أكرم القصاص - علا الشافعي

علا الشافعي تكتب: إنتاج الدراما على طريقة كتاب المطالعة الرشيدة

الثلاثاء، 06 فبراير 2018 06:00 م
علا الشافعي تكتب: إنتاج الدراما على طريقة كتاب المطالعة الرشيدة علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لجنة للنهوض بالدراما، لجنة لحل أزمات ومشاكل الدراما، لجان لتقييم موضوعات المسلسلات، لجان منبثقة عن لجان، وأخيرًا لجنة مشكلة من قبل المجلس الوطنى للإعلام برئاسة المخرج المخضرم محمد فاضل، وهى اللجنة التى خرجت علينا مؤخرًا وبعد اجتماع مطول بقرار يقول إن هناك ورقة عمل سيتم إعدادها  بأولويات موضوعات المحتوى التى يحتاج إليها المجتمع فى المرحلة الراهنة، لتكون دليلًا للعاملين بالإنتاج الفني وسوف تتم مناقشة ورقة العمل هذه فى المؤتمر الذى سيعقد يوم 16 فبراير 2018 مع عناصر العملية الفنية، وفى مقدمتها المؤلفون والمخرجون.

وأشار المجتمعون في هذه اللجنة إلى "أن آليات الإنتاج تحتاج لوضع ضوابط لها، حيث تشهد حاليًا تخبطًا شديدًا فى جميع العناصر، وهى فى حاجة ماسة للترشيد، وسيتم استكمال مناقشة هذه الموضوعات مع غرفة صناعة السينما والنقابات الفنية وجميع الجهات المعنية بالإنتاج".

لا أخفيكم القول إننى حتى هذه اللحظة لا أصدق وغير قادرة على استيعاب هذا الأمر لأنه في ظنى شىء نادر الحدوث، وولي زمنه، خصوصًا في هذا العصر المفتوح، ولكن يبدو أن اللجنة المحترمة وأعضاءها قرروا أن يتعاملوا مع الفن على طريقة كتاب المطالعة الرشيدة والذي كان يضم مجموعة من التعليمات منها "اغسل يديك قبل الأكل وبعده، نم مبكرًا واستيقظ مبكرًا، ولا تؤجل عمل اليوم الى الغد".

ما يحدث يجافي العقل ويخاصم المنطق، ولا أعرف كيف لمخرجين اشتعلوا لفترة في الفن وقدموا أعمالاً مهمة تحسب لهم أو منتجين أو مؤلفين يشاركون ببساطة في هذه المهزلة، من يستطيع أن يملي على مبدع مفردات عمله، وهل الكاتب محمد فاضل نفسه، كان لديه كتاب إرشادات الدراما، هل في كل أعماله التى لها كل تقدير تم إرسال كتيب له بالإرشادات أو هل هناك من طلب منه أن يناقش موضوعًا ويترك غيره، لو كان بينا أسامة أنور عكاشة ومحسن زايد ومحمد صفاء عامر، ومحفوظ عبد الرحمن كانوا سيوافقون على تلك المهزلة.

هدف هذه اللجنة فيما يبدو لي هو مزيد من الرقابة على الفن والإبداع وإذا كانت السينما قد عرفت ما يسمى بالسينما النظيفة بسبب رؤوس الأموال الخليجية، في أن الدراما في طريقها إلى ما يعرف بالدراما الشرعية.

هذه اللجنة مع كامل تقديري لكل الأسماء التى تضمها، تعكس الكثير من التراجع الذي نعيشه، وتدنى أبسط مفاهيم حرية الإبداع وتؤكد أننا صرنا بعيدين كل البعد عما يحدث من تطورات في مجال صناعة الدراما، أصبحت تعرفه كل دول العالم، ولا أعرف هل سمع أحد من أعضاء اللجنة الموقرة عن شبكة نتفليكس أو HBO.

أجيال كاملة تقاطع الدراما المصرية ولا تعرف عنها شيئا، وفي ظنى اذا فرضت هذه اللجنة سطوتها فان القطيعة ستكون كاملة.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة