خالد صلاح يكتب: المؤتمر الأول لصناعة كرة القدم فى مصر

الخميس، 28 يونيو 2018 10:00 ص
خالد صلاح يكتب: المؤتمر الأول لصناعة كرة القدم فى مصر خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
متى يمكن أن نتعلم من الأخطاء بدلاً من أن يصيبنا الفزع من الخسارة؟ 
 
نحن نتراشق بالكلمات والاتهامات منذ اللحظة التى خسر فيها منتخبنا فى كأس العالم، رغم أننا نعرف جيدًا أن واقع كرة القدم شهد عشرات الأزمات الطاحنة خلال سنوات ما بعد يناير، وعبر مراحل الانفلات الأمنى، ولم يكن يحلم أى منا بأن نصل إلى ما وصلنا إليه من المشاركة فى المونديال.. لا أقول هنا إنه يجب علينا أن نقبل بالتمثيل المشرف فحسب، لكن أقول إنه علينا أن نتأمل كيف صنع هذا المنتخب فرقًا مهمًا فى زمن قياسى، وفى ظروف بالغة المشقة، وأن هزائمنا فى البطولة يجب أن تمثل لنا درسًا نتعلم منه، لا أن تتحول إلى فتنة قومية داخل مؤسسات الرياضة، وبورصة للبحث عن الشماعات لتبرير الخسارة وضياع آمالنا فى روسيا. 
 
نحن ندعو إلى مرحلة من الرشد والنضج الوطنى، بدلًا من هذه الفتنة القومية، ندعو إلى أن ندرس الأخطاء بدلًا من أن نبكى على الأضرحة، ندعو إلى التأمل والفكر والتخطيط الجماعى بدلًا من العناد والغل والكراهية والتفكيك الإدارى والحزن المنهجى، ندعو كل أطراف صناعة كرة القدم المصرية،  إلى المبادرة نحو عقد «المؤتمر المصرى الأول لصناعة كرة القدم»، ندعو كل الأطراف لأن تجلس على طاولة واحدة للتفكير الجماعى بروح إيجابية، للبحث فى مستقبلنا بدلًا من أن نبكى على ماضينا. 
 
أتصور أن عقد أول مؤتمر متخصص فى صناعة كرة القدم فى مصر قبل أربع سنوات كاملة من كأس العالم فى 2022، ثم كأس العالم 2026 سيكون بمثابة طوق النجاة الحقيقى، بدلًا من البحث عن كبش فداء لما جرى فى روسيا 2018، نحن لم نفكر بشكل جماعى من قبل فى هذه الصناعة، وزارة الرياضة تفكر بطريقة، بينما يفكر اتحاد الكرة بطريقة مختلفة، وتتوه التفاصيل، وتتعدد وجهات النظر حتى فى أدق الأمور الفنية فى كرة القدم، ثم يأتى دور الإعلام الرياضى الذى يفكر بمائة طريقة مختلفة، على حسب هوى كل إعلامى، وحسب مصالح وأفكار كل محطة، ثم تأتى الشركات الراعية التى تجتهد حسب استطاعتها لتتمكن من إنقاذ هذه الصناعة، وظهورنا على نحو مشرف دون أن تنجو من الملاحقات والاتهامات والشائعات الرخيصة. 
 
نحتاج إلى مؤتمر قومى لكرة القدم، يمثل نقطة تحول تاريخى للتعلم من الأخطاء، مؤتمر يجمع كل أطراف الصناعة من مجالس إدارات الأندية، إلى اتحاد الكرة، واللاعبين والإعلام الرياضى والشركات الكبرى الراعية للأندية والمنتخب، والشركات المعلنة التى تستثمر فى إعلانات ورعايات فى صناعة كرة القدم، نحتاج إلى كل هؤلاء ليجلسوا على طاولة واحدة للتفكير والتخطيط الجماعى للمستقبل، بدلًا من حالة اللطم والتراشق والشتائم التى انفجرت فى البلد بلا معنى، ودون جدوى. 
 
نحتاج إلى أن ندرس كيف نطور هذه الصناعة فى الداخل، وكيف نعيد الجماهير إلى المدرجات، وكيف تتدفق الاستثمارات لخدمة كرة القدم، وتطوير الأندية، وتشجيع الاحتراف، ورعاية أبنائنا المحترفين فى الداخل والخارج، نحتاج إلى أن نتكلم بعقل ومنطق بعد أن تعلمنا كيف يمكن أن تؤثر صناعة كرة القدم على صورة بلادنا فى الخارج، وكيف يمكن أن تنعكس هذه الصناعة على نهضة السياحة والاستثمار والاقتصاد القومى فى البلاد.
 
 
تعالوا نتعاون فى عقد المؤتمر الأول لكرة القدم المصرية، ثم ندرس بقية اللعبات الأخرى التى تنافس فيها مصر بكفاءة فى البطولات العالمية، تعالوا نتكلم بدلًا من أن نتراشق، تعالوا نتعلم من الخطأ بدلًا من البحث عن شماعات لتعليق الأخطاء. 
 
نوجه هذه الدعوة إلى كل أطراف صناعة كرة القدم، ثم لكل أطراف صناعة الرياضة فى مصر، ونأمل فى أن نسمو فوق حالة الصراع والشتائم، ونعود إلى مسار أخلاقى وطنى يخطط بعقل نحو المستقبل، لا أن يترك عقله ليقدس الشتائم والتراشق والشماعات والأخطاء.
كم رجلًا رشيدًا من بيننا سيسهم فى نجاح هذه المبادرة؟ 
 
وكم رجلًا رشيدًا من بيننا سيفضل مستقبل مصر المبشر بالخير على بعض أخطاء الماضى؟ 
 
أتمنى نجاح هذه المبادرة، وأتطلع إلى الاعتصام بالفكر بدلًا من السقوط فى دوامة الفتن القومية.
 

//

وتبقى مصر من وراء القصد.
 
 
 
 

 
 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة