أكرم القصاص - علا الشافعي

يوسف إسحق يكتب : يحيا العدل

الثلاثاء، 17 أبريل 2018 10:00 ص
يوسف إسحق يكتب : يحيا العدل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بين الحين والاخر ، نقف أحياناً حكاماً وأحياناً أخرى نقف محكوماً علينا ، ولعل ذلك التناوب يجعلنا نتذوق طعم العدل ، ونعلم أيضا كم هى قاسية مرارة الظلم ، وما يحيط بنا من نظام كونى بكافه قوانينه يؤكد أن وراء كل ذلك إلهٌ من بين صفاته الجوهرية صفة العدل ، وعدله مطلق واسمه العدل ، ليشهد العدل القائم بكافة صوره المحيطة بنا على كل ظلم يقترفه بنى آدم  .

وبما أن الإنسان كائن اجتماعى يحيا وسط جماعة يربط بينهم تفاعل اجتماعى وأهداف مشتركة ، فقد خُص بالعدل فئة معينة منوط بها اقامة العدل من خلال قوانين وضعية شُرعت لتنظيم العلاقة بينهم ،  هؤلاء أن اختل منهم ميزان العدل فسد الكون ، وجاروا على صفة من صفات السماء فويل لكل وكيل خل بالعدل وذَنّب البرىء وبرأ المذنب .

هذا بخلاف العدل الذاتى الذى يمنحه الانسان لنفسه ولغيره ، ومن فشل فى إعطاء نفسه العدل الواجب لها فلسوف يفشل فى أن يقيم العدل لمن هم حوله ، ذلك هو العدل الذاتى الذى ينبع من خلال المسؤولية الادبية للفرد وايضا النشأة والضمير والذى بدوره ينظم العلاقة بين الانسان واخيه فضلا عن رفض الظلم بكل صوره للفرد والجماعة المحيطة به.

ان كان تقدم الشعوب يأتى بالعلم والعمل ، لكن سر بقاؤها متقدمة وسعيدة سوف يتأتى بالعدل لذلك لا تهنأ الشعوب التى تحيا تحت وطأة الظلم فهناك ارتباط وثيق ما بين السعادة والعدل .

فى إحدى الجامعات الغربية أراد المحاضر أن ينفذ بيانا عمليا عن معنى العدل ، اذ به يطرد طالبا من المحاضرة فور وصوله لالقاء المحاضرة دون أبداء أسباب، ولم يجرؤ أحد أن يفتح فاه معارضاً، ثم اردف المعلم قائلا ، لماذا وضِعت القوانين ، اختلفت الإجابات ما بين أجابة وأخرى من بين تلك الاجابات ، تنظيم العلاقة بين البشر ، وُضِعَت  القوانين لتنفيذها ! ، وآخر قال خشية وقوع جرائم بينهم ، وأخيرا جاءت الإجابة الشافية "لإقامة العدل" اثنى الدكتور على الإجابة فرحا، ثم طرح سؤالا آخر هل وقع ظلم على زميلكم الذى قمت بطرده ، فكانت الإجابة بالإجماع نعم ، فاسرع بمناداته متأسفا له ، وقال لما صمتتم إذا؟! وحدثهم قائلا : إقامة العدل ونبذ الجور أمر غير قابل للتفاوض ولا يحتمل السكوت.

اذا كيف نطلب العدل إذا ونحن عاجزون عن صناعته ، لأنه ليس من العدل أن تطلب من الآخرين ما لست أنت مستعدا لفعله

العدل قرين الوقت ، فالعدل البطىء ظلم بيّن 

إن كانت دعوة المظلوم تشق أنينها صدر السماء 

فالحكم العادل يسُر  قلب الله .

حفظ الله مصر ارض "ماعت "التى علمت الكون العدل .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة