أحمد إبراهيم الشريف

الأفاضل.. أبوفراس الحمدانى شاعرى الأول

الخميس، 17 مايو 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا هو اليوم الأول من رمضان، كل عام وأنتم بخير، وطوال الشهر، إن كان لنا عمر، فسوف أكتب عن عدد من الشخصيات التى تركت أثرها فى حياتى، منها ما هو تاريخى، ومنها من التقيته وقابلته، سأحكى عنهم، حسبما قرأت لهم أو التقيتهم، وسأبدأ بشاعرى المفضل أبوفراس الحمدانى.
 
يعرف العالم العربى الشاعر أبى فراس الحمدانى «932-968» ميلادية، بسبب قصيدته «أراك عصى الدمع» التى تغنت بها أم كلثوم بلحنين مختلفين: الأول من تلحين عبده الحامولى وقد سجلته عام 1926، والثانى من تلحين رياض السنباطى وقد سجلته فى عام 1964 بعد أن أضافت إليه عدة أبيات لم تضعها فى اللحن الأول.
 
لكننى عرفت أبوفراس الحمدانى بشكل مختلف، كان عمرى ثمانى سنوات، وكنت فى الصف الثانى الابتدائى، فى قرية بعيدة فى أسيوط، ولى قريب «إسماعيل» كان يكبرنى بعام، هو صديقى الذى أذهب معه إلى المدرسة، كان والده، وهو من الأفاضل أيضا، قد رحل، وترك له عددا من الكتب القديمة، طلبت منه أن يعطينى كتابا أقرأه، فأعطانى كتابا قديما، عنوانه «أبوفراس الحمدانى» وطبعا لا أذكر العنوان الشارح، ولا أذكر اسم المؤلف، لكننى، وبعد كل هذه السنوات، لا أزال أتذكر صفحاته، كأنه أمامى، صفحات قديمة صفراء، مكتوب على إطار الصفحات بقلم أخضر بعض التعليقات، والكتاب فيه حكايات كثيرة عن الشاعر العربى الذى وقع فى قبضة الروم، وظل فى الأسر 6 سنوات فى القسطنطينية حيث تباطأ فيها ابن عمه عن دفع فديته، ويومها حفظت دون أن أستوعب تماما فى ذلك الوقت قصيدته «أقول وقد ناحت بقربى حمامة».
 
طبعا كان حظ أبوفراس السيئ أنه جاء فى عصر المتنبى الذى أخذ من الجميع حظهم فى الشعر، لكن أبا فراس كان متواجدا بقوة وهو من أسرة لها علاقة بالحكم فهو ابن عم سيف الدولة الحمدانى، بل كانت النهاية السريعة لحياة أبى فراس، بسبب تصارعه على السلطة بينه وبين ابن أخته أبوالمعالى بن سيف الدولة.
 
من وقتها صار أبوفراس الحمدانى هو شاعرى، بالطبع أعرف قيمة الآخرين، وأحب تجاربهم، لكننى أرى أن «الإنسان» وروحه يسكنان فى كلمات أبى فراس، الذى علمنى أن أحب الشعر الذى يخرج من القلب مباشرة.
 
يقول أبى فراس فى قصيدته «أم الأسير»، وذلك بعدما علم بموت أمه وهو فى الأسر فى القسطنطينية:
أيا أماهُ، كمْ همٍّ طويلٍ مضى بكِ لمْ يكنْ منهُ نصيرُ؟/ أيا أماهُ كمْ سرٍّ مصونٍ بقلْبِكِ، مَاتَ لَيسَ لَه ظُهُور/ أيا أماهُ، كمْ بشرى بقربى أتَتْكِ، وَدُونَها الأجَلِ القَصِير/ إلى منْ أشتكى؟ ولمنْ أناجى، إذا ضاقتْ بما فيها الصدورُ؟/ بِأىّ دُعَاءِ دَاعِيَة أُوَقّى؟ بأىِّ ضياءِ وجهٍ أستنيرُ؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة