أكرم القصاص - علا الشافعي

د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب : سحر القلم

الجمعة، 11 مايو 2018 12:00 م
د. داليا مجدى عبد الغنى  تكتب : سحر القلم د. داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أحيانًا كان يُراودنى تساؤل ، أتخيل لو أن أحدًا وجهه لى ، سواء فى الحياة أو فى إحدى وسائل الإعلام ، وكانت إجابتى دائمًا جاهزة وحاضرة ، ولحسن الحظ أن هذا السؤال لم يوجه لى على الإطلاق، لأننى لو كنت أجبت عليه، بالقطع، كنت سأبدو بمظهر الكاذبة فيما بعد . والسؤال هو : ما هو الشيء الذى كنتِ تتمنين أن تكونى موهوبة فيه ؟ وكانت إجابتى ستكون بلا تردد : " كنت أتمنى أن يكون لدى موهبة كتابة الروايات" ، وهذا لسبب فى غاية البساطة، أننى مغرمة جدًا بالقصص والروايات لاسيما العالمية منها، فأكاد أراهن أننى قرأت آلاف مؤلفة من أروع وأبدع الروايات العالمية، التى ربما لم يقرؤها الكثير من المتخصصين ، والأهم أننى قرأت فلسفتها ، وأبحرت فى أعماقها ، علاوة على عشقى لروايات فارس الرومانسية "يوسف السباعي"، وكذلك الأديب "إحسان عبد القدوس"، فكلما قرأت لهما رواية ، تمنيت أن أكون مثلهما، لدى ذات الموهبة، وظل هذا الحُلم بداخلى، وكنت على يقين أنه يصعب على تحقيقه ، فكيف لى أن أكتب رواية تتعدى المائة أو المائتى صفحة، وأستطيع أن أربط الخيوط بين الشخصيات وأدمجها فى خط درامى واحد، ولا يخرج عن الحبكة الدرامية، والأهم ، كيف يتسنى لى أن أجبر القارئ على استكمال الرواية دون الشعور بالملل، كلها أمور كانت دائمًا ما تدور بخُلدي، فتجعلنى أؤجل هذا المشروع؛ حتى لا أكتب به بداية نهايتى ككاتبة .

ولكن يشاء القدر من حوالى شهر تقريبًا، أن أسمع عن ظاهرة ما، كانت مُثارة بشدة، فشعرت أنها تصلح أن تكون عنوانًا لأول رواية أخطها بيدي، وراهنت على نجاحها بسبب العنوان، على الأقل ، وقررت أن أنسج أحداثها ليس فقط بشكل روائى ، ولكن بما يسمح بأن تتحول إلى عمل درامى ناجح، وتبلورت بالفعل القصة داخل عقلي، ولكن أتت اللحظة الفاصلة ، وهى تدوين الأفكار على الورق ، وهنا تيقنت أن رواية القصة شيء ، وكتابتها شيء آخر ، ولكن سبحان الله ، اكتشفت أن للقلم سحر خاص ، فهو يكتب ويشرح، ويُغيِّر ويربط الأحداث بشكل أجمل بكثير مما نسجه خيالي، وأظن أننى فى طريقى إلى إنهائها ونشرها، ولكن الفضل كل الفضل يعود بعد الله سبحانه  وتعالى إلى القلم، الذى كدت أؤمن أنه يسبقنى ويُسابق أفكاري، فكم هو ساحر، لدرجة أننى أتمنى أن يعود بنا الزمن، ونكتب خطابات ونُرسلها بدلاً من رسائل الواتس آب والإيميل وغيرها، من الرسائل التى تفقدنا القدرة على قراءة ما بين السطور، فالقلم أحيانًا يرتعش فى أيدى صاحبه ، فيجعلك تشعر بما كان يحس به الكاتب، فهل ننكر أننا أحيانًا نحكم على جنس كاتب الرسالة ، إذا كان رجلاً أو امرأة من خلال الخط، وأحيانًا نكشف الحالة النفسية والعصبية من خلال إمساكه بالقلم .

وسبحان الله الذى كرَّمَ القلم وجعل سورة كاملة فى القرآن اسمها "القلم"، فلو سألنى أحد، ما هو الشيء الذى لو لم تكونى إنسانة لاخترت أن تُخلقى فى هيئته، لاخترت أن أكون "قلمًا" يكتب وينسخ ويخط كل ما بداخل الإنسان، وما يدور فى الحياة، وما يحويه التاريخ، فالقلم هو الذى يخط حسناتنا وسيئاتنا، أى أنه هو الذى يدون حتمية مصائرنا فى النهاية، ألستم معى الآن فى أن "للقلم سحر خاص".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة