خالد صلاح يكتب: اللهم لا ترزقنا ثورات كاذبة بل ارزقنا صبرا على إصلاح من الداخل وعملا من القلب

الأحد، 01 يوليو 2018 10:00 ص
خالد صلاح يكتب: اللهم لا ترزقنا ثورات كاذبة بل ارزقنا صبرا على إصلاح من الداخل وعملا من القلب الكاتب خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ميدان التحرير
 
اللهم إن أهلنا كذبونا عندما حذرنا من الفوضى فى يناير، وحين عارضنا المليونيات الوهمية فى 2011 وما بعدها، قال السفهاء من الناس إن الذين يحذرون من الفوضى يكرهون الديمقراطية ويحاربون الحريات، ولم يصدقوا أن الوطن فى خطر، ولم يقتنعوا بما قلناه عن أن الإصلاح ولو كان صعبا ويحتاج إلى وقت طويل، فإنه أعظم من الثورات التى تزين للناس حلولا سهلة لكن نتائجها كارثية، وآثارها مخيفة، كنا نقول إن الإصلاح الداخلى أوسع بركة من الثورات المدعومة من الخارج، لكنهم كفروا برسالتنا، وشككوا فى نوايانا، وطعنونا فى سمعتنا وفى حياتنا الشخصية، ثم حين لم يجدوا بلدا ينعمون فيه بالأمن أو الحرية أو العمل قالوا لنا «يا ليتنا كنا نفكر كما تفكرون فنفوز فوزا عظيما». 
 
الثورات لم تنقذ شعبا من تلقاء ذاتها، لا يوجد عبر التاريخ ثورة حققت آمال الشعوب من تلقاء ذاتها، الثورات قادت الأمم للفوضى والقتل والحروب الأهلية حتى تستيقظ الضمائر، إن استيقظت من الأساس.
 
الثورات تصنع عشرات الزعامات الفارغة، تصنع أمراء حرب، تهدر دماء الخصوم، ولا تقود للديمقراطية أبدا، الثورات مرض لا تشفى منه الأمم إلا حين تعود مجددا إلى طريق بناء الدولة والإصلاح الداخلى وهيكلة الاقتصاد وتحمل كل فرد فى المجتمع مسؤولياته بثبات ووطنية.
 
فشلت ثورة يناير حين تصور الميدان أن كل فرد صرخ فى مظاهرة يمكن أن يصبح زعيما.
 
وفشلت حين توهم الأبرياء من الناس أن الواقع سيتغير، وأنهم سيحولون بلادهم إلى جنات تجرى من تحتها الأنهار لمجرد أن الناس قالت «لا» لسلطة شاخت فى إدارة الدولة.
 
الثورة الأولى باعت الوهم، أو أن الناس فضلوا شراء الوهم على إدراك الحقيقة.
 
لكن 30 يونيو وحدها نجحت
 
لأنها الثورة الوحيدة التى أدركت الواقع وفهمت المؤامرة
 
ولأنها الثورة الوحيدة التى لم تمولها أطراف أجنبية
 
ولأنها الثورة الوحيدة التى استقرت على قيادة شعبية حاسمة وزعامة واثقة فى شخص السيسى بعد نجاح الحراك الشعبى
 
ولأنها الثورة الوحيدة التى لم تقدم وعودا للناس بأن الأنهار ستجرى من تحت أقدامهم، بل قالت انتهى الجهاد الأصغر وحشدت الناس نحو الجهاد الأكبر بالصبر والعمل.
 
الآن نحن نتحمل المشقة الأكبر فى الثورة الأعظم والأهم فى تاريخ مصر، ثورة التضحية والصبر والكفاح لإنقاذ اقتصاد مصر، لا ثورات الوهم والكذب والوعود الزائفة.
 
هذه هى الثورة الحقيقية
 
والفداء الأكبر
 
نقدمه لبلادنا ولأنفسنا
 
فاللهم ألهمنا صبرا على الثورة الحقيقية
 
ولا تلقِ بنا أبدا فى الثورات الكاذبة
 
 مصر من وراء القصد
 

 


 
 
مقال خالد صلاح
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة