عزيزى القارئ سوف نتحدث اليوم عن موضوع شديد الأهمية، لأنه من الأشياء المؤثرة جداً فى عصرنا هذا ألا وهو ما يسمى بـ (التواصل الاجتماعي) أو حسب رؤية مجموعة أخرى ضياع اجتماعى، فكيف يكون الأمر هكذا؟ كيف يحدث الشىء ونقيضه فى آن واحد، ما الذى جعل المزيد يتجه إلى هذه الظاهرة السريعة التى تخلو من المشاعر الكامنة فى نفس الإنسان؟ وللإجابة عن هذه التساؤلات فسوف نحكى قصة فمنذ بضعة أيام شاهدت فيلماً وكان هذا الفيلم يحكى عن أم تصوب بندقية على الهواتف الذكية الخاصة بأبنائها وبررت الأم هذا التصرف بأن أبناءها أصبحوا يقضون الساعات على مواقع التواصل الاجتماعى ناظرين إلى شاشة صغيرة غير مهتمين بقيمة الوقت.
واستطردت الأم حديثها وقالت إننى أقوم بتحطيم هذه الأجهزة المتطورة لكون أبنائى أصبحوا يبتعدون عنى، ولا يستمعون إلى جيداً ويندمجون فى مشاكل ليس من شأنهم، وإذا قمنا بتحليل هذا التصرف التى فعلته الأم فسوف نجد من يقول أنه مع هذا التصرف، ولكن أسمحوا لى أن أختلف مع تصرف هذه الأم وليس أقول ذلك لكونى أبرر تصرف أبناءها معها ولكن أقول ذلك لأنى بالفعل أحببت أن أسلط الضوء على هذه الظاهرة الغريبة وهى الإفراط فى استخدام وسائل التواصل الاجتماعى وجعلها تنتقل إلى حالة الضياع الاجتماعى ووقت هذا تتبلد المشاعر وترتفع حالات الاكتئاب وتزيد روح الأنا بداخل الإنسان ،ولكن هذه الوسائل غير خطيرة فى حد ذاتها ولكنها تحتاج إلى إدارة جيدة فهناك من يسئ استخدامها ،ففى الأيام الأخيرة رأيت أناس يجلسون معاً اسماً فقط أى يجلسون وهم ينظرون إلى شاشة الهاتف ،ويرسلون إلى بعضهم المشاعر الإلكترونية عبر ما يسمى بـ ( الإيموجن)، ويوجد أناس آخرون يحسنون بل ويجيدون أيضاً استخدام هذه الوسائل محاولين فى ذلك استخدامها مثلاً فى تعلم أحد اللغات أو البحث عن مراجع مهمة فهذا أفضل بكثير من استخدامها بديل للتواصل فيما بيننا وفى النهاية نود أن نقول أن هناك المزيد من الطرق لعلاج هذه الظاهرة وهي:
أولاً: إدارة استخدام هذه الوسائل عن طريق تخصيص وقت معين .
ثانياً: إذا أردت أن تقابل صديق فعليك أن تقابله فوراً بدلاً من التحدث له من خلال شاشة صغيرة.
ثالثاً: الاحلال وهو أن تحاول أن تستبدل استخدام وسائل التواصل الأجتماعى بقراءة كتاب مثلاً أو ممارسة أى نوع من أنواع الرياضة التى تحبها،
رابعاً: من جانب الآباء والأمهات إليكم رسالة ألا وهى حاولوا أن تصادقوا أبناءكم وتخصصوا لهم الوقت المناسب وتتفهموا طريقة تفكيرهم حتى لا تقودوهم إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعى والتى قد تسمعهم آراء تختلف مع طريقة تربيتهم أو قد تبعدهم عنكم لوقت طويل قد يكون لأيام ولن نبالغ إذا قلنا قد يمتد لشهور أو سنوات .