الإهدار فى موائد الإفطار.. دراسة: المصرى يهدر 73 كيلو طعام سنويا.. و40% من الغذاء بمصر لا يستخدم بشكل صحيح.. وأستاذ اجتماع: هناك مفاهيم موروثة يجب تغييرها.. وخبيرة اقتصاد: حسن التخطيط يوفر 25% من مصاريفنا

الأربعاء، 23 مايو 2018 06:00 م
الإهدار فى موائد الإفطار.. دراسة: المصرى يهدر 73 كيلو طعام سنويا.. و40% من الغذاء بمصر لا يستخدم بشكل صحيح.. وأستاذ اجتماع: هناك مفاهيم موروثة يجب تغييرها.. وخبيرة اقتصاد: حسن التخطيط يوفر 25% من مصاريفنا إهدار الطعام فى رمضان
كتب محمود حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بالتأكيد مهما كان مستوى دخلك، فقد تبقى لديك جزء من الطعام فى الثلاجة وقمت بالتخلص منه فى القمامة، ربما فى بعض الأحيان أيضا اشتريت خضروات أو فواكه وفسدت منك بسبب عدم استخدامها وبقائها فى الثلاجة لمدة طويلة وتخلصت منها، وبالطبع فلا يوجد منزل مصرى لم يتخلص من بعض قطع الخبز ولو مرة واحدة أسبوعيا.

 

لكن هذا الذى نجده لدينا أمرا معتادا وعاديا، منه جعل من موقع "صوت أمريكا" يخصص موضوعا يتكلم عن كمية الإهدار التى تحدث فى بيوت المصريين للطعام، حيث قدرت فى دراسة اطلع عليها الموقع بأن الفرد المصرى الواحد يهدر 73 كيلو جرامًا من الطعام سنويا، مشيرة إلى أن هذا النمط من السلوك الغريب يكون بشكل أكبر خلال شهر رمضان المبارك، حيث تعد العائلات مآدب للإفطار يتم التخلص من بقاياها الكثيرة على الأغلب.

الكثير من الفواكه والخضروات تفسد بسبب الشراء أكثر من الطاقة

الكثير من الفواكه والخضروات تفسد بسبب الشراء أكثر من الطاقة

وينقل "صوت أمريكا" عن جمعية حماية البيئة، وهى إحدى جمعيات المجتمع المدنى العاملة بمنطقة منشأة ناصر بالقاهرة، إن ما يقرب من 40% من الأغذية فى مصر تضيع دون استخدام صحيح، على الرغم من ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض فقر الدم وسوء التغذية بين المصريين، بحسب ما تقوله الجمعية.

 

لكن هل ما نقله الموقع الأمريكى عن المصريين أمر صحيح؟، بهذا السؤال توجهنا للدكتور حسن الخولى أستاذ علم الاجتماع والأنثربيوليجى بجامعة عين شمس، والذى قال: "هذا الكلام صحيح بالطبع، فنحن لدينا فى مجتمعنا افتقاد للترشيد والاستهلاك وأصبح لديه العديد من عادات الإسراف لا ينتبه لها"، ضاربا المثال بـ"عزومات رمضان" وكميات الطعام الموجودة فيها والتى فى كثير من الأحيان تكون غير منطقية، أو حتى فى استخدام المياه، وكيف أن العديد من الأشخاص المصريين لا يحسنون استخدامها، فنرى مثلا الشخص حين حلاقة ذقنه أو غسيل أسنانه يفتح الماء طوال الوقت.

 

ويعزى أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس هذه الظاهرة فى تصريح لـ"اليوم السابع"، بسبب العادات والتقاليد الموروثة لدينا والتى كبرنا عليها، ضاربا المثال بعملية شراء الفواكه بيننا وبين الدول الأوربية، فالأوربى يذهب لشراء "ثمرتى فاكهة" لكن هذا أمر لا نعرفه، بل قلما نجد شخص يشترى أقل من كيلو فاكهة.

 

وأكد الخولى، على أن هناك مشكلة واضحة من الإسراف تعترينا كمجتمع ولابد من أن نلاحظها حتى فى أسلوب حياتنا، وأن نخلق حالة وعى عام بها، ونرى هذه الرسالة ونحاول نقنع بها الكثيرين، وهذا امر يأخذ وقتا طويلا.

بقايا الطعام فى عزومات رمضان مشهد معتاد
بقايا الطعام فى عزومات رمضان مشهد معتاد
 

الظاهرة ليست مقتصرة على المصريين فقط، ففى بحث نشرته المفوضية الأوربية عام 2016 فإن دول الاتحاد الأوربى تهدر 22 مليون طن من الطعام سنويا، ولمواجهة هذا الأمر فقد وضع البرلمان الفرنسى مثلا قانونا على المطاعم الكبيرة يحظر عليها التخلص من الطعام غير المباع، ويعاقب من يخالف هذا القانون بالسجن عامين وغرامة 570 ألف يورو.

 
أما الدكتورة رانيا الماريا، خبيرة الاقتصاد الاجتماعى، فقالت إن المجتمع المصرى فى الكثير من الأحيان يعانى من نمط استهلاك غير رشيد، ويتم إهدار فائض كبير من طعامنا، وهو ما يهدد مواردنا الاقتصادية الشخصية حتى لو كان الشخص متيسر الحال.
 

وأضافت رانيا الماريا، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن المجتمع يحتاج أن ينشر "ثقافة التوفير" بينه، وتغيير العديد من المفاهيم غير الصحيح حول "الاقتصاد والتوفير"، فهى لا تعنى البخل على النفس ولكن تعنى إدارة الأسرة لدخلها الشخصى بشكل فعال وكفء وألا تهدر منه شيء، وهو أمر أصلا حضتنا عليه الأديان السماوية جميعا.

 

اهدار الطعام عادة عالمية
اهدار الطعام عادة عالمية

وأكدت خبيرة الاقتصاد الاجتماعى، على إن المجتمع بات لديه معتقدات مشوهة حول فكرة التوفير بأنها بخل، وخير دليل على هذا ما يحدث فى رمضان، فكى لا تتهم أسرة بـ"البخل" عند توجيها دعوة الإفطار لأسرة أخرى فإنها تقوم بإعداد طعام أضعاف ما ينبغى أن يعد، ولو كان "العزومة" بها 10 أفراد فإن الطعام الذى يقدم يكفى لـ30 شخصًا، تحت دعوى أن هذا هو الكرم ولكنه ليس سوى "التبذير".

 

وأشارت الماريا، إلى أن التدريب على التوفير وعدم التبذير، والتخطيط والتنظيم وشراء الاحتياجات الفعلية قادر على توفير حوالى 10% من مصاريف الأسرة المصرية، بل وفى أحيان أخرى 25% من إجمالى دخلها، فهو لا يقتصر على الطعام والشراب فقط ولكن على كافة مناحى الحياة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة