يوسف إسحق يكتب: خدعوك فقالوا

الأربعاء، 11 يوليو 2018 08:00 ص
يوسف إسحق يكتب: خدعوك فقالوا صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من أبرز الظواهر الفكرية التى ربطت ما بين الغرب بالشرق، ظاهرة الاستشراق والتى كانت تبحث في كل ما يخص الشرق من عادات وتقاليد، علوم وسلوك واتجاهات فكرية ودينية والسعى وراء معرفة كافة تفاصيل الحياة الاجتماعية ، فضلا عن اتباع المنهج الوصفى برصد وتصوير جغرافية المكان وحدوده ، مداخله ومخارجه وايضا مواقعه الاستراتيجية .

وبما أن الشرق كان من اكثر المناطق توتراً بفعل الحروب والإحتلال اصبح يسيراً على هؤلاء المستشرقين معرفة نقاط القوة والضعف لتلك الشعوب .

وأصبح الشرق كما لو كان جثة تحت جهاز X Ray عالى الدقة وصحبهم في ذلك السعى الدؤوب ، حب المعرفة والانفاق الجيد ليتجرد الشرق من ثيابه عاريا أمام الغرب .

ومع توقف ابداع الشرق ومعانقة نقطة المركز ، والتقدم المخيف الذى وصل اليه العالم ، اصبح الغرب الحاكم والمتحكم ، بفعل ما أحرزوه من تقدم وله حق الاحتفاظ بالريموت كنترول وساعده في ذلك ما يمتلكه من معلومات عنا وعن بلادنا .

انهم يدعون لدين جديد ، حقا صدق قائل هذه العبارة ، بالفعل صاغوا دين عولمى جديد من خلاصة بعض القوانين الوضعية ، مطعماً ببعض من قوانين الأديان السماوية ، مزينا ببعض من حقوق الانسان وصدروه للعالم على انه دين اصلاحي يدعوا للتآخي على اعتبار ان الأديان الكبرى تدعوا للتفرقة والكراهية وتجعل معتنقوها يتقاتلون على حد زعمهم ، ونجحوا في بث الفتن بين شعوب الشرق  فانتشر الإلحاد واستقبلنا ذلك بشغف والأغبياء اعتنقوا مذاهبهم  .

قطعوا ذراعي الشرق وزرعوا أطرافا صناعية صُنعت ببلادهم لتحصد ما تبقى لنا من خيرات واقرضونا من اموالنا لنواكب تطورهم بعدما كنّا بالصدارة ، والآن نسعى بغية منا اللحاق بركابهم !!! عززوا فينا حب الذات والتوحد ، مِلنا نمليء جرّار أدمغتنا من مياههم الراكدة ، من  منا لا يقرأ على اجهزتهم الان  تلك الكلمات ومن منا لا ينحني امام اختراعاتهم .

أزالوا الفروق الطبقية داخل عالم افتراضي فأنا وانت والكل سواء داخل هذه الدائرة الافتراضية فقط ، بينما الواقع عكس ذلك تماما فنحن أكثر طبقية من ذى قبل ، واوهموك انك مواطن عالمي ، وتطبيقاً لنظرية " أنا قصير قزعة، أنا طويل واهبل " صدقناهم واوهمنا أنفسنا .

أشاعوا ثقافة الحرية لتصل بالتعدى على حرمة الجسد ، وصنفوا الاستعمال الغير الطبيعي للجسد  زروة الحريات ، ومن امتعض لذلك نعتوه بالتخلف .

صدروا العنف ، فما أرخص الدم فى تلك الأيام ، وما اكثر الأسلحة الفتاكة التى صنعها الانسان لقتل الانسان لتصبح الحيوانات هى الجنس الوحيد الذى لم يطرأ عليه تغير منذ خروجنا من الجنة!!!

بلاد الله لخلق الله هى بلادنا وليست بلادهم فبلاد الله بلادنا وان كانت عبادتنا اصابها عوار وعرج ، لكننا ما زلنا نردد اسم الله الذى سيرفع رأسنا ان اصلحنا ضمائرنا .

حفظ الله مصر .







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة