعل ذلك، قديماً قيل لى مقولة غريبة لكنى لم أكن أفكر فيها وهذه المقولة تقول عندما تجد إنسان يحاول دائماً أن يسعد من حوله ويشعره بالبهجة والسرور فهذا لايعنى بإن هذا الإنسان فى قمة السعادة ،ولكن هذا الإنسان هو كما يقول المثل الشهير هو (شمعة تحترق من أجل الآخرين) فياليتنا نحاول ولو بشكل بسيط أن نشعر من حولنا بأى شكل من أشكال السعادة حتى وإن كنا نمر بأحلك الأزمات ،ربما نجد فى هذه التجربة الجميلة وسيلة لتحقيق السعادة التى افتقدناها.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة