نصر فتحى اللوزى يكتب: أما أن الأوان؟!

الثلاثاء، 13 مارس 2018 11:00 ص
نصر فتحى اللوزى يكتب: أما أن الأوان؟!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن النهضة العلمية التى شملت جميع نواحى الحياة تبعها نهضة تكنولوجية معاصرة وكان من ضمنها وسائل التواصل الاجتماعى ومن بينها شبكات الإنترنت.. ولا يستطيع أحد أن ينكر ماتتضمنه تلك الشبكات من خدمات متنوعة من خلال مواقع متعدده وفى شتى المجالات ... وقد استحوذت تلك المواقع على اهتمام الناس بمختلف أعمارهم وثقافاتهم واتجاهاتهم والوانهم ودياناتهم ومستوياتهم الحياتيه ... واصبح الجميع على صلة وثيقة واطلالة ملتصقة على تلك المواقع حتى أنها أصبحت من السمات الشخصية الملازمة للفرد .

إن التقدم العلمى والتكنولوجى فى وسائل التواصل الاجتماعى إن أحسن استخدامه كان له من الإيجابيات الكثير ... ومنها على سبيل المثال لا الحصر ... متابعة كل جديد فى شتى المجالات على مستوى العالم ... المساهمة فى زيادة الوعى الثقافى لدى الفرد من خلال القراءة والاطلاع على ماكتبه الاخرون فى شتى الكتابات الأدبية والسياسية والاقتصادية وغيرها ... أيضا يساهم فى تقوية العلاقات الاجتماعية ... ويعتبر من أحدث وسائل التعبير عن الذات ... وتساعد فى بناء شخصية الفرد وصقلها ... نعم أن وسائل التواصل الاجتماعى باتت وأصبحت المتنفس الوحيد لبعض كبار السن فتجدد فى أعماقهم الأمل الذى به تكون الحياة فى مسارها الطبيعى ... وأكثر مما سبق بكثير إذا كان الاستخدام يحكمه العقل والرغبة فى بناء الإنسان على أسس سليمة .

ولكن وآه من لكن ... فقد أسىء استخدام مواقع التواصل الاجتماعى فأصبحت أسرع وسيلة لهدم القيم والمبادئ والأصول التى تربينا عليها منذ نعومة أظفارنا ... ومنها على سبيل مايؤلم النفس وليس كل ماتعانى منه الروح السوية ... العزلة عن المجتمع ... إصابة المشاركة فى المناسبات الاجتماعية بالشلل التام ... الانحدار إلى ثقافات الإباحية كثيرا بقصد وقليلا بغير قصد ... أسرع وسيلة لنشر بعض الأفكار الهدامة التى لن تقرها الانسانية على مدار السنوات الماضية وأيضا المقبلة ... انتشار الكذب والنفاق ... وسوء الأخلاق ... والألفاظ التى يخجل منها (ساكنوا الغابات) أن كان لديهم القدرة على فهم لغات البشر ... الميل بشغف إلى استخدام كلمات ( السب والشتم ) وتشويه الشرفاء من الناس على صفحات التواصل الاجتماعى ... مما يجعل اتجاه مؤشر المجتمع يهوى إلى الانهيار الاخلاقى يتبعه الانهيار السلوكى ونشر الرذيلة ... أن ماتبذله المؤسسات الدينية والتعليمية والاعلامية من جهد فى بناء الانسان والمجتمع يضيع سريعا على اول عتبة من اعتاب التواصل الاجتماعى  ...   لقد طارت ذرات الأدب فى مهب ريح أدوات التواصل الاجتماعى ... واستمرأ الكثير من مستخدميها السير فى طريق اللأدب ... ( إلا العقلاء وأصحاب الحكمة ... واأسفاه ... هم قلة ... ومن رحم ربى).

واسمحوا لى أن أسأل (أما أن الأوان) لعلاج مرض إصاب المجتمع فى مقتل؟!!! ... أن بناء مصرنا الحديثة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وأمنيا يتقدمه ضرورة إعادة بناء الإنسان تعليميا وصحيا ودينيا وسلوكيا (وهذا ليس بمستحيل) ... وذلك بإنشاء وسيلة رقابية على ما يتم نشره وفرض العقوبات الرادعة على كل من يترك لسانه بلا غطاء خجل من نفسه طعنا فى الدين ورجال الدين بل وتشويه قاماتهم .. وكل من يتبع الشيطان وتصويب سهام القذف إلى الرجال وأيضا النساء بهدف التشويه يدفعه الحقد والغيرة و الأمراض النفسيه وقد يكون النيل من كرامة الإنسان الذى يحارب الفساد والمفسدين الذين يسعون إلى نهب مكاسب الشعب وتأخير دوران عجلة التنمية والحفاظ احلالا وتجديدا للبنية التحتية وتطوير العملية التعليمية والعلاجية والخدمات العامة وغيرها للصالح العام وذلك بالتهرب الضريبى والجمركى تزويرا لكل عملية استيرادية ... واستمراء إنهاء ذلك بالرشوة والتزوير  ... أيضا الجرأة فى الاقتراب بسوء القول وصفا لا يليق بآدمى لرموز الدولة والتشكيك فى قدراتهم وحسن سلوكهم ... ناهيك عن ضرورة حماية الناس من الناس أنفسهم حفظا لكرامة المصرى وإعادة الهيبة إليه التى هى جزء أصيل من هيبة الدولة .

إن مصرنا الغالية التى شهد العالم لرجالها بتحقيق أساطير البناء والتنمية وسبق الزمن ... ليس مستحيلا على عقول المفكرين بها النهوض بالإنسان المصرى ووضع الحلول الناجعة لعودته إلى حيث كان الأباء والأجداد على أعلى سلم التدين الصحيح ... والسلوك الطيب قولا وعملا ... لتحيا مصر ... وتحيا مصر ... تحيا مصر .







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة