الكوارع بشوربتها الدسمة التى هوست قلوب ملايين المصريين بجانب طبق الفتة، تعتبر من الأكلات المفضلة للأسر المصرية، خاصة فى فصل الشتاء لأنها تساعد على التدفئة، كما أن تدفئتها للجسد جعلت المصريين يربطون تناولها بالعلاقة الزوجية لتصبح عنصرًا من العناصر المقوية للقدرة الجنسية، وعلى الرغم أن هذه الفكرة المرسخة فى عقول الجميع إلا أن نفيها من قبل الأطباء وتأكيدهم على أنه ليس هناك رابط بين تناول الكوارع والقدرة الجنسية بل بالعكس الدسم يؤثر بالسلب إلا أن فكرتهم عن الكوارع لم تتغير حتى وقتنا هذا.
وعن حكاية الكوارع ومتى عرفها المصريون، نجد أن "كتاب الطبيخ" للمؤلف محمد بن حسن بن محمد الكاتب البغدادى، ويعود تاريخ نشره إلى عام 1226 م واستطاع أن يدون فى كتابه كل ما يخص الأكلات وتاريخها، وكان ضمن هذه الأكلات، هى أكلة الكوارع لنجد أنها ظهرت فى عهد العثمانيين أى تركية الأصل ومن خلال احتكاك المصريين بهم ودخلت ضمن أكلات المطبخ المصرى.
فبعد أن كانت الطبق الرئيسى للملوك فى عهد العثمانيين تحولت إلى طبق رئيسى فى الأحياء الشعبية لرخص ثمنها مقارنة بأسعار اللحوم، ومع مرور الوقت تنتشر المحال المقدمة لها وتتنافس على نظافتها لأنها أصعب مرحلة فى إعدادها وخصصت محال لصنع الكوارع وفواكه اللحوم، وفى السنوات الأخيرة الماضية أصبحت ضمن الأطباق المقدمة فى الفنادق الكبرى والمطاعم الشهيرة مع إضافة لمسات خاصة بهم.
فهناك من أضاف لشوربتها الكريمة ومنهم من طهى الكوارع بالصلصة ولم يكتف بسلقها، ورغم التغيرات التى طرأت على طريقة عملها فى الآونة الأخيرة إلا أن طبق الكوارع الشهير بشوربتها بجانب طبق الفتة هو المسيطر فى البيوت المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة