فى أوائل عام 2011، ظهرت أكبر الانتفاضات التى اجتاحت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى ذلك الوقت، وخرج ملايين المصريين إلى الشوارع للاحتجاج على نظام الرئيس حسنى مبارك، وكانت الآمال المبكرة فى أن الحركة الشعبية فى مصر والدول الأخرى ستنهى الفساد وتزيد المشاركة السياسية وتحقق المزيد من الإنصاف الاقتصادى، وبحلول منتصف فبراير تنحى مبارك عن منصبه، فزرع الأمل داخل الأوساط الاحتجاجية المصرية والسكان عمومًا.
وقدم موقع "واشنطن بوست" كتابا جديدا بعنوان "المرأة والثورة المصرية.. المشاركة والنشاط خلال الانتفاضات العربية 2011" للكاتبة المصرية نرمين علام، وهى أستاذ فى مجلس أبحاث العلوم الاجتماعية والإنسانية بكندا، وتقول فى الكتاب إنه منذ سقوط الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك، واجهت النشاطات مشكلات حول كيفية تحويل روح الانتفاضة إلى إصلاح طويل الأمد للمشهد للسياسى والاجتماعى.
كتاب "علام" يدرس الانتفاضة المصرية 2011، فهى تستفيد من 118 مقابلة أجريت معظمها مع متظاهرات وناشطات، والكاتبة تحلل تقارير الأخبار والتعليقات حول نشاط المرأة خلال انتفاضة عام 2011 التى نُشرت فى صحف يومية مصرية وأيضا فى صحيفة نيويورك تايمز.
ووضعت "علام" نشاط المرأة فى مصر المعاصرة فى سياق تاريخى أوسع، على سبيل المثال من خلال قراءة الكتاب ألقت الضوء على الثورة المصرية ضد الاستعمار البريطانى فى عام 1919 وبرزت دور النساء المشاركات، وكيف أنه بعد قرن من ذلك لا تزال المرأة تفتقر إلى الحقوق السياسية فى مصر؟ وتنقلنا إلى يومنا هذا من خلال إظهار أنه بعد ثورة 1919 تم استبعاد الناشطات من المشهد السياسى، وعلاوة على ذلك أدخلت الدولة المصرية سياسات وتشريعات دون منح حقوق سياسية ذات معنى للمرأة.
وتستعرض "علام" من خلال دراستها للانتفاضية المصرية عام 2011، دور النساء المتظاهرات والناشطات بالتركيز على وجهات نظرهن ومنحهن مساحة للتعبير عن أفكارهن، لهذا تضع تجربة المرأة ضمن التدفقات الاجتماعية والاقتصادية والمسارات السياسية والخطوط التاريخية لمصر.
ويقدم الكتاب مساهمة مهمة ليس فقط لفهمنا للسياسة فى إفريقيا والشرق الأوسط، بل لفهمنا للحركات الاجتماعية حول العالم، إن عمل علام يضىء بشكل خاص لفهمنا الأوسع لماذا تشارك النساء فى الاحتجاجات وعلى الأطر التى تسىء قراءة مشاركة المرأة وتعوقها، وهو مساهمة مهمة فى الموضوع الذى لم يتم البحث عنه حول مشاركة النساء فى الصراعات السياسية فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسيكون لهذا الكتاب تأثير واسع النطاق على مجاله وما بعده.
الكاتبة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة