مدحت مصباح جميل يكتب : الإسلام بين فساد الفهم وفـتنة الإصلاح

الثلاثاء، 04 ديسمبر 2018 10:00 ص
مدحت مصباح جميل يكتب : الإسلام بين فساد الفهم وفـتنة الإصلاح مشيخة الازهر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن الدعوة إلى إصلاح وتجديد الخطاب الديني لابد أن يكون مـوقف كل مسلم يخاف على دينه الذي يعتنقه ويؤمن بأنه الرسالة التي أتت من بعد كثير من الرسائل  لتكون الرسالة الخاتمة من الله للناس أجمعيين ،  إن حـال المسلمين في العالم يُرثى له بين الأمم ، أصبح الإسلام في نظر أغلب اهل الأرض هو مصدر التطرف والإرهاب وتهديد السلم والأمن بين الأمم للاسف.

والحقيقة التي لا مجال للتشكيك فيها أن أغلب من يكرهون الإسلام ويقرنونه بكل ما هو مقيت لم يطلعوا على هذا الدين ولم يعرفوه يوماَ بل عرفوا المسلمين ورأوا أفعالهم فأصدروا أحكامهم القاسية على الدين.

 

 إننا نحن العرب عندما نتكلم عن الإسلام نحاول أن نستأثر به مع إننا كعرب لا نتجاوز نسبة 20 % من المسلمين في العالم   نـعـم فحوالي 80% من المسلمين من العجم . وصدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين قال " لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى "  فلو نظرنا سنجد بلد مثل أندونسيا هي أكبر بلد تضم عدد مُسلمين في العالم ثم تأتي باكستان والهند وبنجلاديش ثم نصل لمصر في المركز الخامس عالمياً والأول عربياً في قائمة عدد السكان المسلمين .

 

 

وإذا نظرنا في أكبر دولة عربية إسلامية من حيث عدد السكان سنجدها مصر   وعندما يذكر الإسلام في مصر بل العالم لابد أن يذكر الأزهر الشريف  بعمره العتيق في نشر الدين الإسلامي وتبيان نوره للناس فهو جـامع وجامعة ومركز ثقل لهذا الدين   لذا فإن الأزهر الأن أصبح منوطاً به اكثر من غيره   فنحتاج من يعي هذه الكلام ويدركه   فيكون عالماً باللغة والقرآن والسنة والسيرة والتاريخ والإنسانيات والتعايش ومدركاً الفرق بين حالة السلم وحالة الحرب وإنها لمهمة شاقة جداً على العـلماء الذين سيوجههم الله لنصرة هذا الدين وتجديد فهم المسلمين لنص دستور ربهم الثابت والمحفوظ - القرن الكريم - .

 

إن الدعوة لتجديد الفهم والخطاب الديني شأنها كأي دعوة للإصلاح والتغيير في العالم .. لابد أن تجد أصحاب الهوى وأصحاب النوايا الخبيثة والأراء الفاسدة والعوام والمتربصون والكارهون والمنتفعون والإنتهازيون والجاهلون والمهرطقون والمتاجرون والمجردلون والمفرطون والمتشددون والمغالون والمحاربون و  إلخ ..

لذا لابد من الإنتباه إلى ذلك والتشديد على أن العلماء بحق وبفهم واسع وعلم غزيز أقرب للشمولية هم من يتصدون لذلك والتشديد على أن عوام المسلمين لا حاجة لهم إلا بالمنتج النهائي لفهم العلماء المجددون ومناقشته .. وليس للعوام حاجة في أن يستمعوا إلى المناقشات الحادة والمناظرات التي تنقلب إلى مشاجرات وعصبيات شخصية وإساءة للدين نفسه .. لذلك وجب أن تكون مناقشات العلماء في قاعات العلم متجردين للعلم ولا يكون هناك مؤثرات إعلامية حتى لاتدخل في أنفسهم حب الظهور والشهرة ويفسد ما يصنعون ..










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة