نصر فتحى اللوزى يكتب : سكت الكون.. وقالت سفينة الأمل

السبت، 07 أبريل 2018 08:00 ص
نصر فتحى اللوزى يكتب : سكت الكون.. وقالت سفينة الأمل رجل حزين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سفينة الاحزان تبحر كل لحظة فى بحر من الدموع والالم ... سفينة الاحزان تشق امواج الدمار والخراب وازهاق الارواح ... سفينة الاحزان وقودها دماء ذكية لا يبخل اصحابها بها وقودا من اجل تطهير ثياب الام من كل خسيس وجبان .

سفينة الاحزان لم ترتدى الثوب الاسود ... ارتدت قول الله سبحانه وتعالى ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفى صدور قوم مؤمنين ( 14 ) ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم ( 15 ) .  

سفينة الاحزان تبدلت ألوانها الى لون واحد ... لون يعلو علم مصرنا الغالية ... تدوس على لون فى اسفل العلم فتجعله ركاما معبرا عما ارتكبوه من قتل خيرة شباب مصر ... وتدمير مكتسبات الشعب المصرى فى قرون مضت .

سفينة الاحزان امطرتها الدموع ... التى امطرت وجوه كل رجل وامرأة ... امطرت الجنين فى مخدعه ... والطفل فى مرقده ... كتبت على قلوب الابناء والبنات كلمة اليتم لابناء رجال مصر ... حولت الزوجة الى لقب ارملة ... فقد الاب عكازه ... وفقدت الام اليد الحانية التى كانت تربت على كتفها حبا وحنانا  ... الدموع عطرت  فساتين عرائس تنتظر العرسان ... الدموع حفرت على الجدران لن ننساكم ابدا .

سفينة الاحزان لم تتوقف منذ فترة طويلة ... تسير ليل نهار ... تسير بين السهول والوديان ... تعلو الجبال ... تطهيرا لما تم تخزينه من ألات ومعدات وذخيرة ومراكز تدريب عسكرية ومنصات صاروخية ... ومراكز اعلامية ... ومستشفيات طبية .. ومخازن اعاشة ... ومزارع مخدرات ... يالهول ماتواجهه سفينة اعمار رجال عاهدوا الله على نصرة الدين وحماية الوطن وتطهير الارض من كل خسيس وجبان ... رجال يواجهون حربا شرسة قذرة ... ضد من يطلقون على انفسهم الجماعات الجهادية ... وهم فى الواقع ليسوا الا جماعات ليست ارهابية فحسب بل جماعات قتل الابرياء فى المساجد ... قتل الاطفال فى المدارس ... احراق كراسات العلم على المقاعد ... تدمير الطباشر وكل سبورة كتب عليها كلمة حب لمصر ...  وقتل اذكى زهور العمر فى مواجهات بلا تردد ... كان ومازال صوت البيادة يعلو رأس كل ندل جبان .

قالت ام الشهيد ... قال والد الشهيد ... قالت زوجة الشهيد ... قال ابن الشهيد ... قالت ابنة الشهيد ... قالت خطيبة الشهيد ... قالت روح الشهيد ... قال الدم على ارض مصر ... لا ... لا ... لا تقولوا سفينة الاحزان ... قولوا سفينة الامل ... سفينة الحب ... سفينة التضحية ... سفينة الكرامة ... سفينة العزة ... سفينة نيل رضا الله ورسوله والمؤمنون من اجل مصر التى ذكرها الله فى القرآن الكريم وحفظها بخير اجناد الله فى الارض .

قالت سفينة الامل سائلة ( من يملك التصالح مع الذين اضلهم الشيطان واعمى ابصارهم ؟! ) ... سكت الكون ولم تتحرك كل ورقة من غصين اشجار الزهور التى نبتت وترعرعت على دماء ابناء مصر الغالية ... سكت الكون ولم ينطق ناظرا الى قلب ام الشهيد ... الى عكاز اب الشهيد ... الى الوسادة الخالية بجوار زوجة الشهيد ... الى مقعد ابن الشهيد بجوار زملائه بالمدرسة ... الى رموش عين ابنة الشهيد التى لم تتحرك انتظار لرؤية اباها ... الى فستان خطيبة الشهيد المطرز بقلب عاشق ينتظر عودته ... الى روح الشهيد ... وعطر دمه يفوح فى كل اركان مصر ... حتى فى دور العبادات ... لم ينطق الكون ... طأطأ رأسه خجلا ... آسفا على من يسرقون حق الغير وتعلوا اصواتهم بالتصالح مع من الحق بالسفينة بافعالهم قتل وخراب وتدمير واحزان.

من ينادى بالتصالح اما هو واحد منهم يتبع منهج تخريبهم لمصر ... واما صاحب مصلحة شخصية يحقق بصوته مكاسب يسيل من اجلها  لعابه ... هو من بيننا لم يحزن مثلنا ... لم يكتوى بنار احرقت قلوبنا ... كنا نقول الى متى ؟! ... وجاء يوم الحصاد الذى فيه زغردت كل القلوب بتطهير مصرنا الغالية من الشرذمة السافلة ولا تصالح .

لعنة الله والناس اجمعين على كل من ينادى بالتصالح مع كلاب أهل النار ... قتلاهم فى النار وشهداءنا فى الجنة كما وعدنا الله وقال فى كتابه الكريم ( ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ) صدق الله العظيم  .










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة