أكرم القصاص - علا الشافعي

سحر الحكايات فى رمضان.. حكاية الصياد مع العفريت (3)

الإثنين، 21 مايو 2018 06:00 م
سحر الحكايات فى رمضان.. حكاية الصياد مع العفريت (3) ألف ليلة وليلة
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قدمنا بالأمس، الجزء الثانى من حكاية الصياد مع العفريت ضمن حكايات ألف ليلة وليلة، والتى ننشرها ضمن سلسلة سحر الحكايات فى رمضان، وننشر اليوم، الجزء الثالث من نفس الحكاية.

ألف ليلة وليلة.. حكاية الصياد مع العفريت (3)
 

وفى الليلة الثانية قالت دنيازاد لأختها شهرزاد: يا أختى أتممى لنا حديثك الذى هو حديث التاجر والجني. قالت حبًا وكرامة إن أذن لى الملك فى ذلك فقال لها الملك: احكى فقالت: بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد أنه لما رأى بكاء العجل حن قلبه إليه وقال للراعى: ابق هذا العجل بين البهائم.

كل ذلك والجنى يتعجب من حكاية ذلك الكلام العجيب ثم قال صاحب الغزالة: يا سيد ملوك الجان كل ذلك جرى وابنة عمى هذه الغزالة تنظر وترى وتقول اذبح هذا العجل فإنه سمين فلم يهن على أن أذبحه وأمرت الراعى أن يأخذه وتوجه به ففى ثانى يوم وأنا جالس وإذا بالراعى أقبل على وقال: يا سيدى إنى أقول شيئًا تسر به ولى البشارة. فقلت: نعم فقال: أيها التاجر إن لى بنتًا كانت تعلمت السحر فى صغرها من امرأة عجوز كانت عندنا فلما كنا بالأمس وأعطيتنى العجل دخلت به عليها فنظرت إليه ابنتى وغطت وجهها وبكت ثم إنها ضحكت وقالت: يا أبى قد خس قدرى عندك حتى تدخل على الرجال الأجانب.

فقلت لها: وأين الرجال الأجانب ولماذا بكيت وضحكت فقالت لى أن هذا العجل الذى معك ابن سيدى التاجر ولكنه مسحور وسحرته زوجة أبيه هو وأمه فهذا سبب ضحكى وأما سبب بكائى فمن أجل أمه حيث ذبحها أبوه فتعجبت من ذلك غاية العجب وما صدقت بطلوع الصباح حتى جئت إليك لأعلمك فلما سمعت أيها الجنى كلام هذا الراعى خرجت معه وأنا سكران من غير مدام من كثرة الفرح والسرور والذى حصل لى إلى أن أتيت إلى داره فرحبت بى ابنة الراعى وقبلت يدى ثم إن العجل جاء إلى وتمرغ على فقلت لابنة الراعى: أحق ما تقولينه عن ذلك العجل فقالت: نعم يا سيدى إيه ابنك وحشاشة كبدك فقلت لها: أيها الصبية إن أنت خلصتيه فلك عندى ما تحت يد أبيك من المواشى والأموال فتبسمت وقالت: يا سيدى ليس لى رغبة فى المال إلا بشرطين: الأول: أن تزوجنى به والثانى: أن أسر من سحرته وأحبسها وإلا فلست آمن مكرها فلما سمعت أيها الجنى كلام بنت الراعى قلت: ولك فوق جميع ما تحت يد أبيك من الأموال زيادة وأما بنت عمى فدمها لك مباح.

فلما سمعت كلامى أخذت طاسة وملأتها ماء ثم أنها عزمت عليها ورشت بها العجل وقالت: إن كان الله خلقك عجلًا فدم على هذه الصفة ولا تتغير وإن كنت مسحورًا فعد إلى خلقتك الأولى بإذن الله تعالى وإذا به انتفض ثم صار إنسانًا فوقعت عليه وقلت له: بالله عليك احك لى جميع ما صنعت بك وبأمك بنت عمى فحكى لى جميع ما جرى لهما.

فقلت: يا ولدى قد قيض الله لك من خلصك وخلص حقك ثم إنى أيها الجنى زوجته ابنة الراعى ثم أنها سحرت ابنة عمى هذه الغزالة وجئت إلى هنا فرأيت هؤلاء الجماعة فسألتهم عن حالهم فأخبرونى بما جرى لهذا التاجر فجلست لأنظر ما يكون وهذا حديثى فقال الجنى: هذا حديث عجيب وقد وهبت لك ثلث دمه فعند ذلك تقدم الشيخ صاحب الكلبتين السلاقيتين وقال له: اعلم يا سيد ملوك الجان أن هاتين الكلبتين أخوتى وأنا ثالثهم ومات والدى وخلف لنا ثلاثة آلاف دينار ففتحت دكانًا أبيع فيه وأشترى وسافر أخى بتجارته وغاب عنا مدة سنة مع القوافل ثم أتى وما معه شيء فقلت له: يا أخى أما أشرت عليك بعدم السفر فبكى وقال: يا أخى قدر الله عز وجل على بهذا ولم يبق لهذا الكلام فائدة ولست أملك شيئًا فأخذته وطلعت به إلى الدكان ثم ذهبت به إلى الحمام وألبسته حلة من الملابس الفاخرة وأكلت أنا وإياه وقلت له: يا أخى إنى أحسب ربح دكانى من السنة إلى السنة ثم أقسمه دون رأس المال بينى وبينك ثم إنى عملت حساب الدكان من بربح مالى فوجدته ألفى دينار فحمدت الله عز وجل وفرحت غاية الفرح وقسمت الربح بينى وبينه شطرين وأقمنا مع بعضنا أيامًا ثم إن أخوتى طلبوا السفر أيضًا وأرادوا أن أسافر معهم فلم أرض وقلت لهم: أى شيء كسبتم من سفركم حتى أكسب أنا فألحوا على ولم أطعهم بل أقمنا فى دكاكيننا نبيع ونشترى سنة كاملة وهم يعرضون على السفر وأنا لم أرض حتى مضت ست سنوات كوامل.

ثم وافقتهم على السفر وقلت لهم: يا أخوتى إننا نحسب ما عندنا من المال فحسبناه فإذا هو ستة آلاف دينار فقلت: ندفن نصفها تحت الأرض لينفعا إذا أصابنا أمر ويأخذ كل واحد منا ألف دينار ونتسبب فيها قالوا: نعم الرأى فأخذت المال وقسمته نصفين ودفنت ثلاثة آلاف دينار.

وأما الثلاثة آلاف الأخرى فأعطيت كل واحد منهم ألف دينار وجهزنا بضائع واكترينا مركبًا ونقلنا فيها حوائجنا وسافرنا مدة شهر كامل إلى أن دخلنا مدينة وبعنا بضائعنا فربحنا فى الدينار عشرة دنانير ثم أردنا السفر فوجدنا على شاطئ البحر جارية عليها خلق مقطع فقبلت يدى وقالت: يا سيدى هل عندك إحسان ومعروف أجازيك عليهما قلت: نعم إن عندى الإحسان والمعروف ولو لم تجازينى فقالت: يا سيدى تزوجنى وخذنى إلى بلادك فإنى قد وهبتك نفسى فافعل معى معروفًا لأنى ممن يصنع معه المعروف والإحسان ويجازى عليهما ولا يغرنك حالي.

فلما سمعت كلامها حن قلبى إليها لأمر يريده الله عز وجل فأخذتها وكسوتها وفرشت لها فى المركب فرشًا حسنًا وأقبلت عليها وأكرمتها ثم سافرنا وقد أحبها قلبى محبة عظيمة وصرت لا أفارقها ليلًا ولا نهارًا أو اشتغلت بها عن إخوتى فغاروا منى وحسدونى على مالى وكثرت بضاعتى وطمحت عيونهم فى المال جميعه وتحدثوا بقتلى وأخذ مالى وقالوا: نقتل أخانا ويصير المال جميعه لنا وزين لهم الشيطان أعمالهم فجاؤونى وأنا نائم بجانب زوجتى ورمونى فى البحر فلما استيقظت زوجتى انتفضت فصارت عفريتة وحملتنى وأطلعتنى على جزيرة وغابت عنى قليلًا وعادت إلى عند الصباح وقالت لى: أنا زوجتك التى حملتك ونجيتك من القتل بإذن الله تعالى واعلم أنى جنية رأيتك فحبك قلبى وأنا مؤمنة بالله ورسوله فجئتك بالحال الذى رأيتنى فيه فتزوجت بى وها أنا قد نجيتك من الغرق وقد غضبت على إخوتك ولا بد أن أقتلهم. فلما سمعت حكايتها تعجبت وشكرتها على فعلها وقلت لها أما هلاك إخوتى فلا ينبغى ثم حكيت لها ما جرى لى معهم من أول الزمان إلى آخره.

فلما سمعت كلامى قالت: أنا فى هذه الليلة أطير إليهم وأغرق مراكبهم وأهلكهم فقلت لها: بالله لا تفعلى فإن صاحب المثل يقول: يا محسنًا لمن أساء كفى المسيء فعله وهم إخوتى على كل حال قالت لا بد من قتلهم فاستعطفتها ثم أنها حملتنى وطارت فوضعتنى على سطح دارى ففتحت الأبواب وأخرجت الذى خبأته تحت الأرض وفتحت دكانى بعد ما سلمت على الناس واشتريت بضائع فلما كان الليل دخلت دارى فوجدت هاتين الكلبتين مربوطتين فيها فلما رأيانى قاما إلى وبكيا وتعلقا بى فلم أشعر إلا وزوجتى قالت هؤلاء إخوتك فقلت من فعل بهم هذا الفعل قالت أنا أرسلت إلى أختى ففعلت بهم ذلك وما يتخلصون إلا بعد عشر سنوات فجئت وأنا سائر إليها تخلصهم بعد إقامتهم عشر سنوات فى هذا الحال فرأيت هذا الفتى قال الجنى: إنها حكاية عجيبة وقد وهبت لك ثلث دمه فى جنايته فعند ذلك تقدم الشيخ الثالث صاحب البغلة وقال للجنى أنا أحكى لك حكاية أعجب من حكاية الاثنين وتهب لى باقى دمه وجنايته فقال الجنى نعم فقال الشيخ أيها السلطان ورئيس الجان إن هذه البغلة كانت زوجتى سافرت وغبت عنها سنة كاملة ثم قضيت سفرى وجئت إليها فى الليل فرأيت عبد أسود راقد معها فى الفراش وهما فى كلام وغنج وضحك وتقبيل وهراش فلما رأتنى عجلت وقامت إلى بكوز فيه ماء فتكلمت عليه ورشتنى وقالت اخرج من هذه الصورة إلى صورة كلب فصرت فى الحال كلبًا فطردتنى من البيت فخرجت من الباب ولم أزل سائرًا حتى وصلت دكان جزار فتقدمت وصرت آكل من العظام.

فلما رآنى صاحب الدكان أخذنى ودخل بى بيته فلما رأتنى بنت الجزار غطت وجهها منى فقالت أتجيء لنا برجل وتدخل علينا به فقال أبوها أين الرجل قالت إن هذا الكلب سحرته امرأة وأنا أقدر على تخليصه فلما سمع أبوها كلامها قال: بالله عليك يا بنتى خلصيه فأخذت كوزًا فيه ماء وتكلمت عليه ورشت على منه قليلًا وقالت: اخرج من هذه الصورة إلى صورتك الأولى فصرت إلى صورتى الأولى فقبلت يدها وقلت لها: أريد أن تسحرى زوجتى كما سحرتنى فأعطتنى قليلًا من الماء وقالت إذا رأيتها نائمة فرش هذا الماء عليها فإنها تصير كما أنت طالب فوجدتها نائمة فرششت عليها الماء وقلت اخرجى من هذه الصورة إلى صورة بغلة فصارت فى الحال بغلة وهى هذه التى تنظرها بعينك أيها السلطان ورئيس ملوك الجان ثم التفت إليها وقال: أصحيح هذا فهزت رأسها وقالت بالإشارة نعم هذا صحيح فلما فرغ من حديثه اهتز الجنى من الطرب ووهب له باقى دمه وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. فقالت لها أختها: يا أختى ما أحلى حديثك وأطيبه وألذه وأعذبه فقالت: أين هذا مما أحدثكم به الليلة القابلة إن عشت وأبقانى الملك فقال الملك: والله لا أقتلها حتى أسمع بقية حديثها لأنه عجيب ثم باتوا تلك الليلة متعانقين إلى الصباح فخرج الملك إلى محل حكمه ودخل عليه الوزير والعسكر واحتبك الديوان فحكم الملك وولى وعزل ونهى وأمر إلى آخر النهار ثم انفض الديوان ودخل الملك شهريار إلى قصره.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة