فى ذكرى رحيل صاحب القنديل.. لماذا أهدى نجيب محفوظ فوزه بنوبل ليحيى حقى

الأحد، 09 ديسمبر 2018 04:00 م
فى ذكرى رحيل صاحب القنديل.. لماذا أهدى نجيب محفوظ فوزه بنوبل ليحيى حقى الأديبين نجيب محفوظ ويحيى حقى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"حينما فزت بجائزة فزت بجائزة نوبل فى الأدب عام 1988، وقلت لأول من سـألنى عمن يستحق الجائزة من الأدباء العرب فوضعت اسم "حقى" فى المقدمة، كما أننى أهديت له الجائزة باعتباره واحدا من الأدباء الكبار الذين يستحقونها عن جدارة"، الكلمات السابقة بالطبع هى على لسان الأدب العالمى نجيب محفوظ، فى حواره مع الناقد الكبير رجاء النقاش فى كتابه الأشهر "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ"، حينما سأله عن أبو القصة القصيرة فى مصر والعالم العربى الأديب الكبير يحيى حقى.
 
 
وتحل اليوم الذكرى الثانية والعشرون على رحيل الأديب الكبير يحيى حقى، إذ غاب عن عالمنا فى 9 ديسمبر عام 1992، عن عمر ناهز 87 عاما، بعد مسيرة أدبية كبيرة، إذ يعد مؤسس فن القصة القصيرة فى مصر والوطن العربى.
 
 
الأديب العالمى نجيب محفوظ، كانت له عدة صداقات من الوسط الأدبى، كان بينها الأديب الراحل يحيى حقى، الذى كان فى وقت من الأوقات مدير "محفوظ" المباشر فى العمل، وعن تلك الفترة وعن صداقته بـ"حقى" تذكر الأديب الراحل بعض المواقف، التى جمعته بصاحب "قنديل أم هاشم"، فى حواره الناقد الراحل رجاء النقاش فى كتابه سالف الذكر، حيث يقول محفوظ:
 
عرفت الأستاذ يحيى حقى فى الوظيفة، فقد أنشأ وزير الإرشاد فتحى رضوان، مصلحة الفنون، واستمرت هذه المصلحة خلال الفترة الممتدة من سنة 1955، إلى عام 1959، وتم تعيين يحيى حقى فى منصب مدير المصلحة، وطلب اثنين من المساعدين واختارنى أنا وعلى أحمد بكثير، وعملت مديرا لمكتبه، كان "حقى" أول وآخر من تولى إدارة مصلحة الفنون، وبسبب علاقتى الوظيفية معه اقتربت منه أكثر.
 
كنت قرأت له "قنديل أم هاشم" سنة 1945، ووجدت فيها عذوبة وفنا رفيعين، وتعرفت على حقى أول مرة فى نادى القصة، ثم حضرت دعوات فى بيته بالزمالك ضمن آخرين، البساطة التى وجدتها فى أدب يحيى حقى، كانت هى نفسها ما يميزه فى الوظيفة، قد كان صديقا لمرؤوسيه، أما صداقتنا الخاصة فقد ازدادت بمرور الأيام عن طريق الحوار والمؤانسة، وكنا نمضى اليوم معا فى مصلحة الفنون، ثم يصطحبنى فى سيارته لتوصيلى إلى بيتى فى العباسية، قبل أن ينطلق إل مسكنه الجديد بمصر الجديدة.
 
كان حقى يقضى العمل كله تقريبا فى مكتبى الملاصق لحجرة مكتبه وقد استنكر منى القيام لتحيته إذا أقبل فى الصباح، قائلا لى: "أنت أديب كبير" ولكننى كنت موظفا، وهو المدير، وهذا الوضع الأدبى الذى يقدره لى يحيى حقى، لا يجيز لى التجاوز فى علاقتى الوظيفية معه، نعم كنا أصدقاء ولدينا ما نتواصل فيه إنسانيا، ولكننى دائما كنت أعطى الوظيفة حقها، وبعد إغلاق مصلحة الفنون، لم تعد الوظيفة تجمنى مع يحيى حقى، ولكن صلاتنا الإنسانية لم تنقطع، وكان كل منا دائم السؤال عن الآخر عبر التليفون وعن طريق أصدقاء مشتركين، ولقد تذكرت يحيى حقى بقوة حينما فزت بجائزة نوبل فى الأدب عام 1988، وقلت لأول من سألتى عمن يستحق نوبل من الأدباء العرب، فوضعت اسم "حقى" فى المقدمة، كما أننى أهديت له الجائزة باعتباره واحدا من الأدباء العرب الكبار الذين يستحقونها عن جدارة، لقد أسس حقى للقصة القصيرة فى مصر والعالم العربى، قاعدة قوية، وأخلص لهذا الفن طوال حياته، وقدم فى هذا النوع من الأدب أجمل ما كتب وأعذبه، وبخلاف القصة القصيرة فأننى استمتعت من كتابات "جقى" فى فن المقال والنقد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة