أكرم القصاص - علا الشافعي

سهيلة فوزى

زيارة...

الجمعة، 13 يوليو 2018 09:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صباح الخير..

 كيف حالك اليوم؟.. مر وقت طويل منذ زيارتى الأخيرة، لم اعتد بعد زيارتك هنا. لم اعتد أن يكون بيننا هنا وهناك.
"كاف" كم أكره ذلك الحرف الذى فرق بيننا. اطمئن لن ألومك مجددا لأنك قررت البقاء هنا. أعرف فالأمر لم يكن بيدك.
 
جئت فقط لأراك، واطمئن بك. هل أنت بخير هنا؟ أظنك كذلك..   ألم يحن الوقت لتحكى لى خبرا مما رأيت، عن تلك الرحلة الطويلة التى بدأتها منذ سنوات. هل ستكتفى ككل المرة بفيض حكاياتى إليك وتظل صامتا؟ لا أملك هذه المرة الكثير لأقصه عليك. لم أعد اتشاجر مع أبناء الجيران كما اعتدت. أخشى أن يُزعجك آبائهم هنا أيضا بالشكوى من طفلتك الصغيرة. وعدتك أن أكون أكثر هدوءا بعد قرارك البقاء بعيدا عن ضوضاء الحياة. لا أريد أن أكون مصدرا لإزعاجك هنا أيضا.

ألن تقص علىَّ خبرا مما رأيت، كما اعتدت أن تحكى لى عن رحلاتك دائما. لابد أن لديك حكايات كثيرة من هناك.. انتظرتك طويلا كى تأتى وتخبرنى بعضها، تذكر تلك المرة التى آتيت فيها لتصلح مقعدى المكسور، لم يصدق أحد أنك أتيت يومها، هل غضبت لإننى أخبرتهم؟.. أم أصبحت تكتفى بزيارتى إليك؟ ألا يجب أن ترد لى واحدة من تلك الزيارات. اطمئن. لن أخبرهم فى المرة القادمة.

نسيت أن تخبرنى فى زيارتى الماضية أى نوع من النباتات تفضل أن أزرعه حولك. انتظرتك تأتى وتخبرنى ولكنك لم تفعل. نصحنى البعض أن الصبار أفضل خيار أمامنا.
هل تذكر تلك الصبارة القديمة فى بيت جدتى. لم يرعها أحد بعد رحيلها. كان بعض المارة يتذكرونها أحيانا بقطرات ماء قليلة، ورغم ذلك ظلت صامدة.
 أحضرت إليك صبارة صغيرة تشبهها، غرستها هنا إلى جوارك على اليمين. أعلم أنك لن تستطيع الاعتناء بها، لكنها ستحتمل، أقسمت لى أنها مُدربة جيدا على النجاة مهما عانت من إهمال البشر.
نعم..نعم.. لا تقلق بالطبع أخبرتها أنك لا تتعمد تقصيرا فى حقها، شرحت لها وتفهمت الأمر.
 أود أن أخبرك سرا، اقترب قليلا كى لا تسمعنا تلك الصبارة الصغيرة. كنت أفضل أن أغرس إلى جوارك ريحانة تؤنسك بعبيرها، ولكنها لن تصبر على غيابك، ولن تحتمل تجاهلك لها. أما تلك الصبارة فوعدتنى خيرا بك فى غيابى. أخبرتنى أنها نالت حظا وافرا من اسمها، وأنها جُلبت على الصبر ولا تملك خيارا أخر.

عِدنى أن تفكر من جديد فى أمر زيارتك لى. اشتقت إلى رؤيتك جوارى. لا تخيب رجائى هذه المرة أيضا.. أوصيت صبارتى بك خيرا حتى أعود إليك.
سأنتظرك فى أحلامى قريبا..










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشبراوي

رغم النداء

لم يكن بيدي مفارقتك ... وأنا كنت بين يديك نتبادل الحكايا...... ونحاول أن نجد لأنفسنا طريق سلام وسط النيران وبالفعل عدونا .... واخترنا السلام .... ووسط الطريق كففت يدك عن الاستبقاء .... فرسوت علي شواطئيي طلباً للراحة ولالتقاط أنفاس تعبت من اللهاث ومن يجيبها وأياديك البيضاء غُلت رغم النداء

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة