"الجنوب الليبى يشتعل".. قتال عنيف بين اللواء السادس مشاه مع مرتزقة أفارقة.. مسئول طبى لـ"اليوم السابع": مقتل 6 وإصابة 13 آخرين.. تحذيرات من محاولات فرنسية لفصل "فزان" عن ليبيا.. و"الرئاسى": لا بديل عن وحدة الصف

الخميس، 01 مارس 2018 04:00 م
"الجنوب الليبى يشتعل".. قتال عنيف بين اللواء السادس مشاه مع مرتزقة أفارقة.. مسئول طبى لـ"اليوم السابع": مقتل 6 وإصابة 13 آخرين.. تحذيرات من محاولات فرنسية لفصل "فزان" عن ليبيا.. و"الرئاسى": لا بديل عن وحدة الصف المشير حفتر وفائز السراج
كتب - أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يشهد الجنوب الليبى اقتتال عنيف وشرس بين اللواء السادس مشاه التابع للجيش الوطنى بقيادة المشير خليفة حفتر وميليشيات قادمة من مدينة مرزق مدعومة بمرتزقة من ميليشيات تشادية وعدد من الإرهابيين.

الجنوب الليبى هو ذلك الاقليم الجغرافى الذى يطلق عليه اسم "فزان" وعاصمتها الإدارية مدينة سبها احتل من قبل الإيطاليين فترة وجيزة، واستخدمت الطائرات فيه لأول مرة لأنها منطقة صحراوية بكثبانها الشاهقة كانت حربا واحدة قادها أهل فزان ضد الإيطاليين، وسيطرت فرنسا على فزان بعد الحرب العالمية الثانية ومنعت الصحف والمدارس، وحاولت فرنسا دائما عدم نيل استقلال فزان مع ليبيا وضمها إلى المستعمرات الفرنسية فى النيجر وتشاد.

الصراعات المسلحة التى تعصف بالجنوب الليبى وتحديدا فى مدينة سبها هى أخطر من الاشتباكات التى وقعت فى عام 2012 و2014 والتى نتج عنها توقيع اتفاقية روما فى العاصمة الإيطالية بين ممثلين عن قبيلة أولاد سليمان وقبيلة التبو فى التاسع والعشرين من مارس عام 2017، بحضور عبد السلام كاجمان نائب رئيس المجلس الرئاسى الليبى ووزير الداخلية الإيطالى ماركو ميننيتى إضافة إلى ممثلين عن قبيلة الطوارق.

 

ونص الاتفاق الموقع فى العاصمة الإيطالية على الصلح الشامل والدائم بين الطرفين، على أن تتولى روما "دفع القيمة المالية لجبر الأضرار بين الطرفين وعلاج الحالات المستعصية"، وتعهدت بـ"إخلاء الأماكن العامة والبوابات من كل التشكيلات المسلحة وتسليمها إلى الشرطة من جميع أطياف الجنوب".كما نص الاتفاق على "معاملة الذين سقطوا من الطرفين معاملة متساوية واعتبارهم شهداء.

وبحسب مسئول طبى ليبى فقد خلفت الاشتباكات 6 قتلى و 13 جريحا بينهم أطفال ونساء، مؤكدا إصابة سيدتين ومن بين الجرحى حالات أصيبت أثناء تلقيها العلاج داخل مركز سبها الطبى.

 

المتابع للمشهد الليبى بدقة يجد أن الاشتباكات  التى جرت فى عام 2012 كان سببها جنائى لكن تحول الصراع بين قبيلتى التبو والطوارق إلى صراع على الهوية والأرض، ومحاولات بعض الأطراف الحصول على حكم ذاتى فى جنوب ليبيا، والمراقب للوضع الليبى يجد أن فرضية وقوع الصراعات فى الجنوب  لأسباب قومية أو عرقية "غير دقيق" لأن هناك كثير من مكونات الجنوب الليبى لا تشارك الحرب بين اللواء السادس مشاه والقوات التى وصلت من مدينة مرزوق مدعومة بمرتزقة من المعارضة التشادية.

 

وتقع مدينة سبها على بعد نحو 660 كيلومترا جنوبى طرابلس وتعد مركزا لتهريب المهاجرين الأفارقة وعمليات التهريب الأخرى صوب ساحل ليبيا على البحر المتوسط، وتشهد صراعات مسلحة ضمن قتال أوسع نطاقا تدور رحاه منذ عام 2011.

 

وتتألف الفرقة السادسة فى الأغلب من مقاتلين من قبيلة أولاد سليمان، وتدين بالولاء لقائد الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر الذى اختار قادة جددا بالفرقة خلال الشهر الجارى.

وقال مسئول أمنى ليبى لـ"اليوم السابع" إن مقاتلين من تشاد والسودان موجودون بالمنطقة منذ عدة سنوات ويرابطون خارج المدينة انضموا للقتال أيضا.

 

وتعد مدينة سبها عاصمة الجنوب الليبى وإحدى أهم ثلاث مدن فى البلاد، تقع فى الجزء الجنوبى الغربى من ليبيا على بعد 750 كم تقريبا من العاصمة طرابلس، يحدها من الشمال منطقة زلاف الصحراوية وأودية الشاطئ وعتبة والآجال ومناطق مرزق والقطرون، وتقدر الدوائر شبه الرسمية عدد سكانها بحوالى 400 ألف نسمة.

 

ويرى مراقبون عسكريون أن الصراعات المسلحة التى تعصف بالجنوب الليبى تأتى ضمن محاولات أطراف دولية وعلى رأسها فرنسا لانفصال الجنوب الليبى، موضحين أن فرنسا لها أطماع فى الجنوب الليبى ولديها قواعد عسكرية فى أراضى دول إفريقية ترتبط بحدود مع ليبيا.

 

بدوره دعا المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى الليبية، أهالي المنطقة الجنوبية لليقظة ودعم وحدات الجيش فى سبها، مشددًا على ضرورة أن يساهم الشيوخ والحكماء والأعيان فى حل النزاعات وتجنب التوترات الاجتماعية.

وأشاد المجلس الرئاسى فى بيان صحفى له بنجاح وحدات الجيش فى صد الهجمات على مقراتها فى سبها، مؤكدًا أنه يتابع الموقف عن قرب وأن إجراءات اتخذت لدعم هذه الوحدات والرد على الهجمات المتكررة التي يقوم بها مجموعة من المرتزقة.

ونبه المجلس الرئاسى الليبى فى البيان إلى أن التوترات فى المنطقة جميعها نتاج لإرث يستهدف الفتن وتمزيق النسيج الاجتماعى، مؤكدا أنه لا بديل عن وحدة الصف لمواجهة الخطر المحدق بالجنوب الليبى.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة