خالد صلاح يكتب: الديمقراطية على الطريقة العراقية باطلة.. الديمقراطية على الطريقة اللبنانية باطلة أيضا

الثلاثاء، 22 مايو 2018 10:00 ص
خالد صلاح يكتب: الديمقراطية على الطريقة العراقية باطلة.. الديمقراطية على الطريقة اللبنانية باطلة أيضا الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
كل حبى لشعبى العراق ولبنان، وكل تقديرى لكل الحلول التى تؤدى إلى استقرار أى دولة عربية شقيقة، ولكننى أشعر بكل الأسف أن مسيرة الديمقراطية التى تعتمد على المحاصصات الطائفية والتوازنات المسلحة فى كلا البلدين لا تنعكس إيجابا على الشعبين العراقى واللبنانى، لا الآن، ولا فى المستقبل. 
 
ما يجرى هو ديكور ديمقراطى لا يرقى لدرجة الممارسة الحقيقية، فالتقسيم الطائفى للدولتين، واعتماد بعض الطوائف على السلاح كأساس فى تعزيز قوتها على الأرض عسكريا، ثم تجسيد هذه القوة العسكرية فى قناع سياسى حزبى أو جماهيرى، كل ذلك لا يؤدى مطلقا إلى اكتمال العملية الديمقراطية على نحو سليم، لكنه يعرض البلاد طوال الوقت لأن يؤدى الخلاف السياسى إلى إشعال فتيل المواجهات العسكرية، وإلى غياب لغة التفاوض والحوار والحجة بالحجة والصفقات السياسية المتوازنة، وهيمنة لغة القوة على كل شىء، وسيطرة الأقوى على مقدرات أى عملية تفاوضية، إذ إن الأقوى تسليحيا سيلجأ حتمًا إلى قوته لتعطيل الدولة بالكامل إن لم تكن النتائج التفاوضية على هواه وفى مصلحته الخاصة، حدث ذلك فى لبنان مرارا وتكرارا، وحدث ذلك فى العراق مرارا وتكرارا، ومع استمرار قوة حزب الله العسكرية فى بيروت، وقوة الحشد الشعبى الشيعى فى بغداد، فإننا سنبقى أمام ديمقراطية شكلية تخضع بالكامل لترهيب أصحاب السلاح هنا وهناك. 
 
لا يهمنى هنا الطوائف أو المذاهب أو القوى السياسية، لكن كل ما يعنينى هو مصلحة الشعب اللبنانى العظيم والشعب العراقى المناضل والمكافح والصابر على كل هموم الأرض، يهمنى الناس أولا، السياسيون هنا يتلاعبون بالديمقراطية لإتمام مسرحية هزلية ظاهرها المشاركة، ولكن باطنها الطائفية والتقسيم المذهبى والاستناد على قوى خارجية، والرهان بتسليح الفصائل والجماعات والحشود، جموع الشعب هنا لا تحصد شيئا، حتى هذه القطاعات الشعبية التى تتصور أنها مسنودة على سلاح الجماعات المذهبية فستخسر فى النهاية، لأن الوطن بالكامل سيبقى منقسما على نفسه، ومنشغلا بصراعاته الداخلية وهواجس توقف شرايين البلد أو اشتعال المعارك الأهلية. 
 
الديمقراطية تحت قوة السلاح لا تصنع مستقبلا. 
 
والديمقراطية تحت سيطرة المذهبية المسلحة لا قيمة لها 
 
تمثيل فى تمثيل، وشعوب ستدفع الثمن باهظا 
 
الديكور سيتحطم على رؤوس الناس إن لم يتم إصلاح ديمقراطى حقيقى، وبناء المجتمعات على أرضية المواطنة لا على أرضية المذهبية، وفى مساندة القوة المسلحة.
 
 

 
 

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة