مجموعة أوكسفورد: الشباب المصرى يكتسب مهارات التكنولوجيا عبر برامج متخصصة

يمثل رأس المال البشرى الميزة التنافسية الأكبر لمصر فى صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كثيفة المعرفة، حيث تحرص السلطات والجهات الفاعلة فى القطاع على نقل وتطوير السوق إلى مستوى أعلى من خلال مجموعة من البرامج المصممة لتطوير المهارات ورعاية ريادة الأعمال"، هذا ما أكده تقرير صادر عن "مجموعة أوكسفورد للأعمال".

وقالت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات فى بيان لها اليوم، الأحد، أن التقرير ذكر أنه فى الوقت الذى تلعب فيه هذه المبادرات والبرامج دوراً هاماً فى تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على مستوى الأفراد، فقد حفزت أيضاً الشراكات بين القطاعين العام والخاص مع كبرى شركات التكنولوجيا والتعليم الدولية.

مبادرة رواد تكنولوجيا المستقبل:

وأوضح التقرير أنه فى نوفمبر من عام 2016، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى المبادرة الرئاسية للتعليم التكنولوجى – رواد تكنولوجيا المستقبل، وهى مبادرة تقودها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتستهدف بناء قدرات حوالى 16 ألف شاب وتحفزهم على استخدام أحدث تقنيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما يعمل البرنامج على تطوير شبكة وطنية من المتخصصين ذوى الخبرة التكنولوجية الذين يمكنهم توجيه ودعم أقرانهم الأقل خبرة.

وأضاف التقرير أن المبادرة تعمل أيضاً على تعزيز القوة العاملة وحقل المواهب من خلال تزويد الشباب المصرى بالمهارات التى يحتاجون إليها للتنافس على المستوى العالمى ودعم القدرة التنافسية لشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المحلية حيث تسمح بوصول المصريين الذين تخرجوا فى عام 2006 أو فى وقت لاحق إلى الدورات التدريبية المدعومة بالكامل عبر الإنترنت من قبل أفضل الجامعات والشركات، والتى قد تستغرق مدداً أكثر من ستة أشهر أو أقل.

وتشمل الشركات المشاركة الشركة الهندية للتعليم عبر الإنترنت Udacity، وشركة Coursera التى تعمل فى مجال تكنولوجيا التعليم ومقرها الولايات المتحدة، وEDX مقدمة خدمات التدريب عبر الإنترنت، والتى أسسها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالتعاون مع جامعة هارفارد.

وتتضمن الدورات درجة علمية جديدة وهى درجة "النانو" والتى يقوم من خلالها الطلاب بابتكار مشاريع ومراجعتها مع مدربين وموجهين متخصصين. وتعتبر الدورة العلمية فى الواقع الافتراضى Google VR إحدى نماذج تلك الدرجة العلمية وهى عبارة عن دراسة لمدة سبعة أشهر فى مجال الروبوتات تقدمها جامعة بنسلفانيا، ويتم بالتزامن معها دورة علمية أخرى فى الإدارة الاستراتيجية والابتكار من أربع مراحل بالاشتراك مع كلية كوبنهاجن لإدارة الأعمال.

كما تتوافر درجات علمية فى مجالات الذكاء الاصطناعى، والبيانات الضخمة، والحوسبة السحابية -وهى مجالات يتمتع فيها قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى مصر بقدرات خاصة، وقد تم تصميم هذه الدورات لتتناسب مع احتياجات مختلف المستويات التعليمية من المبتدئين وحتى المستويات المتقدمة، ويحصل الذين يكملون هذه الدورات على شهادة من الجامعات والشركات المعنية، وقد تم الانتهاء من أكثر من 6 آلاف دورة تدريبية حتى نهاية عام 2017.

برامج دعم الإبداع:

وفى هذا السياق ذكر التقرير أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تدعم أيضاً برامج تطوير الصناعة، بما فى ذلك من خلال مبادرة "مصر تصنع الإلكترونيات"، وهى مبادرة تركز على تصميم وتصنيع الإلكترونيات، ومركز الابداع التكنولوجى وريادة الأعمال (TIEC)الذى تأسس عام 2010 ويتم إدارة أعماله من خلال شراكات مع جهات دولية، وتمكن بحلول نهاية عام 2017 من تدريب حوالى 11693 شخصا، وساعد فى تأسيس 120 شركة ناشئة ودعم 318 أخرى.

وتطرق أيضا إلى أن المركز وشركة Intel ينظمان معاً دورى "انترنت الأشياء" وهو برنامج محفزات أعمال للشركات الناشئة. وقد تم تصميم البرنامج المجانى لطلاب الجامعات، ورواد الأعمال الشباب، والخريجين الذين يتلقون الدعم والتوجيه ونقل المعرفة، ثم اختيار أفضل المشاريع لمنحها الدعم المالى، والوصول إلى شركاء تجاريين والمساعدة للانضمام إلى محفزات الأعمال.

وتعد Google الشريك الرئيسى لمعمل لتطبيقات الهاتف المحمول بمركز الابداع التكنولوجى وريادة الأعمال والذى تم إنشاؤه فى عام 2015. وقد قدم البرنامج تدريبًا لحوالى 2000 من الطلاب والخريجين. ويمكن للمشاركين الواعدين المتقدمين للمشاركة فى مسابقة الشركات الناشئة التقدم للحصول على تمويل يصل إلى 200 ألف دولار وذلك للمساعدة فى تسويق أفكار للتطبيقات الجديدة.

كما ينظم المركز أيضاً برنامج "إنوف ايجيبت" الذى يهدف إلى تطوير مهارات ريادة الأعمال بين طلاب الجامعات من خلال تخصصات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وتتضمن الدورة التى تستغرق ستة أيام مواد دراسية حول الابتكار وإدارة التكنولوجيا، تليها دورة أخرى فى مجال التفكير الإبداعى لمدة يومين حول خلق الأفكار والحلول المبتكرة. وتغطى المرحلة النهائية منها، المفاهيم الأساسية المتعلقة بريادة الأعمال وبحلول نهاية عام 2017 شارك فى الدورة ما يقرب من 3900 طالب من 21 جامعة.

ولعل أبرز تطور لعام 2017 كان إطلاق معمل الأمم المتحدة الإفريقى للإبداع التكنولوجى UNTIL ومقره مصرفى ديسمبر الماضى حيث يعد الأول من نوعه فى أفريقيا من خلال البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة وذلك فى إطار تنفيذ خطة الأمم المتحدة لنشر مجموعة من معامل الإبداع التكنولوجى على مستوى العالم بمعدل معمل أو أكثر فى كل قارة، حيث يقوم بتدريب رواد الأعمال، واستضافة الأحداث الخاصة وتنفيذ حلول تكنولوجية إبداعية للتعامل مع التحديات العالمية وتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لخدمة الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة.

جدير بالذكر أن مجموعة أكسفورد للأعمال هى من أبرز شركات الأبحاث والنشر والاستشارات عالمية فى المجالات الاقتصادية والأسواق الناشئة وخاصة فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. ومن خلال منتجاتها تقدّم المجموعة تحليلاً شاملاً ودقيقاً للتطورات على مستوى الاقتصاد الكلى والقطاعات، بما فى ذلك الخدمات المصرفية وأسواق رأس المال وقطاعات التأمين والطاقة والنقل والصناعة والاتصالات.