د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب: حَارِبْ عُقَدَكَ النفسية

الجمعة، 08 يونيو 2018 10:24 م
د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب:  حَارِبْ عُقَدَكَ النفسية داليا مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كثير من الأشخاص يَدَعُون أنفسهم ضحايا للعُقَد النفسية، فبمُجرد أن يتعرضوا لأزمة معينة، يبتعدون عن المكان أو الشيء الذي حدثت لهم فيه الأزمة أو المُشكلة ، فمثلاً من يتعرض لحادث بالسيارة ، يعتقد أنه معرض في أي لحظة لهذا الحادث أو للموت ، لو فكر في قيادة السيارة مرة أخرى ، ومن يفشل في قصة حب ، يظن أنه كلما أحب ، سيكون مصير حبه الفشل والآلام ، ومن يتعرض لخيانة صديق ، يَكْفُر بمبدأ الصداقة، ويظن أن كل الناس خائنين، وبالتالي تضيع منهم الكثير من الفرص في الحياة ، وهم يعيشون داخل سرداب عُقْدتهم النفسية ، فكم من أشخاص فقدناهم بسبب اتهامنا لهم بأنهم قطعًا ستظهر سوءاتهم في المستقبل مثل غيرهم، وكم من مُتع في الحياة ، حرمنا أنفسنا منها، بسبب خوفنا من خوض المغامرة؛ حتى لا تتكرر حوادثنا وأزماتنا، وننسى أن الهدف من الأزمات التي نمر بها، هي تربية العُقْدة النفسية بداخلنا ، ولا أن نُصاب بـ"الفوبيا"، وإنما هي التعلم من الأسباب التي أدت إلى حدوث الأزمة .

فأنت عندما تلتقي بشخص، لا يستحق حُبك أو صداقتك، فهذا ليس معناه أن الحُب أو الصداقة أمر سيء أو فاشل في حد ذاته، ولا معناه كذلك أن كل الأشخاص خائنون أو غدارون، ولكن معناه أنك أسأت الاختيار، فعليك أن تتعلم كيف تختار في المستقبل، ولكن لا تحرم نفسك من مُتعة الشعور بالحُب أو بالصداقة.

ففي أحد الأيام، سأل رجل أحد البحارة: "أين مات والدك؟"، فقال البحار: "في البحر"، فسأله: "وأين مات جَدُّك؟"، فقال البحار: "في البحر"، فصرخ الرجل مُندهشًا، وقال: "وبعد كل هذا، لازلت تركب البحر؟!" فابتسم البحار، ورد عليه بالسؤال نفسه: "وأنت يا هذا، أين مات والدك؟"، فقال: "على فراشه"، "وجَدَّك؟" فأجاب: "على فراشه"، فالتفت البحار عنه عائدًا إلى قاربه، وهو يقول: "ولازلت تنام على فراشك بعد هذا؟!".

فبالفعل، هل نحن نخشى من فراشنا، لو علمنا أن أحد الأشخاص وافته المنية وهو على فراشه، فلو ركزنا في هذا الأمر، سنكتشف أن كثيرًا من الأشخاص يقودون سيارتهم، دون أن يتعرضوا لحوادث الطريق، وكثير من قصص الحب نجحت وتّحَدَّت العالم، وما أكثر الأصدقاء الأوفياء، علينا فقط أن نفكر في أسباب أزماتنا ونحُلها، ولا بأس من إعادة التجربة مرة أخرى، ولكن مع تلافي القُصور، الذي تسبب في فشل التجارب السابقة، فالإنسان القوي هو الذي لا يدع نفسه أسيرًا وحبيسًا داخل جُدران العُقَد النفسية.

 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة