ريحة الحبايب..تفاصيل مغامرات وأحزان الشقيقين«غيث» من قرى الشرقية لمعارك الفن والحياة.. الحسينى عبدالله ومى وميادة حمدى يكشفون أسرار حياة العملاقين..عبد الله الفارس الفلاح"أدهم الشرقاوى" وحمدى"ريتشارد قلب الأسد"

الجمعة، 06 يوليو 2018 02:06 م
ريحة الحبايب..تفاصيل مغامرات وأحزان الشقيقين«غيث» من قرى الشرقية لمعارك الفن والحياة.. الحسينى عبدالله ومى وميادة حمدى يكشفون أسرار حياة العملاقين..عبد الله الفارس الفلاح"أدهم الشرقاوى" وحمدى"ريتشارد قلب الأسد" الحسينى عبدالله ومى وميادة حمدى يكشفون أسرار حياة عملاقى الفن
زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- عبدالله الفارس الفلاح عاش دور «أدهم الشرقاوى» فى الحياة وكان على استعداد للاعتزال بسبب الإمام الحسين.. و«ريتشارد قلب الأسد» تقمص دور والد أخيه فى سن الرابعة وفقد الرغبة فى الحياة بعد وفاته

 

- القذافى أرسل وفدا لزيارة عبدالله وأبلغه بوجود طائرة لنقله إلى أى مكان للعلاج

 
فى بيت واحد، اجتمعوا كما كانوا يجتمعون من قبل مع أبوين كانا كأنهما شخص واحد، حمل كل منهم صورًا وذكريات لعملاقين من عمالقة الفن والمسرح، ريتشارد قلب الأسد وأدهم الشرقاوى، حمزة عم الرسول وأبوسفيان فى فيلم «الرسالة»، عباس الضو، والوزير العاشق، والزير سالم، وعلوان أبوالبكرى، والشيخ بدار.. مئات الروائع التى أبدعها الأخوان حمدى وعبدالله غيث، اللذان جمعهما الفن والأخوة واليتم، وعلاقة فريدة وحدتهما ليصبحا روحًا واحدة تسرى فى جسدين. 
 
حوار (3)
 
اجتمع الأبناء فى بيت واحد ليتحدثوا عن اثنين من وحوش المسرح والإلقاء والتمثيل، يكشفون أسرار حياة العملاقين اللذين لم يأت الزمان بمثلهما، ولم يشهد الفن بصمة مثل التى تميزا بها، صوت جهورى وعبقرية أداء ولغة قوية ونبوغ فى الإلقاء، جعل منهما أستاذين يعلمان نجوم السينما العالمية. 
 
بوجهه وصوته الذى يشبه أباه تمامًا جاء الحسينى عبدالله غيث إلى بيت ابنتَى عمه، مى وميادة حمدى غيث، حاملًا بعض صور الشقيقين، بينما جمعت الشقيقتان كمًا هائلًا من الصور والجوائز للأخوين، حكى كل منهم تفاصيل حياة وأسرار عملاقى الفن، ورحلة حياة لم يفرقهما فيها إلا الموت، وتفاصيل إبداعات وأحزان ومغامرات منذ الطفولة حتى الموت.
 

عبدالله رضيع يتيم وحمدى أب فى سن الرابعة

تحدث الحسينى عبدالله غيث عن طفولة والده وعمه، مشيرًا إلى أنهما ينتميان إلى عائلة من أعيان الشرقية ورثت العمودية، وكان والدهما يدرس الطب فى إنجلترا، وأثناء الحرب العالمية عاد إلى مصر ولم يستطع الرجوع لاستكمال دراسته، وتولى العمودية فى قريته شلشلمون بمنيا القمح، لكنه توفى فى سن صغيرة تاركا 5 أبناء، أصغرهم عبدالله غيث الذى كان رضيعًا وقت وفاة والده، بينما كان شقيقه حمدى فى سن الرابعة، ورغم فارق السن البسيط تعامل حمدى منذ لحظة وفاة والده مع شقيقه الأصغر باعتباره ابنه، مؤكدًا أنهما كان لهما أشقاء من الأب، لكن والده وعمه كانا شقيقين من الأب والأم.
 
حوار (5)
 
تستكمل مى حمدى غيث، الابنة الصغرى، قصة عشق والدها وعمها للفن، مشيرة إلى أن جدتها بعد وفاة زوجها اصطحبت ابنيها حمدى وعبدالله إلى القاهرة لتسكن فى حى الحسين بالأزهر، حيث كان والدها وشقيقها من شيوخ الأزهر، وهو ما أثر فى إتقان الأخوين للغة العربية وفن الإلقاء، ورغم أنها لم تكن متعلمة، فإنها كانت تحب الفن والمسرح وتصطحب ولديها إلى المسارح ودار الأوبرا، ومن هنا بدأ عشقهما للفن.
 
تقول مى حمدى غيث: كان والدى يشعر بأنه يحلق فى السماء، ويعيش فى عالم آخر وهو يشاهد المسرح.
 
تلتقط ميادة حمدى غيث طرف الحديث لتحكى عن بداية الرحلة الفنية لوالدها وعمها، قائلة: درس والدى بكلية الحقوق حتى وصل إلى آخر سنة، وكان يدرس بالتزامن مع الكلية بمعهد التمثيل، وعندما جاءته بعثة لفرنسا لمدة 4 سنوات لم يدخل امتحان الحقوق وغلب حبه للفن، وفى أثناء سفره فى البعثة كان عمى عبدالله فى البلد يعيش دور «أدهم الشرقاوى»، حيث لم تنقطع الأسرة عن زيارة القرية بعد انتقال والدى وعمى إلى القاهرة.
 

عبدالله غيث يتقمص دور «أدهم الشرقاوى»

يضحك الحسينى عبدالله غيث ليشير إلى أن والده لم يكن مغرمًا بالدراسة، وكان فارسًا، ولديه عدد من الخيول، ويمتلك مهارة ركوب الخيول حتى غير المدربة، التى يطلق عليها فى الأرياف «الخيل الغشيمة»، وكان وسيمًا وزعيمًا ومحبوبًا بين أهل قريته منذ صغره، مشيرًا إلى أن والده كان يهوى التنكر والتمثيل، فكان يتنكر فى زى ضابط تموين، ويذهب إلى مخازن التجار الذين يحتكرون المواد التموينية ويفتشها فلا يعرفونه، ويلقون ببضاعتهم فوق الأسطح، واشترك هو وشقيقه فى العديد من المقالب وهما طفلان.
 
 
حوار (4)
 
وأوضح أن عمه عندما جاء من البعثة وعرف أن شقيقه لا يهوى الدراسة أخذه معه ليلتحق بمعهد التمثيل، حيث كان حمدى غيث أستاذًا بالمعهد، لكنه أوصى بألا تتم مجاملة شقيقه فى الاختبارات التى تفوق فيها عبدالله.
 
وأشار ابن فارس المسرح إلى أن والده كان مرشحًا للعمودية، وطلب منه أهل قريته أن يتولاها، لكنه لم يستطع نظرًا لانشغالاته الفنية، وتولى العمودية شقيقه الأكبر أحمد، ولكن ظل عبدالله بمثابة العمدة الشرفى، يشارك فى حل مشكلات أهل قريته، وفى الجلسات العرفية لفض المنازعات.
وعن قصة زواج عبدالله غيث أشار ابنه الحسينى إلى أن والده ارتبط منذ طفولته بعلاقة حب مع ابنة خالته، وتزوجها وهو فى سن 18 عامًا، وأقيمت له الأفراح فى قريته لمدة أسبوع كامل.
 
بينما تحكى ميادة قصة زواج والدها، مشيرة إلى أنه ارتبط بعلاقة حب مع والدتها التى كانت زميلته فى معهد التمثيل، وتزوجها وسافرا معًا إلى البعثة بفرنسا، ولكن توفيت والدتها بعد أن أنجبتها وتركتها وهى فى عمر عام ونصف العام، وحزن والدها حزنًا شديدًا، وبعدها تزوج بوالدة شقيقتها مى. 
 
تحكى مى حمدى غيث عن طفولة أبناء الأخوين غيث، مؤكدة أنهم كانوا ومازالوا مترابطين لأقصى درجة، نظرًا لارتباط أبويهم والحالة الروحانية التى جمعتهما، وحرصهما الدائم على الوجود معًا، سواء فى العمل أو السكن أو الخروج والرحلات والسفر، وكان كل الأبناء ينادون الأخوين غيث باسم «بابا».
 

مقالب عباس الضو وقلب الأسد الحنون

وتشير ميادة إلى أنه رغم ما كان يبدو عليه الشقيقان من قوة الشخصية، فإنهما كانا فى غاية الحنان مع أبنائهما، ولم يسبق أن تعامل أى منهما بالعنف، وقالت: «كانا يتمتعان بمشاعر فياضة، ورغم أن والدى يشتهر باسم ريتشارد قلب الأسد، فإنه كان حنونًا بشكل كبير ودموعه قريبة، ويتلهف ويقلق على شقيقه وأبنائه، ولكن كنا نرتعد من نظراته الثاقبة التى يتميز بها».
 
ويقول الحسينى: «والدى كان عاطفيًا وحنونًا، وكنت أرى حنانه علينا وعلى سائر أقاربنا، وكان ينهار فى البكاء إذا رحل أى منهم، خاصة عندما مات عمى أحمد»
 
يحلل الحسينى شخصية عمه قائلًا: «عمى كان طيبًا جدًا، ولذلك أتقن الأدوار القوية، لأن التمثيل يجعل الفنان يبدع فى الأدوار النقيضة لشخصيته».
بينما أشارت مى حمدى إلى أن والدها كان قويًا جدًا فى العمل، وكان الفنانون يهابونه على المسرح، حيث عمل مخرجًا مسرحيًا، وكذلك عندما تولى منصب نقيب الممثلين، مؤكدة أنهم كانوا يطلقون عليه اسم «أبوالوفا»، بينما اشتهر عمها عبدالله بلقب «الشديد»، لقوته وقدرته على الأداء، حيث إنه لم يكن يعيد أى مشهد أبدًا من شدة إتقانه لأدواره.
 
حوار (6)
 
وأضافت: «بابا وعمى كانوا بيحبوا المرح والهزار، وكان لهما العديد من المواقف الكوميدية والمقالب معًا، فكان والدى يضع ماكياجًا ويلبس عباية ويمسك بعصا طويلة ويضع فوقها عمامة مثل خيال المآتة ويمشى بها أمامنا».
 
ويضحك ابن عمها متذكرًا موقفًا من مواقف والده حين ارتدى ملابس متسول وذهب إلى خالته، والدة زوجته، وطرق الباب وقال لها «غريب من بلبيس»، وعندما فتحت دخل وجلس ولم تتعرف عليه، فصرخت حتى قال لها «أنا عبدالله».
 

العمدة الفلاح وريتشارد المنفتح

كان عبدالله غيث أكثر تأثرًا بالبيئة الريفية وطباعها ولهجتها، بينما تأثر شقيقه الأكبر بالبيئة المدنية الأكثر انفتاحًا، وظل عبدالله غيث حتى وفاته يحمل صفات الفلاح ابن العمدة، الذى يحرص على زيارة قريته، ويرتدى الجلباب، ويشارك فى المناسبات والجلسات العرفية، ويتحدث بلهجة أهل القرية وهو معهم.
 
يظهر ذلك فى موقف كل منهما من عمل أبنائهما فى الفن، حيث أشارت مى حمدى غيث إلى أنها كانت لديها مواهب فى التمثيل، وكان والدها لديه استعداد لقبول عملها بالفن، مؤكدة أن المنتج ممدوح الليثى عرض عليها عملًا، ولكن عمها عبدالله رفض رفضًا شديدًا وقاطعًا، قائلة: «بابا كان موافق لكن عمى شتمنى وقال لى هاموتك فاستجبت لرغبته».
 
بينما أشار ابن عمها الحسينى إلى أن المخرج صلاح أبوسيف كان يريده أن يشارك فى أحد الأعمال الفنية، وأن والده أخفى عليه الأمر، وعندما علم برغبته فى التمثيل شدد على ضرورة انتهائه من دراسته أولًا، لكنه بعدما انتهى من دراسته اتجه للعمل ونسى الفن.
 
يحكى الأبناء أن حمدى غيث كان لديه بعض الأصدقاء المقربين من الوسط الفنى، وكان يتبادل معهم الزيارات، منهم  سناء جميل وسميحة أيوب ونبيل الحلفاوى ويحيى الفخرانى وفردوس عبدالحميد ومحمد وفيق، بينما يؤكد الحسينى أن والده كان يفصل بين بيته وعمله الفنى، وكان يقابل زملاءه من الوسط الفنى خارج المنزل، ولم يكن يحب الحفلات. 
 

«الحسين ثائرًا» وعبدالله غيث حزينًا

 
يؤكد الحسينى ارتباط والده الشديد بالإمام الحسين، رضى الله عنه، وحرصه هو وعمه على اصطحاب الأسرة والأبناء لزيارته دائمًا، حتى قبل دخوله للمستشفى فى مرضه الأخير، مؤكدًا أنه سماه باسم الحسينى حبًا فى حفيد رسول الله.
 
تتحدث ميادة ابنة عمه عن قصة عمها مع مسرحية «الحسين ثائرًا»: عمى أدى دور الحسين فى مسرحية «الحسين ثائرًا»، وكان يعتبر هذا الدور أهم دور فى حياته، ولكن للأسف لم يوافق الأزهر على عرضها.
 
حوار (7)
 
وتابعت: «كنت أحضر البروفات، وحضرت فى اليوم الذى جاء  فيه وفد الأزهر ليشاهد العرض ويصدر حكمه، كنت أجلس خلفهم فى الصف، وجميعهم بلا استثناء كانوا يبكون بالدموع طوال عرض المسرحية تأثرًا بأداء عمى، ولكنهم أصدروا حكمهم بعدم عرضها».
 
تقول متأثرة: «عمى كان لديه استعداد أن يعتزل الفن نهائيًا لو اشترط الأزهر ذلك مقابل السماح بعرض المسرحية، وأصيب بحالة حزن واكتئاب شديد بسبب منعها». 
 
وأضاف الحسينى عبدالله غيث: كانت هذه المسرحية أعظم عمل مسرحى، ومن أعظم الأعمال التى أخرجها كرم مطاوع، وبكت سناء جميل بكاء شديدًا تأثرًا بالقصة وحزنًا على منعها، وحاول فريق العمل الاستجابة لكل اشتراطات الأزهر فى سبيل السماح بالعرض، فاستخدموا صيغة الراوى الذى يحكى عن الحسين، ولكن تمسك الأزهر برأيه»، وتابع: «كان عملًا به إبهار وإخراج متميز ولا يمكن تكراره، حيث شارك فيه عمالقة الفن، مثل يوسف وهبى وأمينة رزق».
 

فيلم «الرسالة».. أنتونى كوين يتعلم من أبناء غيث

يتحدث أبناء الأخوين غيث عن مشاركة والديهم فى فيلم «الرسالة» العالمى، ويؤكدون أن الفيلم كان به فريق أجنبى لأداء النسخة الأجنبية، وفريق عربى للنسخة العربية.
 
حوار (2)
 
وقال الحسينى عبدالله غيث: «كان مقررًا أن يبدأ الفريق الأجنبى تصوير المشاهد، ويليه الفريق العربى، وعندما شاهد أنتونى كوين أداء والدى فى بعض المشاهد طلب أن يبدأ الفريق العربى أولًا حتى يستفيد من خبرته وأدائه».
 
ويؤكد ابن عبدالله غيث أنه عرض على والده المشاركة فى عدد من الأعمال العالمية، ولكن عدم إتقانه التام للغة الأجنبية كان عائقًا فى سبيل انطلاقه للعالمية.
فيما تحكى ابنة عمه مى حمدى غيث ما تعرض له دور والدها فى هذا الفيلم من تشويه، حيث قام بدور «أبوسفيان»، مشيرة إلى أن خلافًا حدث بينه وبين المخرج مصطفى العقاد، فاستعان المخرج بـ«دوبلاج» وفنان آخر لأداء الصوت، فظهر صوت الشخصية غير صوت حمدى غيث، مؤكدة أن هذا التغيير أثر بشكل كبير على الدور، لأن أحد مقومات والدها الفنية المتفردة هو صوته.
 
وتعجب الحسينى عبدالله غيث، قائلًا: «كان عمى يقوم بمهمة إضافية خلال فيلم الرسالة، حيث كان يعلم الفنانين المشاركين طريقة الإلقاء وأداء اللغة العربية، ولا يعقل أن من يعلم الفنانين الإلقاء يأتى المخرج بفنان آخر ليؤدى صوته، وهو ما أضعف الدور كثيرًا، على عكس دوره فى فيلم الناصر صلاح الدين وأدائه لشخصية ريتشارد قلب الأسد، الذى كان من أعظم الأدوار فى تاريخ السينما».
 
وأضاف: «عمى عمل روائع الأدب العالمى كلها، ماكبث، هاملت، عطيل، ويوسف شاهين اختاره بسب إتقانه للأدوار الصعبة، ولا أتخيل أى فنان آخر يمكنه أداء هذا الدور بهذه الدرجة من الإتقان».
 

«أبوذر» ينقذ حمدى غيث ودموع جيهان السادات بسبب «الوزير العاشق»

 
وقالت ميادة حمدى غيث: والدى وعمى كانا عبقريين لن يتكررا فى تاريخ التمثيل والمسرح، ونالا إعجاب الرؤساء والزعماء والملوك، فضلًا عن الجماهير العريضة، مشيرة إلى أن الرئيس السادات وحرمه جيهان كانا يحضران المسرحيات الشعرية التى يقدمها الشقيقان، وأن جيهان السادات بكت تأثرًا بمسرحية «الوزير العاشق» التى قدمها عمها عبدالله غيث، خاصة فى المشهد الذى كانت تلقى عليه السهام، وكان المسرح دائمًا كامل العدد، وأن حرم السادات أكدت فى حديث تليفزيونى إعجابها بالأخوين حمدى وعبدالله غيث على المسرح. وأضافت أن السادات كان يقدرهما ويحبهما جدًا، ومنحهما العديد من الأوسمة، كما كان كل الزعماء يبدون إعجابهم بهما، ومنهم  ياسر عرفات، وملك السعودية والمغرب، وكل الشخصيات الكبرى فى الدول العربية.  وأكدت ميادة أن كل رؤساء مصر كرموا والدها وعمها، ومنحوهما العديد من الجوائز، مشيرة إلى أن الأخوين غيث كانا ناصريين. 
 
وتحكى ميادة موقفا لوالدها فى عهد عبدالناصر، عندما اتهمه بعض الحاقدين بالشيوعية، وتم فصله من المسرح القومى، ووقتها كانت الإذاعة تعرض مسلسلًا أدى فيه والدها شخصية  الصحابى الجليل «أبوذر الغفارى»، وسمعه عبدالناصر، وأعجب به بشدة، وأشار إلى أنه لا يمكن أن يكون الممثل الذى يؤدى شخصية هذا الصحابى بهذا الإتقان شيوعيًا أو ملحدًا، فأصدر قرارًا فوريًا بعودة حمدى غيث لعمله بالأجر الذى يحدده، وفى المكان الذى يريده.
 
وأضافت: للأسف هناك مسلسلات ومسرحيات رائعة قدمها والدى وعمى لا يتم عرضها، ومنها مسرحية «عطيل»، و«مأساة جميلة بوحريد»، ومسرحية «بلدى يا بلدى» التى أدى فيها والدها شخصية السيد البدوى، وكل الأعمال والإبداعات التى قدماها فى الستينيات من روائع التراث، مؤكدة أن الإذاعة والتليفزيون فرطا فى هذا التراث، ويجب محاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال حسابًا عسيرًا. 
 

أصعب اللحظات فى حياة الأخوين غيث

 
وعن أكثر المواقف الصعبة فى حياة الأخوين غيث، قالت ميادة حمدى إن من أصعب المواقف التى مرت على والدها وفاة عبدالناصر، أما صدمة حياته التى غيرت كل صفاته وجعلته يعيش فى حزن دائم حتى وفاته، فهى صدمة مرض ووفاة شقيقه وابنه الروحى عبدالله، قائلة: كان والدى يحاول التخفيف عن عمى ويظهر متماسكًا أمامه، وعندما يخرج من غرفته ينهار باكيًا ويصرخ قائلًا: «ياابنى». 
 
حوار (1)
 
يتحدث الحسينى عبدالله غيث عن هذه الفترة فى حياة والده، قائلًا: لم يطل المرض بوالدى، حيث شعر بآلام المرض أثناء مسرحية «آه ياغجر»، ولكنه تحامل على نفسه حتى انتهت المسرحية، وعندما كنا نراه يتألم فى الكواليس كنا نطلب منه التوقف عن التمثيل والذهاب للطبيب، فكان يقول: «عندما أقف على المسرح لا أشعر بأى تعب».
 
يكمل الحسينى قصة مرض ووفاة والده، متابعًا: «بعد انتهاء المسرحية عرضناه على الأطباء، وأكدوا ضرورة دخوله المستشفى فورًا، وقال لى الطبيب إن حالته متأخرة جدا وإن السرطان تملك منه، وظل والدى لمدة  18 يومًا فى المستشفى، يحاول أن يخفى آلامه الرهيبة أمامنا، وينهار بعد أن نتركه من شدة الألم».
 
 وأضاف أن القذافى أرسل وفدًا لزيارة والده، وأكد الوفد أن هناك طائرة خاصة لنقله إلى أى مكان فى العالم لتلقى العلاج، لكنّ الأطباء المعالجين أكدوا أن حالته ميؤوس منها، مشيرًا إلى أن القذافى كان يحب والده جدًا منذ أن قام بتمثيل فيلم «الرسالة» فى صحراء ليبيا بعد رفض أكثر من دولة تصوير أحداث الفيلم على أراضيها، ولكن القذافى وافق من شدة إعجابه بعبدالله غيث. 
 
تحكى مى عن حياة والدها بعد موت عمها، مؤكدة أن شخصيته تغيرت تمامًا، وقالت: «أصبح فى حالة حزن وسكون بعدما كان يملأ الدنيا مرحًا، ونادرًا ما كان يبتسم، واختلفت حياته تمامًا». 
 
وعن استكماله لدور شقيقه فى مسلسل «المال والبنون»، حيث توفى عبدالله غيث قبل أن يكمله، أشارت إلى أنه رفض فى البداية أداء الدور، ولكن المخرج أكد له أنه لا أحد يستطيع إتقان الدور مثله، فوافق ولكن كان يعود من التصوير باكيًا ومتأثرًا بدرجة كبيرة، وظل على هذا الحال حتى لقى ربه ولحق بأخيه وابنه الروحى.
 
اليوم السابع

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة