محمود عبدالراضى

الهجرة غير الشرعية .. أحلام قاتلة

الجمعة، 03 أغسطس 2018 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جلس "أحمد" وهو ناقم على نفسه ومن حوله، يتصفح هاتفه المحمول، يقلب صفحات الفيس بوك، فاستوقفته صورة صديقه "علي" ، نعم هو "علي" الذي غادر القرية منذ سنوات وانقطعت أخباره، وهذه السيارة الفاخرة التي تظهر بجواره يؤكد في البوست أنها ملكه ، فقد سافر منذ عدة سنوات بطريقة غير شرعية ووصل لعواصم أوروبا وأصبح لديه كثر من الأموال، بحد قوله   .

"علي" ليس أقوى مني ولا أفضل جسدياً، هكذا فكر "أحمد" ، ليقرر فجأة أن يسلك نفس المسار، ففتش عن السمسار حتى وجده، وألقى بين يديه الآف الأموال التي اقترضها والده من أجل أن يفتح لابنه مشروعاً يدُر عليه رزق حلال، ليغرق المركب وتبتلع المياه "أحمد" قبل أن يصل لـ"علي".

هذه قصة تتكرر كثيراً، أبطالها شباب أحلامهم قاتلة، يتلاعب السماسرة بمشاعرهم، يبتزوهم بالأموال ويلقوا بهم في البحر ليموت بعضهم غرقاً، ومن ينجو تضبطه قوات الشرطة الأجنبية على سواحلها.

الكارثة الأكبر أن بعض الناجين من رحلات الموت تتلقفهم عصابات منظمة أحياناً، تستغلهم في جرائم كبرى وربما تسرق أعضاءهم، وربما يتم الدفع بهم في معسكرات الإرهابيين.

اللافت للانتباه أن بعض الشباب يسددون الالاف الجنيهات للسماسرة من أجل السفر بطريقة غير عشوائية، في حين أنه يمكنه أن يفتتح مشروع بهذه المبالغ التي تصل لـ 50 ألف جنيه أحياناً، والبعض يهرب من فكرة العمل المتواضع في مصر مبرراً ذلك بأنها لا تتناسب مع مؤهله ومكانته الإجتماعية، في حين أنه يسافر خارج مصر "يغسل الأطباق" ، ويعيش مطارد من الشرطة مهدداً بالترحيل في أي وقت .

بعض السماسرة يحصلون على "شيكات على بياض" من أهل الشاب المهاجر لضمان عدم الإبلاغ عنه، وتضطر هذه الأسر إلى عدم الإبلاغ عنهم لدى وفاة أبناءهم خوفاً من الشيكات التي وقعوا عليها.

 

وبلغة الأرقام ، نجحت الأجهزة الأمنية ، خلال عام 2010 فى ترحيل 500 شاب والظاهرة كادت أن تنحصر قبل ثورة 25 يناير بسبب قانون الطوارئ واعتقال المسئولين عن الهجرة غير المشروعة ، وفى عام 2011 تم تحرير 24 قضية تضم 1300 شاب، وفى 2012 تم ضبط 703 قضية وإحباط تهريب 1500 شاب، وفى 2013 تم ضبط 979 قضية وإحباط هجرة 1200 شاب، وفى 2014 تم ترحيل 38 شابا وإحباط هجرة 2600 شاب، وفى 2015 تم ضبط 246 مرحلًا وإحباط تهريب 4200 شاب .

وللأسف ، تتكرر هذه الظاهرة كثيراً بسبب ضعف العقوبات، وهى حبس سنة للمهرب، ويتم اعتبار الشاب الذى يحاول السفر بطريقة غير شرعية "ضحية"، ومن ثم نحتاج ثورة تشريعية وتغليظ للعقوبات.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة