سيف الاسلام فؤاد يكتب: كَبرتُ يَا أمَاه

السبت، 24 مارس 2018 02:00 م
سيف الاسلام فؤاد يكتب: كَبرتُ يَا أمَاه  طفل مع أمه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وطفلتُكِ الصَغيرة يَا أُمى قد كبُرت هى الأخرى وأصبحت تَعبُر الشَارع وحدّها, ولَكنهَا تَفتقد طعم الامانْ الذى ذَاقتهُ وهى مُتَمسّكه بِثوبكِ القديم.. أُمَاه بِالله عَليكِ كَيفَ جَعلتِينى أثقُ بقطعة قُمَاش تَرتدينهَا على جَسدكِ النحيل أكثر مَمَا أثقُ بقدَمى التى على الأرض تَسير!!؟؟..

أمَاه قد كَبرتُ والله وكبُر آلمى وأُحاول إخفاءهُ بالكَثير مِن خَافى العيُوب تَحت العَينين حتَى لا يَظهر لأحد, وأُحاول أن أكتُم مَا بدَاخلى وأكظم غَيظى وأبتلُع تَنهيِدَاتى المُتقطعة ولا أستَفرغُ شَيئاً مِنهَا على طاولة حَديثنا, وأقول رُبمَا حُضن مِنكِ يُنسيِنى تِلكَ الآلم, ولكَنى أخشَى أحياناً أن أضُمكِ فَتلمِسى هذَا الخوف داخلى فـَ تُفجَعى بأضعَاف التَعب الذى حلَ بى ..

أمَاه كَيفَ كُنتِ هادئةً وكُل هذا الضَجيج داخلكِ وأنَا لا أشعُر بهِ , واليوم قد كَبرتُ وحملتُ نفس جيناتكِ وشعرتُ بتلكَ الحمم البُركانية التى تَسيل داخل كٌهُف روحى وتُنشأ براكين أخرى وكأننى أرض تلفذُ مَا بداخلهَا تفور وتمور ,لم تعرف السَكُون أو الخمول , وأنا كُل ما أرجوهُ أن يَتبخر حُزنى من مَسَام جلدى لتَنخفض حَرارتى و يُعاد لىَ نبضى مثلَ ما كَان .

أُمَاه قد كَبرتُ وأنَا أحلم مَن سَيكون لى خير سَندّ وخير مُعين واليوم هَا أنًا وحدى يا حبيبتى أُصارع الامواج وأتلاطم بين الجزرّ والمدّ, وأُعانق خَيِباتى وأضُمهَا لصَدرى عَلهَا تُدفئنى من صَقيع الآلم والرعد والبرد , وصَرخَاتى التى أصرُخهَا هىَ الأخرى أكتَمُهَا حَتَى لا يسَمعهَا ويُشفق ويرد عليهَا أحد , وأظلُ أتسَاءل أحقاً أستَحق كُل هذه المُعاناة وكأننى زنديقة ويُطبق عليهَا حُكم السجن والجلدّ .. ؟

أمَاه قد كَبرتُ وصَار المجهُول يُحدق بى ويُخيفُنى وأنَا لَستُ قويةً مثلكِ أَنا والله وهنه أكثر من بيت العنكبُوت , ومازَال قلبى طفلاً يلتزم السكوت فـ علمية أن لا يشيخ أبدا,ً وأخبريه بأن الحياة أصعب مَمَا ظنَها يوماً وأن كثيراً من البشر ليسوا أسويَاء وغير صَادقين ثم أوصيه بأن لا يثق بشكل مُطلق فى أحد فَقلبى يَستمع إليكِ أكثر من نفسى أنا يا أمَاه   ! ..

قد كَبرتُ يَا أمَاه ومازلتُ حسَاسة جداً ومُفرطة فى الوجع والبُكاء والحنين حتى الاطباء يَشتكون من آلمى فكيف للذى أنزل الداء لم يُنزل معه الدواء للشَاكين.. ثُم من يُطفى نار جسدى وروحى التى احترقت وقلبى الذى تَمزق وتَفوح من رائحة الشواء, وكأن نَصيبى أن أصير مُحطمة الآمال غريبة الاطوار عزباء من كُل شىء أشبه الجنين فى بلونه ماء لا يرى أرض ولا سَماء ..










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة