هل تمهد وثائق إسرائيل النووية شن هجوم عسكرى ضد منشآت طهران؟.. الإعلان يتزامن مع منح الكنيست لنتنياهو حق شن الحروب.. وأسباب جعلت تل أبيب تخرج ما فى جعبتها.. أبرزها التمهيد لواشنطن ومنح ترامب فرصة الانسحاب 12مايو

الخميس، 03 مايو 2018 12:30 م
هل تمهد وثائق إسرائيل النووية شن هجوم عسكرى ضد منشآت طهران؟.. الإعلان يتزامن مع منح الكنيست لنتنياهو حق شن الحروب.. وأسباب جعلت تل أبيب تخرج ما فى جعبتها.. أبرزها التمهيد لواشنطن ومنح ترامب فرصة الانسحاب 12مايو العالم يترقب لمصير منشآت نووية إيرانية
إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يكن من قبيل الصدفة إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عن وثائق تدين إيران وتضعها موضع اتهام دولى وعالمى، وتزعم وجود "برنامج نووى سرى" تديره طهران لتصنيع 5 رؤوس نووية، وامتلاك أرشيف نووى فى مجمع سرى فى منطقة شوراباد جنوبى العاصمة طهران أخفت فيه الأدلة عام 2017 بعد توقيع الاتفاق النووى، وفى اليوم نفسه يصادق الكنيست الإسرائيلى، على قانون يخول نتنياهو ووزير الدفاع ليبرمان شن حرب دون العودة إلى الحكومة أو الرجوع إلى أحد، بات الأمر يحمل دلالات وأهداف يجب التوقف عندها، لاسيما وأن الإعلان مساء الاثنين الـ30 من أبريل قبل 10 أيام فقط من قرارا ترامب النهائى بشأن الاتفاق النووى.

رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو

 

أولا دلائل اختيار توقيت الاعلان عن الوثائق

وثائق نتنياهو جاءت بعد ساعات قليلة من اتصال هاتفى بينه وبين دونالد ترامب وكذلك اختتام وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو زيارته لإسرائيل ضمن جولة شرق أوسطية شملت 3 بلدان هدفت فى المقام الأول التشاور مع شركاء واشنطن فى المنطقة لتقويض المارد الإيرانى، وبدا الأمر كحشد تحشده الولايات المتحدة وتكوين حلف مناهض لإيران. إضافة إلى أن الاعلان عن الوثائق

 

كما أنه يأتى فى مقدمة دلائل كشف إسرائيل عن وثائق كهذه هو اقتراب إصدار البيت الأبيض قراراه النهائى بشأن الاتفاق يوم 12 مايو المقبل أى تبقى فقط 10 أيام وعلى الأوروبيين أن يقبلوا ممارسة ضغوط على إيران لتعديل الاتفاق الذى يراه ترامب الصفقة الأسوأ فى تاريخ الولايات المتحدة وأطلقت يد طهران فى المنطقة بما يهدد المصالح الأمريكية، ولم تفرض قيودا على برنامجها الصاورخى الباليستى الذى يهدد حلفاء واشنطن فى مقدمتهم (تل أبيب)، كما أن الاتفاق لا يضمن ما يفيد منع حصول طهران على السلاح النووى بسبب بند المدة الزمنية، حيث يقيد البرنامج 10 فقط وتسقط القيود تدريجيًا اعتبارًا من 2025.

 

وهناك الشواهد تؤكد فرضية انسحاب الرئيس الأمريكى من الاتفاق النووى 12 مايو المقبل، فترامب نجح خلال الأشهر الماضية فى معالجة ما اسمته تقارير أجنبية الانقسام داخل إدارته حيال الاتفاق، عبر عزل مسئولين لم تتماش أرائهم مع توجهاته، بل وانحاز بعضهم لفكرة الابقاء على الاتفاقية النووية وعلى رأسهم وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وعين ترامب بدلا منهم صقور فى إدارته على غرار وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومى جون بولتون المعارضين الشرسين لطهران.

 

 

الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب

 

أهداف إسرائيلية خفية

التمهيد لشن هجوم عسكرى ضد منشآت طهران النووية

يمكن القول أن تل أبيب تتبع أهداف معينة من الوثائق النووية التى أعلنت عنها مساء الإثنين، فى مقدمتها، التمهيد لشن هجوم عسكرى ضد أهداف إيرانية ومنشآت عسكرية تستخدم فى صنع الأسلحة النووية -بحسب الوثائق- بعدما منح فيها الكنيست الإسرائيلى نتنياهو حق الإعلان عنها دون العودة للحكومة فى توقيت يحمل تهديدات إلى طهران، لكن محللون يرون أن لغة التهديدات مهما بلغت حدها بين إيران وإسرائيل فلن تمتد إلى حرب مباشرة، وهو ما جاء على لسان نتنياهو بعد ساعات من مؤتمر الصحفى، وقال فى مقابلة مع قناة CNN ردا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل مستعدة لحرب مع: "لا يسعى أحد وراء مثل هذا التطور.. إيران هى التى تغير القواعد فى المنطقة".

 

 

منشات نووية
منشات نووية

 

منح واشنطن أسباب الانسحاب من الاتفاق النووى 12 مايو

من دلالات التوقيت المذكورة آنفا، يمكن قراءة أسباب الاعلان الآنى عن الوثائق، وهى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى يمهد الطريق أمام الولايات المتحدة للانسحاب من الاتفاق النووى، فهو الآن أعطى للعالم كله أسباب الانسحاب الأمريكى من الاتفاق، لأن وجود برنامج نووى سرى وصناعة سلاح نووى يفقد هذا الاتفاق -الذى من المفترض أن يقيد أنشطة طهران النووية ويمنعها من الحصول على القنبلة النووية- معناه ويصبح عديم الفائدة، وعلى الأطراف الموقعة عليه تمزيقه. ما يعنى أنه يشجع كلا من ترامب والأطراف الموقعة عليه على إلغاء الصفقة وإجبار طهران على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مجددا بشروط جديدة أو أن تسير على خطى كوريا الشمالية وتتخلى عن برنامجها النووى.

 

حشد عالمى ودولى ضد برنامج طهران النووى قبل 12 مايو

تحركات إسرائيل حول الملف النووى أيضا يفهم منها رغبتها فى إيجاد حشد دولى وعالمى ضد هذا البرنامج قبل يوم 12 مايو، هذا الحشد يستهدف فى المقام الأول الأطراف الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)، المنقسمة حيال معاقبة إيران وفرض عقوبات أقوى عليها، والتى لا تزال تتمسك بالاتفاق النووى وترى فيه مصالحها الاقتصادية فقط فى إيران، وفى الوقت نفسه تشارك واشنطن وتل أبيب مخاوفهما من برنامجها الصاورخى وسلوكها الإقليمى المزعزع للاستقرار، كما أنها تستهدف أيضا جيران إيران الاقليميين من البلدان العربية والخليجية التى ترى فى برنامجها النووى والصاروخى تهديدا مباشرا لها، كما أنها تعتد الجار الذى ضاقت ذرعا من تدخلات طهران فى شئونها.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة