أكرم القصاص - علا الشافعي

مينا سمير يكتب: صناع التحدى

الخميس، 22 مارس 2018 10:00 ص
مينا سمير يكتب: صناع التحدى ورقه وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عزيزى القارئ فى الحقيقة جلست فى الأيام الماضية أفكر فى موضوع يثير فى ذهنى وفى أذهان الكثيرين المزيد من التساؤلات، وهو التحدى، فماذا نقصد بكلمة التحدى؟ هل له صناع؟ ما هى الأمثلة الحية لصنع التحدى؟ هل التحدى مقتصرًا على شخص دون عن الآخر؟
بسؤال مجموعة من الناس فبعضهم اختزل معناه بأن تقف أمام شخص تتحداه فى شىء يصعب الوصول إليه، والبعض أجاب أن التحدى هو محاولاتك للوصول إلى شىء صعب المنال، وإذا نظرنا بعمق إلى هذه الكلمة، فالبرغم من بساطتها سوف نجد أنها تحوى بداخلها المزيد من الصور والمزيد من المظاهر وكلمة تحدى قد تأتى أيضاً بمعنى القتال من أجل إثبات الذات، وإذا نظرنا فى السؤال الثانى وهو هل يوجد للتحدى صناع؟ بالطبع يوجد صناع للتحدى وسوف نسلط الضوء على اثنين من النماذج المشرفة والتى تعد من أروع الأمثلة لصناعة التحدى والتى كانت الظروف الصعبة المحيطة بهم حافزاً لصنع التحدى كيف؟ 
 
إلينا النموذج الأول وهو عالم الفيزياء الذى رحل عن عالمنا منذ أيام قليلة ألا وهو ستيفن هوكينج، والذى أصيب بمرض نادر منذ حداثته وهذا المرض يسمى التصلب الجانبى الضمورى أو المعروف بمرض العصبون الحركى والذى سبب له شلل تدريجى وكان رأى الأطباء أن من لديه حالة مثل حالة ستيفن هوكينج، فهو لن يعيش سوى أيام قليلة، ولكنه بالرغم من ذلك ظل يعمل ونشطت بداخله روح التحدى الذى خلقها الله بداخلنا وهى تشبه من وجهة نظرى جهاز المناعة الذى يقوم بمحاربة المرض بداخل الإنسان ويقوم بالانتصار عليه.
 
وقدم المزيد من الاسهامات فى مجال الفيزياء نذكر من أهمها أبحاث نظرية فى عالم الكون، وأبحاث فى العلاقة بين الثقوب والديناميكا الحرارية كما كانت له إسهامات فى الأعمال الاجتماعية، ودعا للسلام والسلم العالمى وقام بمساعدة أطفال القرى. 
النموذج الثانى فهو نموذج غنى عن التعريف وكلنا نعرفه جيداً ونجد أنه من أنجح الأمثلة فى صنع التحدى ألا وهو الدكتور طه حسين المعروف بعميد الأدب العربى والذى فقد بصره منذ الصغر وبالرغم من ذلك فنذكر قصة تمثل التحدى الذى تمتع به دكتور طه حسين عندما أراد أن يسافر إلى فرنسا ليكمل دراسته فكانت الجامعة تنظم بعثة سنوية للطلاب المتفوقين وعندما طلب طه حسين أن يسافر مع البعثة قوبل طلبه بالرفض من إدارة الجامعة وذلك لكونه لا يعرف اللغة الفرنسية فقام طه حسين بالبحث عن مدرسين حتى وجد مدرس يقوم بتعليمه اللغة الفرنسية وكان عندما يقول أمام أخوته أنه سوف يسافر إلى فرنسا فكانوا يضحكون ساخرون منه أما هو فكان يرد بعبارته الشهيرة (اضحكوا اليوم وسوف ترون غداً) ثم قام طه حسين مرة أخرى بإرسال خطاب آخر إلى إدارة الجامعة جاء فى مضمونه أنه تعلم اللغة الفرنسية ويريد أن يسافر مع البعثة ولكن رفضت إدارة الجامعة طلبه للمرة الثانية وكان مبرر الرفض فى هذه المرة أنه شخص كفيف وسوف يحتاج إلى مرافق، وبالتالى سوف يكلف الجامعة ضعف النفقات وبالرغم من ذلك لم ييأس طه حسين وأرسل خطاب آخر جاء فى مضمونه أنه على استعداد أن يوفر نفقة المرافق ويسافر إلى البعثة بمفرده وأمام هذا الاصرار وافقت الجامعة على طلبه، ألا يعد هذا مثالا حيا على التحدى؟ هل نملك مثل هذه الروح فكثيراً ما أجد المزيد من البشر لا يتمتعون بنفس روح التحدى التى تمتع بها طه حسين أو ستيفن هوكينج عالم الفيزياء ويتركون أحلامهم تضيع لمجرد شخص يصفهم بالفشل وبتحليل النموذجين الذين قمنا بذكرهم فنجد بالرغم من الصعوبات التى مروا بها إلا أنهم تعلموا أن يستخدموا روح التحدى ويقاتلوا من أجل تحقيق الأحلام ولا ينصتون إلى من يحاول أن يبعث بداخلهم روح الإحباط أو الفشل فيا ليتنا نتعلم أن نستخدم النعمة العظيمة التى حبانا الله إياها وهى روح التحدى ونقاتل بشجاعة ولا نكون كالريشة المتناثرة فى الهواء بلا هدف بل نكون كالمنزل المبنى على الصخر الذى لا تستطيع أى أتربة أو رمال التأثير عليه. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة