صحابيات حول الرسول.. "حليمة السعدية" مرضعة بنى سعد

الأحد، 20 مايو 2018 02:00 ص
صحابيات حول الرسول.. "حليمة السعدية" مرضعة بنى سعد حليمة السعدية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"ستنا حليمة/ مرضعة نبينا/ أمه أمينة/ أبوه عبد الله/ مات ما رآه/ أبو طالب عمه كان بيخفف عنه/ هدانا بالإسلام/ آخر الأديان"، من منا فى صغره لم يتغن بتلك الأنشودة والكلمات البسيطة المعبرة عن أقرب الناس للنبى محمد (ص)، والتى حملت اسم أنشودة "ستنا حليمة"، مرضعة الرسول.

وخلال شهر رمضان المبارك، نقدم سلسلة صحابيات حول النبى، ونتناول بشكل يومى شخصية نسائية من النساء اللاتى عاصرن النبى محمد (ص)، وشخصية هذا اليوم هى "حليمة السعدية"، حليمة بنت أبى ذؤيب بن عبد الله بن الحارث، من أمهات النبى محمد صلى الله عليه وسلم من الرضاع.

وهى امرأة من قبيلة هوازن، وهى مرضعة النبى صلى الله عليه وسلّم، وكانت زوجة الحارث بن عبد العزى، ويعيشان فى بادية الحديبية، ولها عدة أبناء وهم عبد الله بن الحارث، وأنيسة بنت الحارث، والشيماء.

وكان من عادة أشراف مكة أنه إذا ولد لهم وليد التمسوا له المراضع فى أهل البادية وكان بنو سعد بن بكر فى بادية مكة، فيهم ما يسترضع لأهل مكة أولادهم.

وبحسب ما تذكره "موسوعة نساء حول النبى صلى الله عليه وسلم" للدكتور محمد القيسى، فإن حليمة السعدية فيمن خرج من نساء بنى سعد يلتمسون المراضع فى مكة، وأقبل الأشراف المكيون على المراضع من بنى سعد يعرضون عليهم أبناءهم، وأقبل عبد المطلب بحفيده محمد بن عبد الله ليعرضه على أولئك النسوة، فكن إذا علمن أنه يتيم الأب انصرفن عنه، وزهدن فيه، لأنهم إنما يرجون الجائزة من آباء الأطفال، وأى جائزة تأتى من وراء هذا اليتيم، وانصرفت كل امرأة من بنى سعد جاءت مكة بوليد، إلا حليمة السعدية، فلما خصها الله من كرامة لم تستطع أن تظفر بوليد ترضعه، فالتفتت إلى زوجها الحارث بن عبد العزى السعدى، وقالت له: والله إنى لأكره أن أرجع من بين صواحبى ولم أخذ رضيعًا، والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه، فرد عليها زوجها: افعلى.. عسى الله أن يجعل لنا بركة فيه".

وبحسب ما ذكره كتاب "نساء حول الرسول: القدوة الحسنة والأسوة الطيبة" للدكتور محمد إبراهيم سليم، فإن حليمة السعدية من بنى أسد بن بكر هوازن وتنتهى لقيس عيلان، وأنها كانت ذات شرف وخلق قويم وقلب رقيق".

وقد بقى محمد عليه السلام عندها أربع سنوات ربته على الأخلاق العربية، وعلى المروءة والشهامة والصدق والأمانة، ثم ردته إلى أهله وعمره خمس سنوات وشهر واحد، بعد أن غمرتها بركات هذا اليتيم الذى جاء رحمة للعالمين.

وقد أحب النبى محمد (ص)، مرضعته حبا كثيرا حتى أنه لما أخبرته بعد فتح مكة إحدى نساء بنى سعد بوفاتها ذرفت عيناه عليها، ثم قالت له الناعية: "أخواك وأختاك محتاجون! فأرسل إليهم ما يحتاجون إليه!، وقالت أيضا:نعم والله- المكفول كنت صغيرا، ونعم المرء كنت كبيرا عظيم البركة.

وبحسب الحديث النبوى الشريف، عن عمارة بن ثوبان عم أبى الطفيل، أن النبى (ص)، كان بالجعرانة يقسم لحما، فأقبلت امرأة بدوية، فلما دنت من النبى (ص) بسط لها رداءه، فجلست عليه، فقلت من هذه، قالوا: هذه أمه التى أرضعته.

يبقى أن نشير أن إسلام السيدة حليمه السعدية من عدمه لم يتأكد، فبحسب موقع المعلومات الإسلامى "الإسلام سؤال وجواب"، فإن حليمة السعدية مرضعة الرسول اختلف العلماء فى إسلامها، وكأن ابن القيم رحمه الله توقف فى ذلك، فقد قال فى "زاد المعاد" (1/81) " واختلف فى إسلام أبويه [يعنى: النبى صلى الله عليه وسلم] من الرضاعة، فالله أعلم، بينما يجزم كثير من الحفاظ بإسلامها وعدوها من الصحابة، فقد ذكرها الحافظ فى "الإصابة" (7/584) وابن عبد البر فى "الاستيعاب" (2/85)، وقال ابن عبد البر :

" روت عن النبى صلى الله عليه وسلم وروى عنها عبد الله بن جعفر" وأن كان الرواية الأخيرة مشكوك فى صحتها كون عبد الله بن جعفر كان فى سن العاشرة حين توفى الرسول (ص).










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة