كلما مرت عليهم السنوات ازدادوا حبًا لهذا الوطن، ورغم أنهم فى الثمانينيات من عمرهم إلا أنهم تحدوا الزمن وشاركوا فى حقهم الدستورى فى اختيار من يرونه مناسبًا لقيادة الشعب المصرى لمدة أربع سنوات مقبلة، ونستعرض معًا بعض النماذج المصرية لرجال قاوموا السنوات وتغلبوا عليها بإرادتهم القوية والتى دفعتهم للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية رغم أن العين بصيرة والصحة قليلة.
ويحدثنا رشدى محمد عز الرجال، البالغ من العمر 83 عامًا عن رحلته الانتخابية من مدينة نصر حتى الدقى وتغلبه عليها رغم سنه، للإدلاء بصوته فى الانتخابات، حيث يقيم مع ابنه لتوافر "أسانسير" فى عمارته يعينه على الصعود والنزول بسهولة على عكس شقته التى بجوار مصنع البالون والتى بفعلها تم تحديد لجنته الانتخابية فى منطقة الدقى لاسيما مدرسة النور للمكفوفين حيث تبعد عن مسكن ابنه مسافة قطعها يصل لساعة أو أكثر وفقًا لحالة المرور فيتغلب على تلك الدقائق العصيبة أملاً في المشاركة فى خلق مستقبل أفضل لأحفاده.
وجاءت قصة رشدى محمد مشابهة لعثمان أبو زيد رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط السابق، والملقب بالفلاح الفصيح، والبالغ من العمر 82 عامًا، فتغلب على الطقس السيئ وشارك فى الانتخابات موجهًا رسالة للشباب قال لهم فيها "ياشباب.. البلد بلدكم فخلوا بالكم منها واختاروا اللى بيعمل فى صمت".
وكذلك حرص بنيامين إبراهيم مدير عام تصوير أخبار التليفزيون سابقًا، ابن الـ٨٣ عامًا، على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية رغم وقوعه وتعرضه لكسر في الساق أثر بعد ذلك على حركته، وجعلها صعبة للغاية إلا أنه قاوم ليسطر تاريخ الوطن بأنامله الواهنة والتى أنهكها العمل على مدار السنوات الماضية.
يذكر أن انتخابات رئاسة الجمهورية بدأت أول أمس الاثنين، على أن ينتهى الاستحقاق الديمقراطى اليوم الأربعاء، حيث شهدت إقبالاً كثيفًا من جانب المواطنين خلال أول وثانى أيام التصويت، وامتدت طوابير الناخبين أمام اللجان لمسافات طويلة وسط فرحة وسعادة من المواطنين، وتحول الماراثون الانتخابى إلى كرنفال احتفالى.
ويبلغ عدد من لهم حق التصويت بجميع أرجاء الجمهورية 59 مليونًا و78 ألفًا و138 ناخبا يصوتون فى 13 ألفا و706 لجان فرعية تمثلها 367 لجنة عامة، بإشراف 18 ألف قاض تقريبا يعاونهم 110 آلاف موظف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة