9 سنوات على رحيل سفير القرآن الشيخ فتحى المليحى.. استضافته أمريكا 18 عاما

الإثنين، 05 فبراير 2018 01:53 م
9 سنوات على رحيل سفير القرآن الشيخ فتحى المليحى.. استضافته أمريكا 18 عاما سفير القرآن الشيخ فتحى المليحى
كتب - على عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"إنه من أنقى الأصوات في العالم، وهو صاحب صوت يعجز الموسيقيون عن الإتيان بمثله"... هكذا وصف الشيخ أبو العينين شعيشع نقيب القراء الأسبق، القارئ الشيخ فتحي المليجي، الذى تميز بالإضافة إلى صوته الإعجازى وإلمامه بأحكام التلاوة وفمهمه للمقامات الموسيقية بشتى أنواعها، بدماثة الخلق وأدبه الجم، وثقافته التى لم يكن لها حدود.

فى الخامس من سبتمبر عام 1943، شهدت قرية الحِبش التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، مولد أحد عباقرة دولة التلاوة المصرية، الشيخ فتحى حسن المليجي، وأتم حفظ القرآن الكريم فى العاشرة من عمره، والتحق بالتعليم الأزهرى فى مدينة أبو كبير التابعة للمحافظة، إلى أن تخرج فى معهد القراءات بالقاهرة عام 1968، قبل أن تبدأ موهبة الفتى فى تلاوة القرآن الكريم تظهر، ليشارك فور تخرجه فى معهد القراءات في المسابقة المحلية التي تنظمها وزارة الأوقاف للقراء في شهر رمضان، إلى أن فاز بالمركز الأول في عام 1977.

سطع نجم الشيخ فتحى المليحى، أو أمير القراء كما كان يطلق عليه فى سماء دولة التلاوة المصرية، سيما لتأثره بعبقرى دولة التلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل، ففى نهاية الستينيات، كانت إحدى سرادقات العزاء بمنطقة الأزهر، تمتلئ عن آخرها، وكان صوت المقرئ يصدح من أبواق مكبرات الصوت، فإذا بأحد الأشخاص يخترق صفوف الحضور المتراصة متجها نحو دكة التلاوة صوب القارئ، ليقول له أنا سائق الشيخ مصطفى إسماعيل وهو يريد التحدث إليك خارج السرادق، فأنهى الشيخ فتحى المليجى تلاوته وهم مسرعًا نحو سيارة الشيخ مصطفى إسماعيل، فإذا بالأخير يوجه ويعلم ويعطى الشيخ المليجى محاضرة فى فن التلاوة.

عن هذا اللقاء يقول العقيد حسن فتحى المليجى، نجل الشيخ: "فوجئ والدى بالشيخ مصطفى إسماعيل يقول له نصا:""القراءة بالجرام وليست بالطن، فمن يريد تقليد مصطفى اسماعيل لازم يكون قوى ولا يخرج من عباءة مصطفى اسماعيل حتى يظل قويا لكن الجعير ذلك لا يجوز"، غير أن والدى تقبل هذا النقد البناء من أستاذه فى دولة التلاوة واعتبر هذا النقد منهاجا سار عليه بقية حياته، فأصبح أحد أهم تلاميذ الشيخ مصطفى إسماعيل، بل امتدت هذه العلاقة لتتخطى حدود الاستاذ والتلميذ إلى أكثر من الصداقة.

ويضيف نجل الشيخ فتحى المليجى:" والدى نصب نفسه خادمًا لدى الشيخ مصطفى إسماعيل وشقيقه الشيخ محمد إسماعيل، فمثلا كان والدى يقبض مستحقات الشيخ مصطفى إسماعيل من النقابة ويرسلنى بها إليه فى منزله وكان عمرى وقتها ٩ سنوات"،  كما أن لوالدى الكثير من الصداقات مع أبناء جيله من كبار القراء أمثال القراء"محمد شبيب وراغب غلوش والسعيد عبدالصمد الزناتى، ومحمد الليثى، ومحمد حصان والشحات محمد أنور وأحمد نعينع وصلاح سلامة"

انضم الشيخ فتحى المليجى لبعثات وزارة الأوقاف لإحياء ليالي شهر رمضان في الخارج وسافر لأول مرة إلى لندن عام 1983 بصحبة المشايخ "أحمد عامر ومحمود عصفور، وفؤاد العمروسي والشيخ على حجاج السويسى" لإحياء شعائر الشهر الكريم ثم سافر إلى الدنمارك وبنما وأسبانيا عامين متتاليين والأرجنتين عامين متتاليين والبرازيل والإمارات والسعودية وليبيا وماليزيا والسويد والنمسا إلى أن طلب المركز الثقافى الأمريكي بلوس انجلوس استضافته مدى الحياة وظل مبعوثا هناك لمدة 18 عاما متتالية حتى وفاته، ومن كثرة الدول التى سافر إليها وطول مدة بقائه في امريكا أطلق عليه البعض لقب سفير القرآن.

وفى عام 1984، اعتمد الشيخ فتحى المليجى فى الإذاعة المصرية ثم التليفيزون،  وسافر بعدها إلى دول وبلدان كثيرة، وفي منتصف الثمانينات سجل الشيخ "فتحي المليجي" المصحف المجود لإذاعة الكويت، وعين قارئا بمسجد الثورة في مصر،خلفاً للشيخ عبدالعزيز حربى.

ومن الجدير بالذكر أن الملك فهد بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشرفين، كان يرسل إلى الشيخ المليحى الدعوات الشخصية، وفى إحدى السنوات أهداه الملك مفتاح الكعبة المشرفة، وأرسل له زوج أخت الملك فهد طائرة خاصة لتصحبه إلى إسبانيا ليفتتح مسجداً شيده هناك.

ظل الشيخ فتحى المليجى يتلو القرآن الكريم، لأجل الله، لا لأجل الشهرة، التى لم يسع إليها مطلقا، إلى أن رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الخامس من شهر فبراير عام 2009 قبيل صلاة الفجر عن عمر 65 عاماً، تاركًا تراثًا من التلاوات التى أثرى بها دولة التلاوة المصرية.

سفير القرآن الشيخ فتحى المليحى (1)
سفير القرآن الشيخ فتحى المليحى 
سفير القرآن الشيخ فتحى المليحى (2)
سفير القرآن الشيخ فتحى المليحى 
 
سفير القرآن الشيخ فتحى المليحى (4)
سفير القرآن الشيخ فتحى المليحى 
سفير القرآن الشيخ فتحى المليحى (5)
سفير القرآن الشيخ فتحى المليحى 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة