د. داليا مجدي عبد الغني تكتب : هذا شخص .. لن أنساه

الخميس، 23 أغسطس 2018 11:00 ص
د. داليا مجدي عبد الغني تكتب : هذا شخص .. لن أنساه د. داليا مجدي عبد الغني

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما تمر بمحنة، تسمع أقوال وآراء كثيرة من الآخرين، بعضهم من ينتقدك ويتهمك بأنك ألقيت بنفسك في براثن هذه المحنة، وبعضهم من يُشاهدك وهو مكتوف الأيدي ، ثم يتركك ويذهب، والبعض الآخر يُحاول مُساعدتك، وآخرين يرثون لحالك ، ويدعو لك، ثم ينصرفون بهدوء ، إلا شخص واحد، هو من يُقَدَّمُ لك الحل، ويقف إلى جوارك، ويشد من أزرك ، ويُقوي نقاط ضعفك، ويدعمك ، ويُخرج أفضل ما عندك ، ويحتضنك ؛ حتى تخرج من محنتك، وأنت أقوى وأفضل .

فقد كان هناك عُصفور صغير ، سقط في حُفرة عميقة وضيقة في الأرض.. وحاول كثيرون إنقاذه، فبعضهم قال ، نمد له خيطًا ، ونلفه حول عنقه ونسحبه، ولكنهم لو فعلوا ذلك لاختنق العُصفور ومات.. وبعضهم قال نُلقي للعُصفور بشريط من الورق الطويل، ونضع على الورق صمغًا يلتصق بالعُصفور، ونجذبه لأعلى، وبعض الناس أخذ يدعو الله أن يُحقق المعجزة، ويُنقذ العُصفور، والبعض أدرك أن العُصفور ميت لا محالة، فأخذ يبكي عليه، ثم انصرف إلى عمله.

وجاء طفل صغير .. ولابد أنه فكر في كل هذه الاحتمالات، وإن لم يظهر عليه ذلك .. وفكر، واهتدى إلى حل.. وهذا الحل كان نوعًا من المُعجزة ، حيث جاء الطفل بزجاجة من الرمل الناعم ، وظل يُلقي الرمل بخفة وقليلاً .. قليلاً.. وعلى مهل.. وبصبر.. فكان الرمل يهبط إلى قاع الحفرة الضيقة .. فيتحرك فوقه العُصفور.. وبعد ساعات.. ارتفع الرمل تحت قدمي العُصفور، فارتفع العُصفور نفسه، وامتدت يد الطفل وأنقذت العُصفور، فالطفل بصبر ورفق، رفع الأرض من تحت قدمي العُصفور، فارتفع العُصفور.

ولذا، فالحياة عندما تُسقطك، وتشعر أنك أصبحت تحت الأرض، إما بسبب الغدر أو الخيانة أو الفراق، أو الهجر، أو المرض، أو لأي سبب، مهما كانت تفاصيله، ولكنه انتهى بك إلى السُّقوط والشُّعور بدنو النهاية، فحينها عندما تجد من يأخذ بيدك برفق وبصبر، ويتمهل عليك ، ويحتضنك ، ويُساعدك ، وينفض عنك الغُبار، ويستوعبك، ويربت على كتفيك برفق ؛ حتى تعلو وتصعد وتقف على قدميك، فقُلْ في نفسك بأعلى صوت: هذا شخص .. لن أنساه .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة