"شعرنا بالأمان فخرجنا للشاطئ نبحث عن نسيم هواء البحر، ونقضى يوما بعيدا عن أصوات طلقات النيران"، بهذه الكلمات عبر محمود سليمان وزوجته نيرمين عن سبب حضورهم مبكرا لشاطئ منطقة ظلال النخيل على ساحل العريش.
وأشار الزوجان، إلى أنهم وأطفالهم الثلاثة أقاموا خيمة وبجانبها أشعلت نيران لعمل الشامى والقهوة وتسخين وجبة سمك لزوم الغداء.
هذه الأسرة من بين أعداد من أسر كثيرة قضت يوم شم النسيم على شاطئ العريش وأخرى على شاطئ الرواق ورمانة فى مدينة بئر العبد.
استنفار الأجهزة التنفيذية لتأمين المحتفلين بيوم شم النسيم
واستقبلت مبكرا شواطئ شمال سيناء المحتفلين بيوم شم النسيم من أسر ومجموعات شبابية جميعهم اعتبر أن يوم شم النسيم فرصة للهروب من أصوات طلقات الرصاص لمجاورة البحر والاستمتاع بيوم على شواطئه على سواحل مدن ومناطق العريش وبئر العبد ورمانة.
وتغلب السيناوية المحتفلين بيوم شم النسيم، على افتقار الشواطئ للخدمات، واصطحبوا خيامهم وأدوات معيشتهم طول اليوم والفسيخ والرنجة، ونصبوا الخيام على رمال الشاطئ، وأشعل بعضهم أعواد الحطب وبدأوا فى إعداد الشاى والقهوة على جمرها المتقد.
وحالت برودة الأجواء فى شمال سيناء اليوم دون دخول كثير منهم مياه البحر، فيما غامر الشباب وانطلقوا بين الأمواج المرتفعة.
وشهدت 7 مناطق على ساحل مدينة العريش، إقبالًا من الأهالى وهى الريسة، وأبوصقل، وغرناطة والخلفاء والأيوبى وظلال النخيل والمساعيد، وفى مركز بئر العبد احتفل الأهالى على شاطئ الرواق على ساحل المدينة، وشاطئ رمانة غرب مركز بئر العبد.
وانتشرت فى مناطق تواجد الأهالى سيارات الإسعاف، وفرق انقاذ، وقال مصدر بغرفة عمليات شمال سيناء، أن كافة اجهزة المحافظة فى حالة طوارئ وتم رفع درجة الاستعداد فى مستشفيات العريش وبئر العبد تحسبا لأى طارئ.
تنوعت سبل وصول المحتفلون بيوم شم النسيم للشواطئ، ففى مدينة العريش ترجل أهالى حى ضاحية السلام نظرا لانعدام المواصلات وساروا فى مجموعات وصولا لشاطئ غرناطة كما وصل بمنطقة شاطئ وسط المدينة سكان أحياء الصفا والسموات ووسط البلد، وشهد شاطئ النخيل إقبال الأهالى من سكان مناطق الزهور ومنطقة الساحل، كما قضى أهالى منطقة المساعيد يومهم على الشاطئ المقابل بمساكنهم.
وقال محمد محمود حسونة، إنه حضر مع أسرته وأشقائه الثلاثة وأسرهم، وأقاموا خيمة على شاطئ الأيوبى وسط المدينة.
أضافت يسرا الشريف، ربة منزل، أنها مع أبنائها الثلاثة حضرت لقضاء شم النسيم، ورسالتها أن العريش أمنة وشواطئها تستحق أن يستمتع بها أهلها.
فيما أشار شادى سمير ومحمد حسنى من شباب مدينة العريش، إلى أن شم النسيم مختلف هذا العام حيث كثافة عدد المحتفين بيوم شم النسيم وإقبال ملحوظ من الأسر.
على طول الشاطئ احتفل أهالى شمال سيناء بيوم شم النسيم على طريقتهم ومن مظاهر احتفالاتهم إشعال النيران وشى اللحوم والأسماك المملحة.
وقال سمير عبد المقصود، أحد المواطنين، إنه حضر وأسرته ومعهم الحطب اللازم لزوم شوى لحوم وأسماك للشعور ببهجة اليوم.
وقال عيد حسن، أحد أصحاب الخيول التى انتشرت على الشاطئ، إن عدد من الشباب اعتبر اليوم فرصة لزيادة الدخل بشغل الخيل ويقومون بتأجيرها لرواد الشاطئ مقابل 10 جنيهات للمشوار.
بدورهم اعتبر أصحاب الكافيهات اليوم فرصة لعودة الحياة التجارية على الشاطئ، وجهزوا قاعات استقبال للأسر، وشماسى على امتداد الشاطئ يتم تأجيرها مقابل 30 جنيها اليوم الواحد، ونشرت مديرية الشباب والرياضة فرق إنقاذ تابعين لها من مجموعات متطوعين يجوبون الشاطئ.
وأقام أهالى ألعاب خاصة للأطفال على الشاطئ لتأجيرها للأسر،كما نشرت قوات أمن شمال سيناء عناصر تأمين شرطى على الشاطئ والميادين والطرق المؤدية للساحل.
وقال الدكتور عربى محمد وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء، إن مديرية الصحة رفعت درجة استعداداتها بكاف المستشفيات فضلا عن توفير ونشر سيارات إسعاف للتدخل السريع قرى الشواطئ.
واصلت الأسر القبطية المقيمة فى شمال سيناء ولم تغادرها والعائدة إليها، احتفالها بعيد القيامة وفى مقر مطرانية ضاحية السلام فى مدينة العريش بشمال سيناء.
وشهدت المطرانية، إقامة الصلوات فى الكنيسة الملحقة بها، وحضور الأسر بصحبة أطفالهم للاحتفال بالعيد فى منتزه صغير ملحق بالمطرانية.
وشددت قوات أمن شمال سيناء إجراءات التأمين حول محيط المطرانية، وأغلقت الشوارع المؤدية إليها، وسمحت بالمرور للبوابة الرئيسة للمطرانية بعد اجتياز بوابة اليكترونية للكشف عن المفرقعات.
وأعربت الأسر المحتفية بالعيد عن سعادتها بالهدوء النسبى للأوضاع الأمنية داخل مدينة العريش قياسا بما مضى، مؤكدين على أنهم الآن أكثر شعورا بالأمان من قبل، وأن فرحتهم الحقيقة هى بجمع شملهم جميعا بالأسر التى سبق وغادرت المحافظة خوفا على حياتها.
وقال "كمال حبش" مدير مدرسة، واحد خدام الكنيسة بالعريش، إنه لا مكان آخر يذهبون إليه لقضاء العيد، ومكانهم الوحيد هو الكنيسة يحضرون للاحتفال ولقاء بعضهم البعض، مضيفًا أنه يقضى العيد داخل الكنيسة ودورة خدمة زوارها من المحتفلين بالعيد، ومن يحضرون لتقديم التهنئة، معربا عن سعادته بتواجد الجميع داخل الكنيسة، وهو ما يؤكد أن من يفرق ويريد أن يشتت الشمل هو الشر وليس الخير.
بينما قال مجدى إبراهيم جرجس، موظف على المعاش، إنه يحضر وزوجته لمعايدة الأنبا قزمان أسقف شمال سيناء والآباء الكهنة فى الكنيسة، ولقاء أصدقائه للاحتفال معهم بالعيد، مضيفًا أنه كان يتمنى أن يقضى معه العيد ابنه وابنته الذين يدرسون فى القاهرة، وبسبب صعوبة السفر لم يتسنى له لقائهم ولهم القدوم للعريش للاحتفال معهم بالعيد، مؤكدًا أنه يقيم فى شمال سيناء من الثمانينيات، وهو سعيد أنه صامد على أرض بشمال سيناء ولم يغادرها ولم يخشى أى تهديدات وسيبقى على أرضها.
وبدوره قال رؤوف جرجس، موظف، إنه أيضا لم يغادر شمال سيناء، ويعيش رغم الظروف الصعبة وضيق تحركاته التى اقتصرت مابين المنزل والكنيسة، وأن شعاره " العمر واحد والرب واحد" وأنه يتمنى أن أعيش ما بقى من عمرى فى سيناء وهى أمنة خالية من الإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة