د. محمد سعيد حسب النبى يكتب: كُتّاب التاريخ

الإثنين، 07 مايو 2018 09:00 م
د. محمد سعيد حسب النبى يكتب: كُتّاب التاريخ د. محمد سعيد حسب النبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

ولد في العام الذي توفي فيه جاليليو، توفي والده قبل ولادته، لينشأ في كنف جده ثم أمه، وهو في المرحلة الثانوية كان مولعاً بصنع الأجهزة الميكانيكية أكثر من الدراسة، ونظراً للأزمات التي مرت بها الأسرة؛ فقد ترك الدراسة وهو في الرابعة عشرة من عمره ليساعد أمه، ويشرف على مزرعتها، ولكن حياة الزراعة لم تكن مناسبة له ولم يهوها يوماً، حيث انشغل بتصميم بعض مخترعاته، كما كان يقضي معظم وقته في القراءة. بعدها أعيد للمدرسة ولكنه لم يكن متميزاً في دراسته، بل كان طالباً عادياً للغاية.

وقد قدمت تفاحة سقطت من شجرة فكرة لنيوتن عن الجاذبية وفقاً لما أشار  إليه فولتير في رسالة له عن نيوتن، وبهذه الفكرة استطاع نيوتن أن يحدد الجاذبية الأرضية، وبعدها تم الاعتراف به عالماً في الرياضيات، وصار نموذجاً للطالب الجامعي المتميز، ثم صار أستاذ كرسي على مدى ثلاثين عاماً.

ابتكر نيوتن فرعاً في الرياضيات عرف بالتفاضل والتكامل، وصار  نشيطاً في حياته العامة وعين مديراً لمدرسة، واستمر يشغل هذا المنصب حتى وفاته، ومنحته ملكة بريطانيا لقب فارس.

واجه نيوتن انتقادات واسعة إثر كل اكتشاف يصل إليه، وكان يستشعر الضيق من هذه الانتقادات؛ فلم ينشر بعض اكتشافاته تجنباً للانتقاد. ويبدو أن ذلك كان نتيجة لشخصية نيوتن؛ فقد كان شارد الذهن، كريماً مع أصدقائه ومع من ساعده في إنجاز اته العلمية. كما كان متواضعاً، وكان يرى نفسه طفلاً يلعب على الشاطئ، وهكذا وصف نفسه. إضافة إلى ذلك فلم يتزوج نيوتن، وقد قضى جزءاً من طفولته بعيداً عن والدته، وقد ترك ذلك أثراً واضحاً عليه من حيث إحساسه بعدم الأمان.

ولقد كان البحر بالنسبة له ملهماً، يرى فيه عالماً من الحقائق لم يكتشف بعد. ولقد اعترف أينشتين بفضله، حيث كان يرى أن المفاهيم التي طورها نيوتن ما زالت تقود تفكير الفيزياء إلى الوقت الراهن. ولم تزل نظريات نيوتن هي الأساس الذي يقوم عليه علم الفيزياء، ذلك العلم الذي قاد العلوم كافة في عصر النهضة التي أخرجت أوروبا من الظلمات إلى عصر التقدم والحضارة، بعد تخلفها عن ركبه قروناً متطاولة. وقد دفع كل هذا مايكل هارت صاحب كتاب "الخالدون مائة" لأن يضع نيوتن ثاني شخصية في كتابه كثاني أكثر الشخصيات تأثيراً في البشرية بعد النبي محمد.

ازدادت شهرة نيوتن عقب وفاته، حيث اعتُبر من أهم العباقرة الذين خلدوا بسبب أفكارهم واكتشافاتهم التي غيرت المفاهيم والمعتقدات العلمية الشائعة، وصار نيوتن بذلك من المخلدين الذين كتبوا التاريخ.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة