بوح العارفين.. لكَ الحمد حمدا نستلذ به ذكرا.. قصيدة عبد الرحيم البرعى

الأربعاء، 23 مايو 2018 12:00 ص
بوح العارفين.. لكَ الحمد حمدا نستلذ به ذكرا.. قصيدة عبد الرحيم البرعى لك الحمد
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عبد الرحيم بن أحمد بن عبد الرحيم بن إسماعيل البرعى نسبة إلى قبيلة برع، فقيه صوفى يمنى شاعر، لا يعرف أحد بالتحديد فى أى عهد عاش فيه، حتى إن الشاعر فاروق شوشة فى كتابه "أحلى عشرين قصيدة فى الحب الإلهى" ذكر أنه كان يعيش فى القرن الخامس الهجرى، وهو رأى قال به أحمد خير بك فى "إزالة الشبهات" والبابنى فى "هدية العارفين".
 
ومن قصائده: 
لكَ الحمدُ حمداً نستلذُّ به ذكراً
وإن كنتُ لا أحصى ثناءً ولا شكرا
لكَ الحمدُ حمداً طيباً يملأ السما
وأقطارها والأرضَ والبرَّ والبحرا
لكَ الحمدُ حمداً سرمدياً مباركاَ
يقلُّ مدادُ البحرِ عنْ كتبهِ حصرا
لكَ الحمدُ تعظيماً لوجهكَ قائماً
يخصكَ فى السراءِ منى وفى الضرا
لكَ الحمدُ مقروناً بشكركَ دائماً لكَ
الحمدُ فى الأولى لك الحمدُ فى الأخرى
لكَ الحمدُ موصلاً بغيرِ نهاية
وأنت إلهى ما أحقَّ وما أحرى
لكَ الحمدُ ياذا الكبرياءِ ومنْ يكنْ
بحمدكَ ذا شكرٍ فقد أحرزَ الشكرا
لكَ الحمدُ حمداً لا يعدُّ لحاصر
أيحصى الحصى والنبتَ والرملَ والقطرا
لكَ الحمدُ أضعافاً مضاعفة 
على لطائفَ ما أحلى لدينا وما أمرا
لكَ الحمدُ ما أولاكَ بالحمدِ والثنا
على نعمٍ أتبعتها نعماً تترى
لكَ الحمدُ حمداً أنتَ وفقتنا لهُ
وعلمتنا منْ حمدكَ النظمَ والنثرا
لكَ الحمدُ حمداً نبتغيهِ وسيلة
إليكَ لتجديدِ اللطائفِ والبشرى
لكَ الحمدُ كمْ قلدتنا منْ صنيعة
وأبدلتنا بالعسرِ ياسيدى يسرا
لكَ الحمدُ كمْ منْ عثرة قدْ أقلتنا
ومنْ زلة ألبستنا معها سترا
لكَ الحمدُ كمْ خصصتنى ورفعتني
على نظرائى منْ بنى زمنى قدرا
لكَ الحمدُ حمداً فيه وردى ومشرعي
إذا خابتِ الآمالُ فى السنة الغبرا
لكَ الحمدُ حمداً ينسخُ الفقرُ بالغنى
إذا حزتُ يا مولاى بعدَ الغنى فقرا
إلهى تغمدنى برحمتكَ التي
وسعتْ وأوسعتَ البرايا بهارا
وقوِّ بروح منكَ ضعفى وهمى
على الحقِّ واغفرْ زلتى واقبل العذرا
فإنى منْ تدبير حالى وحيلتى
إليكَ ومنْ حولى ومنْ قوتى أبرا
وصنْ ماءَ وجهى فالسؤالُ مذلة
وعنْ جور دهر لم يزلْ حلوهُ مرا
ولاطف أطيفالى وإخوتهمْ فقدْ
رمتهمْ خطوبٌ ما أطاقوا لها صبرا
وهمْ يألفون الخير والخيرُ واسعٌ
لديكَ ولا والله ما عرفوا شرا
ربوا فى ربى روض النعيم وظله
فجددْ لهمْ منْ جودكَ النعمة الخضرا
ومنْ محنِ الدنيا والأخرى تولهم
بخيرٍ ويسرهمْ بفضلكَ لليسرى
وهبنى لهمْ أسعى عليهمْ مجاهداً
لوجهكَ وافسحْ لى بطاعتكَ العمرا
وبعدَ حياتى فى رضاكَ توفني على الملة
 البيضاءِ والسنة الزهرا
وفى القبرِ آنسْ وحشتى عندَ وحدتى
فإنَّ نزيلَ القبرِ يستوحشُ القبرا
وإنْ ضاقَ أهلُ الحشرِ ذرعاً لموقفٍ بهِ
 الكتبُ تعطى باليمينِ وباليسرى
فقلْ فزتَ يا عبدَ الرحيمِ برحمتى
ومغفرتى لا تخشَ بؤساً ولا ضرا
وأكرمْ لأجلى منْ يلينى رحامة
وصحباً وفرج همنا واغفرٍ الوزرا
و لا تبقِ لى مما نويتُ علاقة
ولا حاجة كبرى ولا حاجة صغرى
وصلِّ على روحِ الحبيبِ محمدٍ
حميدِ المساعى منتقى مضرِ الحمرا
صلاة وتسليماً عليهِ ورحمة
مباركة تنمو فتسترقُ الدهرا
وتشملُ كلَّ الآلِ ما هبتِ الصبا
وما سرتِ الركبانُ فى الليلة القمرا






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة