أكرم القصاص - علا الشافعي

خالد صلاح يكتب: العلبة دى فيها فيل!!

الجمعة، 06 يوليو 2018 10:00 ص
خالد صلاح يكتب: العلبة دى فيها فيل!! الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ابو مازن
فى كل مرة تتحدث فيها دوائر السياسة الأمريكية عن مصطلح «صفقة القرن»، أتذكر هذا «الإفيه» الشهير من فيلم طاقية الإخفاء على لسان الفنان توفيق الدقن، وهو يستطيل بقوته على الفنان عبدالمنعم إبراهيم بجملته الساخرة، ويكرر عليه الجملة مرات متعددة «العلبة دى فيها إيه»، وينتظر من عبدالمنعم إبراهيم أن يرد بحماس «العلبة دى فيها فيل»!
 
تمامًا كهذا المشهد الذى يعد من أيقونات المشاهد الكوميدية فى السينما المصرية، لا يوجد شىء مهم فى «علبة» صفقة القرن، لا يوجد شىء بالمرة سوى «فيل توفيق الدقن»، ولا أحد ممن يتحدثون باسم دوائر التخطيط فى الولايات المتحدة، أو من هؤلاء الذين يكتبون عن صفقة القرن فى الصحف الغربية، لا أحد منهم على الإطلاق يفهم أكثر مما يفهمه عبدالمنعم إبراهيم وهو يصرخ من الخوف ليقول «فيها فيل.. فيها فيل»، صفقة القرن ليست أكثر من صندوق فارغ لا نعرف عنه أكثر من ذلك، ومن المستحيل أن تكون علبة الصندوق فيها فيل، ومستحيل أيضًا أن يقبل العرب بفيل توفيق الدقن الوهمى، ومن المستحيل أن يلبس العرب جميعًا طاقية الإخفاء حتى تخلو الأرض للاحتلال، بينما نحن ننتظر الفيل أن يخرج من العلبة.
 
  • يعرف الرئيس ترامب أنه لا أحد هنا سيقبل مبادلة الأراضى، شاء من شاء وأبى من أبى.
  • ويعرف الرئيس ترامب أنه لا أحد هنا يعترف بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس.
  • ويعرف الرئيس ترامب أنه يتحرك بمفرده، إذ إن الحلفاء فى أوروبا لا يقبلون مخالفة قرارات الشرعية الدولية.
  • ويعرف الرئيس ترامب أن العرب أصبحوا أكثر منطقية، ولديهم القدرة على بناء خطة مرحلية نحو السلام الشامل، لكن منطقية العرب لا تعنى أبدًا أنهم سينظرون إلى علبة فارغة تمامًا، وسيصرخون فى صوت واحد «العلبة دى فيها فيل».
 
سألت شخصيًا العشرات من الدبلوماسيين الغربيين، وسألت شخصيًا العشرات من كبار الدبلوماسيين العرب: ما الذى عرضته إدارة الرئيس ترامب بخصوص صفقة القرن؟، وصدقنى، لا أحد هنا يعرف ما هى هذه الصفقة، ولا أحد هنا فى الشرق الأوسط تلقى عرضًا جادًا، أو معلومات واضحة ما الذى يقصده الرئيس الأمريكى بهذه الصفقة، وما الذى يرجوه منها، وما هى الأراضى التى تقول الصحف الأمريكية إنها ضمن مشروع المبادلة، لا أحد يعرف عن «فيل العلبة» شيئًا على الإطلاق، الكل هنا وهناك يتصورون ملامح أسطورية لمشروع غير مكتمل، جامح ومتهور واستعراضى، تمامًا كتوفيق الدقن.
 
اطمئن يا أخى.. اطمئن
العرب لا يركبون الأفيال
 
 
القدس
 
 
العلبة دى فيها فيل
خالد-صلاح









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة