خالد صلاح يكتب: معجزة النفط فى مصر

الأحد، 27 مايو 2018 10:00 ص
خالد صلاح يكتب: معجزة النفط فى مصر الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
النفط يا أخى معجزة والله.
 
معجزة فى اكتشافه، ومعجزة فى دوره كمصدر للطاقة، ومعجزة فى القفزات التى يحدثها فى اقتصاديات الدول المنتجة، ومعجزة فى الانهيارات التى يسببها للمنتجين والمستهلكين على حد سواء، معجزة حين يسيطر على العالم بلا منافسة، ومعجزة حين يتحدى المنافسين من وسائل الطاقة البديلة.
 
كل معجزات النفط السابقة فى كفة، والمعجزة التى تنفرد بها مصر فى كفة أخرى تماما، فنحن لدينا معجزة غير مسبوقة فيما يتعلق بالنفط، فنحن الدولة التى تستورد البترول بالأسعار العالمية، وتبيعه فى الداخل بأسعار مدعومة دعما كليا تعجز عن تحمله ميزانيات دول العالم الأكثر ازدهارا، والأقوى اقتصادا، نحن نتفرد بين الدول الفقيرة على وجه الأرض بهذه المعجزة، نشترى بالأغلى ونبيع بالرخيص.
 
أسعار النفط اليوم تصل لأسعار مخيفة، فخام «برنت» يلعب حول 80 دولارا للبرميل، يهبط قليلا إلى 78 دولارا، ثم يعود ويقفز وهكذا حسب بورصة الأسعار الفنية والسياسية فى العالم، هذا الانفجار فى أسعار البترول ينعكس حتما على الأوضاع الاقتصادية فى مصر، فالحكومة رتبت أوضاعها بافتراض أن سعر النفط سيتراوح بين 60 و67 دولارا على أقصى تقدير، وحتى فى السيناريوهات الأكثر تشاؤما لم تتجاوز التوقعات سعر الـ70 دولارا للبرميل.
 
أما الآن فقد انفجر السعر على نحو صادم، بعد التطورات الخاصة بالملف النووى الإيرانى، والضغوط على ميزانيات بعض الدول المنتجة للنفط التى ترغب فى تعويض العجز فى موازناتها العامة من خلال رفع الأسعار، وإذا استمرت حالة ارتفاع الأسعار بنفس النهج، فإن ميزانيات الدول المستهلكة للنفط ستتأثر بشراسة، وستكون الموازنة العامة فى مصر هى الأكثر عرضة لهذه التأثيرات السلبية، إذ سيؤدى كل دولار فى سعر برميل النفط إلى تحميل الموازنة العامة للدولة مليارات الجنيهات من الخسائر المستمرة، بعض التقديرات تقول إن كل دولار زيادة فى سعر البرميل قد يؤدى إلى 4 مليارات جنيه خسارة فى الموازنة العامة، وإذا تصورنا أن سيناريوهات الحكومة للأسعار بين 60 و67 دولارا، وأن السعر الحالى وصل إلى 78 و 80 دولارا، فلك أن تتخيل حجم الخسارة المذهلة التى ستتعرض لها موازنة الحكومة المصرية، هذه الحكومة التى تستورد بالغالى وتبيع بالرخيص.
 
لو استمر الوضع على هذه المعادلة، فإن بلادنا لن تنجو من المخاطر التى تحيط بها من كل حدب وصوب، فالأسعار مع هذا الخلل ستقود نحو المزيد من الضغط المذهل على الموازنة العامة، وما قد يسببه هذا الضغط من تراجع الاستثمارات، وتوقف المشروعات، وزيادة البطالة، وتأخر مشروعات تطوير المنظومتين الصحية والتعليمية.
 
ما فائدة أن تكون الدولة فقيرة دائما، بينما فرق أسعار النفط يذهب دعما إلى سيارات القادرين والأغنياء؟
 
هذه معادلة تعجيز، ونحتاج إلى معجزة لنخرج من هذا المأزق.
 

 


 


 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة