أكرم القصاص - علا الشافعي

نورهان حاتم البطريق تكتب : الحوت الأزرق و PUBG‎

الأربعاء، 05 ديسمبر 2018 10:00 ص
نورهان حاتم البطريق تكتب : الحوت الأزرق و PUBG‎ الحوت الازرق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعد "PUBG  " واحدة من ألعاب  الفيديو  التى  انتشرت  في  الآونة  الأخيرة  بين  أوساط  الشباب ،وباتت  حديث الساعة لدي  مستخدمي الفيسبوك ،حيث  استطاعت أن  تستحوذ  علي  اهتمام  الكثيرين  لما  أحدثته  من  ضجة  إلكترونية  التفت  إليها  رواد  السوشيال ميديا ، وقد  استطاعت للأسف أن تجذب  إليها  آلاف  الشباب  ،و نجحت  -ببريقها المزيف - أن  تسيطر  علي  عقولهم  وتستنزف  أوقاتهم  وتلتهم  مجهودهم.

يبدو  أننا  لم  نتعلم  شيئا  من  لعبة  "الحوت  الأزرق "  ،وما نتج  عنها  من  عواقب  وخيمة، ويبدو  أننا  قد  نسينا  سريعاً  حالات  الوفاة  التى خلّفت عن  تلك  اللعبة  اللعينة، و أصيبنا  بفقدان  الذاكرة  ،ولم  نعد  نتذكر  الأهالي  التى  قصدت  المنابر  الإعلامية  لتروي  قصص  ابنائهم  مع  لعبة  "الحوت الأزرق " حتى  تكون  عظة  لغيرهم، ولكن  يبدو  أن قصصهم  ذهبت  في  طي النسيان، فمن  عادة  الإنسان  أن  يتجاهل  الخطر  إلي  أن  يدق  بابه  ،فلا  يشعر  به  إلا  حينما  يداهمه  ليلحق  به  الضرر  ويتسبب  له  في  الأذي، و حينما تحين  وقت  الاستفاقة  يكون  قد  تأخر  الوقت  ،فلن  يشعر  بالتقصير  إلا  حينما  يفقد  عزيز  أو  يصيب  مكروه .

كنت  أظن  أن  بعد  نكبة  الحوت  الأزرق " ستتسع  حدقتا  العينين  عن آخرهما ،لتظل  ساهرة  لحماية  ذويهم، غير أن الفجوة  العمرية بين  اللاعبين  ،فقد  تجد  لاعب  في  الأربعين  من  عمره  ،و الآخر  في  العشرينات  ،وهذا  يعني  أنه  ضعف  عمره  وقد  يزيد  في بعض الأحيان  ليصبح  في  عمر أبيه، فتكثر  التساؤلات  دائما  من  الأكبر  عمرا  كنوع  من أنواع  اختراق  الخصوصية  دون  أن  يدري  الأصغر  سنا  ،فيجيبه بعفوية  يشوبها  السذاجة،   نظرا  لصغر  سنه وقلة  خبرته  الحياتية، فيتفاجأ فيما بعد  باتصالات  هاتفية  وابتزازات  مادية ،ومشاكل  أزلية لا حصر  لها  بسبب ردود  غير  مدروسة، تلفظ  بها أثناء  انشغاله  باللعب ودون  دراية  منه  بعواقب  الحديث  مع  شخص  غريب  عنه ، فقد استطاع  انه  يجعله مضغة سهلة في  افواه المبتزين.

حاصنوا  بيوتكم  من الشيطان  الإلكتروني  الذي  يوسوس  لهم  بالضياع  ،ويلهيم  عن  التفكر  وتدبير  المستقبل، ابقوا دائما  علي  مسافة  آمنة  حتي  يمكنكم  من  جذبهم  حين  يدق  ناقوس الخطر، انتبهوا  لما يحاك  لأبنائكم  من  ألعاب إلكترونية  تطفو  علي سطح الوسائل التكنولوجية الحديثة  بين  الحين  والآخر  لتشدهم  إليها  وتطوعهم  لتنفيذ  أوامرها، اشغلوا  أوقات  فراغهم، ولاتتركوا  مجال لهم لتنفس  بدونكم، فالفراغ  دائماً العدو  اللدود للإنسان، فكلما  كان  يمتلك  وقتا  فراغا  ،كلما تسللت  تلك  الألعاب  إلي  عقولهم  تحت  مسمى  التجربة  والتسلية  ،ثم  سرعان  ما  تحولهم  إلي  عبيد  بتبعونها أينما  كانوا،قديما  كان  مفهوم  الإدمان يشمل  الكحول  وتناول  المخدرات إلي أن  اتسعت  الدائرة  وضمت  إليها  الإدمان  الإلكترونى  الذي  أصبحنا  نعانى منه  دون  استثناء  ،فالجميع  يستيقظ علي الهواتف   النقالة  و الكمبيوتر  المحمول  ،فإذا  كان من  يرغب في  التعافي  من إدمان  المخدرات  يقصد  المصحات  العلاجية، فأين  يتوجه  من  يرغب  التعافي  من  الفيس بوك، الواتس آب، انستجرام وغيرها  من التطبيقات التكنولوجية الحديثة الأخري؟ !










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة