أحداث متنوعة مررنا بها على مدار الأسبوع الماضى، حيث استعداد الجميع لعيد الأضحى، فذهب هذا للشوادر من أجل بيع ما يملك من خراف وجمال، بينما يعيش الحجاج فى حالة روحانية مختلفة توجها استقبال حافل لهم من قبل السعودية الشقيقة، وتوزيع الفرحة على المصريين بعد صلاة العيد وإمطارهم بالبالونات الملونة لإضفاء البهجة عليهم، ورفع شعار الدين لله والفرحة للجميع أثناء صلاة العيد، فتعالوا معنا نتعرف على حكايات الشارع المصرى هذا الأسبوع من خلال السطور التالية.
قاعدة "رايقة" ساعة العصرية ما تتعوضش
انتهيا من العناية بأرضهما، وببعض الأدوات البسيطة اللازمة لعمل كوبين من شاى العصرية المعتبر، جلس هذان الرجلان أمام كوخهما الصغير فى الأرض الزراعية، مشهد ذو مذاق مصرى أصيل يقابلك كثيرًا فى القرى المصرية التى لازالت تحتفظ بملامحها، فتلك الجلسة التى يعرفها أهل القرية عن ظهر قلب تمثل لهم الكثير، وتخرج منها أحاديث وذكريات تترسخ فى الأذهان.
فلقطة اليوم لفترة من الفترات التى يقتطعها المواطن المصرى بعد هدوء شمس العصرية، فيجلس بجوار الأرض الزراعي يتناول بعض الموضوعات التى تمر به على مدار يومه، وتتضمن ما يشغل تفكيره مع بعض الجيران أو الأقارب، بعيدًا عن زحام المدينة، وضوضاء وسائل المواصلات، فهو مشهد بسيط نقل بعض من كواليس حياة الفلاح المصرى.
يا رايحين للنبى الغالى هنيالكم وعقبالى
فقدوا أغلى ما لديهم فى الدنيا، وقدموا فلذات أكبادهم فداءً للوطن فى سبيل الدفاع عنه وحماية أراضيه، وكان أبسط جزاء يمكن أن يناله كل منهم فى الدنيا هو أن يمنى عينيه برؤية بيت الله الحرام وزيارته لآداء فريضة الحج، وهذا ما حدث بالفعل مع أسر شهداء ومصابى الجيش والشرطة المصريين.
بماء زمزم والورود استقبلت مكة المكرمة ضيوف الرحمن واحتفت بهم على طريقتها الخاصة، حيث تمت مرافقة الحجاج من أسر الشهداء والمصابين الذين بلغ عددهم إلى ألف حاج وحاجة من مصر حتى وصلوا إلى الأراضى السعودية من أجل تسهيل وصولهم إلى هناك، وتم استضافتهم بإشراف مباشر من وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد والفضيلة الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل شيخ.
وقف السعوديون بشكل منظم لاستقبال الحجاج المصريين، وراحوا يوزعون الورود وماء زمزم عليهم للتعبير عن فرحتهم باستقبالهم، بينما قبل البعض رؤوس أهلى الشهداء والمصابين تقديرًا لهم، ولم يستطع أحدهم أن يمنع عَبرة من أن تسقط من عينيه فرحًا بهذا الحدث الذى قد لا يتكرر فى العمر سوى مرة واحدة، هذا المشهد الذى يدفعك فورًا لترديد جملة "يا رايحين للنبى الغالى هنيالكم وعقبالى" دون تفكير باعتبار فريضة الحج من الفرائض التى يرجوا المسلمون جميعًا من الله أن يمن عليهم بها.
من صغره.. ليه فى شوادر العيد علامات
تربى على رؤية أبيه وأقاربه يعملون فى مجال الجزارة منذ نعومة أظافره، فأحب التواجد معهم فى المواسم وأوقات ضغط العمل، فيلهو مع الماشية تارة، ويصبح مسئولًا عن الشادر تارة أخرى عند التعامل مع الزبائن فى بعض الأوقات.
لقطة اليوم من أحد شوارع الجيزة تم التقاطها قبل أيام من عيد الأشحى المبارك أثناء استعدادها لاستقباله، وهى صورة من داخل أحد الشوادر، لوجه طفل بشخصية رجل كبير يعرف خبايا تلك المهنة جيدًا، ويحفظ تفاصيلها من خلال تعامله مع أبيه وذويه طوال اليوم.
"العيد فرحة" فى كل مكان فى العالم
بالرغم من اختلاف المكان والدول إلا أن مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى لا تختلف كثيرًا من دولة لأخرى، فلا صوت يعلو اليوم فوق تكبيرات العيد، والأضحية التى يقدمها المسلمون تقربًا لله فى عيد الأضحى.
لقطة اليوم من خارج مصر ولكنها تنقل تشابهًا كبيرًا بين ما شهدته الشوارع المصرية فى الأيام الماضية استعدادًا لعيد الأضحى، وهو ما شهدته دول عربية وإسلامية عديدة أيضًا، اختلفت الأرض، وتشابهت طرق التعامل مع الماشية، من دهانهم بألوان لها أصول ومعانى كثيرة، وانتظار الجميع للحظة التى تتجمع فيها الأسر لتقديم الأضحية والاستمتاع بأيام عيد الأضحى.
فى مصر الدين لله والفرحة للجميع
مشاهد محفوظة كل عام يقابلها المصريين فى الشوارع خلال أيام عيد الأضحى، البهجة تعم الوجوه، والتقاط السيلفى سيد الموقف فى كل مكان لتسجيل لحظات يقتنصها البعض من السعادة فى تلك الأوقات، ولكن صورة اليوم نقلت جانب مختلف تحكى تفاصيله الكثير والكثير.
فأثناء تجول كاميرا اليوم السابع لرصد مظاهر فرحة العيد التقطت تلك الصورة للمصلين أمام إحدى الكنائس، يفترشون بسجاجيد الصلاة الشارع لآداء صلاة العيد، ويوزعون البلالين والهدايا على المارة والهدايا احتفالا بالعيد، ليس بالأمر الغريب على جسد الوطن الواحد، ولكنها لقطة شعارها "إيد واحدة فى فرحة العيد"، فهى لقطة نقلت واقع من الترابط المصرى الذى لا يمكن تلخيصه فى آلاف الكلمات.
العيد فى مركب بالنيل فسحة ماتتعوضش
تتطور شكل الخروجات فى العيد على مدار سنوات طويلة، ولكن تظل النزهة بالمركب فى النيل جزء أصيل لدى البعض، ممن يرون فيها المعنى الحقيقى لفرحة النيل فى أحضان القاهرة ونيلها، فأثناء تجول كاميرا اليوم السابع فى شوارع القاهرة ورصد فرحة عيد الأضحى سجلت تلك اللقطة.
منذ الصباح الباكر تقف تلك المراكب على كورنيش النيل فى انتظار الزبائن الذين جاءوا يقتنصون بعض الوقت من البهجة والسعادة فى تلك النزهة النيلية، فببضعة جنيهات للفرد الواحد، واصطحاب بعض العصائر والمسليات يمكن للأسرة المصرية قضاء وقت ممتع فيها، فمهما تغير شكل الترفيه وأصبح أكثر تقيدًا بالموضة الشبابية، تظل فسحة المركب فى العيد جانب أساسى فى ذاكرتنا جميعا.
سوريا "لسه جميلة" بريشة وعيون شبابها
ملامح لامرأة قوية صامدة، طفل تمتزج ملامحه بالحزن والفرح، ولوحات تجمع بين معانقة الهلال والصليب، وتفاصيل أخرى كثيرة احتفل بها عدد من الشباب السورى العائد لبلاده مرة ثانية بعد تطهير منطقتهم من الإرهاب. نظم هؤلاء الشباب يومًا للاحتفال بعودتهم لمنطقتهم بشمال سوريا بعد أن هاجروا للبنان خلال السنوات الماضية، ليعودوا مرة ثانية ملونين الواقع السورى بالألوان والفرشاة التى تحمل بين ثناياها أحلامهم بغد أفضل.
لقطة اليوم بخلفية للماضى، بينما تصدر المشهد للشباب المحمل بالأمل والفن الذى يرسم الغد، وقف هؤلاء الشباب من الصباح الباكر يرسمون منطقتهم بعيونهم، معبرين عن أمنياتهم فى عودتها مرة ثانية لسابق عهدها بل أفضل، معبرين عن أحلامهم وتواجدهم وتمسكهم بأرضهم مهما تقلبت بهم الظروف.
وجاءت لوحاتهم تحمل العديد من الرسائل التى توثق أبزر اللحظات والمشاهد التى قابلوها خلال السنوات الماضية، بينما تزينت العديد من لوحاتهم بالأمل، والشكل الذين يحلمون برؤية بلادهم عليه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة