"اليوم السابع" يواصل فتح ملف احتكار تقاوى البطاطس المستوردة.. أزمة ارتفاع السعر تهدد بتراجع المساحات المزروعة.. "الزراعة": ليس لن علاقة بالسعر.. و"الفلاحون": مافيا التجار والمستوردين السبب والطن وصل 38 ألف جنيه

الثلاثاء، 04 ديسمبر 2018 06:49 م
"اليوم السابع" يواصل فتح ملف احتكار تقاوى البطاطس المستوردة.. أزمة ارتفاع السعر تهدد بتراجع المساحات المزروعة.. "الزراعة": ليس لن علاقة بالسعر.. و"الفلاحون": مافيا التجار والمستوردين السبب والطن وصل 38 ألف جنيه بطاطس- ـأرشيفية
كتب عز النوبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يواصل "اليوم السابع"، استكمالا ما تم نشرة فى الحلقة الأولى حول ملف استيراد تقاوى البطاطس، ووقوع الفلاحين فريسة لجشع مافيا التجار وبعض الشركات الخاصة المستوردة والموكلين، وبيع المنتج المستورد بأسعار مرتفعة، لجنى أرباح خيالية.

ومع بدء زراعة المحصول الصيفى وتجهيز الأرض، إلا أن مزارعى البطاطس بمختلف المحافظات يشتكون من قلة المعروض فى الأسواق من التقاوى والتفاوت فى ارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه، وتعطيش السوق من قبل المحتكرين لرفع السعر، على الرغم من إعلان وزارة الزراعة أنه لا يوجد مشكلة فى استيراد تقاوى البطاطس.

 

قال عبد الغفار أحمد على، أحد مزارعى البطاطس من محافظة الجيزة، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إننا نواجه حاليا مشكلة حقيقة فى ارتفاع أسعار تقاوى البطاطس المستوردة، بسب احتكار المستوردين والوكلاء السلعة، ويقومون بتعطيش السوق بطرح المنتج بـ"القطارة" على حسب قوله.

وأوضح "عبد الغفار" أن الصنف المطروح حاليا وهو صنف "سليان" يتم بيعه بـ 38 ألف جنيه بخلاف العام الماضى من 19 إلى 20 ألف جنيه، وصنف "برن" بـ35 ألف جنيه بخلاف العام الماضى بسعر 14.500 إلى 16، وصنف "الاسبونتا" بسعر 21 إلى 27 جنيه عن ما قبله من العام الماضى 9 إلى 12 ألف جنيه، موضحا أن مافيا التجار يقومون بحجز الكميات مسبقا من المستوردين والشركات الخاصة والموكلين بالاتفاق بينهم للتحكم فى السوق ويقومون بتقليل الكمية المطروحة بالأسواق "لتعطيش" السوق لرفع السعر، الأمر الذى يودى إلى تراجع المساحات المنزرعة بسب زيادة فى تكاليف الإنتاج.

اتحاد المصدرين طرح الصنف الهولندى فى الأسواق للتجار.. والزيادة فى الطن 10 آلاف جنيه
 

وقال محمد الجوهرى، من بلقاس بمحافظة المنصورة، وأحد مزارعى البطاطس، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه بعد تجهيز الأرض لزراعة محصول البطاطس الموسم الجديد فوجئنا بتعطيش السوق وعدم طرح تقاوى البطاطس لرفع الأسعار، موضحا أن التجار والمستوردين يتلاعبون بالمزارعين، وأن اتحاد المصدرين طرح صنف البطاطس الهولندى فى الأسواق ولكن ليس للمزارعين بل للتجار وتم بيعة للتجار بـ 16.700 جنيه ويتم بيعة حاليا من 25 إلى 27، و"الاسبونتا" من 25 إلى 27 ألف جنيه وتصل إلى 30 ألف جنيه فى بعض المناطق، مؤكدا أن الزيادة تتراوح من 7 إلى 10 الألف جنيه فى الطن.

عمل خط ساخن للإبلاغ عن مافيا التجار الذين يتلاعبون بالأسعار
 

وطالب "الجوهرى"، المسئولين فى وزارة الزراعة بالتعاون مع الأجهزة المعنية بالتدخل السريع، وتحديد التسعيرة وعمل خط ساخن للإبلاغ عن مافيا التجار الذين يتلاعبون بالمزارعين فى أسعار التقاوى، لتوفير الأصناف والكميات اللازمة لزراعة الموسم الجديد من تقاوى البطاطس، وضبط أسعارها من خلال خلق منافذ كثيرة لبيعها، وذلك لحماية صغار الزراع.

تسعيرة تقاوى البطاطس وطرحها بالجمعيات الزراعية بالبطاقة
 

وقال محمد عزوز، أحد مزارعى البطاطس بالجيزة، فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، أنه لابد من تدخل الأجهزة المعنية بتسعيرة سعر طن تقاوى البطاطس، موضحا أن سعر صنف الهولندى "هيتما اسبونسا" وصل إلى 26 ألف جنيه للطن، ولابد من التدخل وتسعيرة الطن بهامش ربح للمستورد ونزوله للفلاح بسعر غير مبالغ فيه. ويتم نزول البطاطس بالجمعيات والسحب للمزارع بالبطاقة الرقمية أو الحيازة بنفس الأسعار المستوردة بعد تكاليف النقل، موضحا أن فدان البطاطس الصيفى التى يتم زراعتها فى الأراضى الجديدة يحتاج إلى 700 إلى 900 كيلو وفى الأراضى الجديدة يحتاج إلى من طن إلى طن و100 كيلو، ولا بد من التدخل فى تسعيرة التقاوى لحل الأزمة.

تفاوت فى أسعار تقاوى البطاطس المستوردة
 

وقال محمد شعبان الحديرى أحد مزراعى البطاطس بالبدرشين، فى تصريحات لـ "اليوم السابع "، أن هناك تفاوت مرعب فى أسعار تقاوى البطاطس المستوردة، موضحا أنه من المعروف أن هناك عدة مناطق بالجيزة هى التى تبادر بزراعة محصول البطاطس الصيفى، وفوجئنا بتأخر طرح تقاوى البطاطس إلى السوق من قبل التجار لتعطيش السوق ورفع الأسعار مما أدى إلى ارتفاع سعر إلى 27 ألف جنيه للطن.

الحجر الزراعى: ليس لنا علاقة بأسعار تقاوى البطاطس
 

الدكتور أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى بوزارة الزراعة، قال إن إجمالى ما تم استيراده من تقاوى البطاطس من عدة دول مختلفة من الاتحاد الأوروبى، استعدادا للزراعات الجديدة سواء للإنتاج المحلى أو التصدير بلغت 43 ألف طن دخلت البلاد عن ما قبلة من العام الماضى بلغت 45 ألف طن بفارق بسيط ولا توجد مشكلة فى استيراد تقاوى البطاطس وجارى استقبال الشحنات.

وأضاف أحمد العطار: ليس لنا علاقة كحجر زراعى بأسعار تقاوى البطاطس، موضحا أن جميع شحنات تقاوى البطاطس المستوردة، تنطبق عليها جميع الإجراءات والاشتراطات الفنية، ويتم فحص جميع رسائل تقاوى البطاطس الواردة من دول الاستيراد بدقة فى موانئ وصول الحجر الزراعى.

وقالت الدكتور نجلاء بلابل، مدير مشروع العفن البنى للبطاطس بالإدارة المركزية للحجر الزراعى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن إجمالى ما تم فحصه من تقاوى البطاطس التى صلت حتى 2 من الشهر الجارى 29 ألف طنا وجارى الفحص، تنطبق عليها جميع الاشتراطات وتخلو من الأمراض الحجرية، حيث يتم فحص جميع رسائل تقاوى البطاطس الواردة من دول الاستيراد بدقة فى موانئ وصول الحجر الزراعى، وفحص عينات منها معمليا بمشروع العفن البنى بالبطاطس للتأكد من خلوها من الأمراض.

157 ألف طن تقاوى طلبات مقدمة للاستيراد
 

فيما كشف تقرير للإدارة المركزية للمحاصيل البستانية، أن إجمالى الطلبات المقدمة لاستيراد تقاوى البطاطس للجنة التقاوى بلغت 157 ألف طن، موضحا أن مصر تزرع البطاطس على مدار 3 عروات متلاحقة، وهى العروة النيلية، التى تزرع فى أواخر أغسطس وسبتمبر، ويليها العروة الشتوية (الأساسية) والتى تزرع فى أكتوبر ونوفمبر، وهما يزرعان بتقاوى كسر محلى ثم العروة الصيفية وتزرع فى ديسمبر وحتى أواخر فبراير وتزرع بتقاوى مستوردة من الاتحاد الاوربى (فقط) معظمها من هولندا ثم فرنسا والدنمارك واسكتلندا والقليل من بلجيكا.

التعاونى الزراعى: استغلال المستوردين بالتلاعب فى الأسعار
 

خالد حماد، الخبير التعاونى ومدير عام الاتحاد التعاونى الزراعى المركزى، قال فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن أزمة تقاوى البطاطس الحقيقية فى سوء الإدارة من الجهات المعنية التى تتداول هذا المحصول زراعة وإنتاجا وتسويقا، موضحا أن للتغيرات المناخية فى أوروبا أدت إلى عدم كفاية التقاوى المنتجة، وارتفاع أسعار تقاوى البطاطس، بالإضافة إلى استغلال مستوردى التقاوى فى الأسعار والتلاعب بالمزارعين.

جمعية منتجى البطاطس تخلت عن دورها
 

وأضاف "حماد" أن سوء الإدارة من الجمعيات التعاونية لمنتجى البطاطس وهو الدور الأساسى والتى أنشئت من أجله وهو استيراد التقاوى لأعضائها وكذلك تسويق المحصول لصالح الأعضاء وبسعر عادل يحقق هامش ربح للمزارع، قد تخلت عن دورها تمام فى الاستيراد أو التسويق أو التخزين علاوة على أن لها أصول ثلاجات وتؤجرها للغير مقابل عمولة وهذه كارثة، ولا تخزن لحساب أعضاءها.

اتحاد مصدرى ومنتجى: الحاصلات يستورد التقاوى لبيعها دون التعاقد مع المزارعين
 

وأكد مدير التعاونى الزراعى المركزى، أن الاتحاد العام لمصدرى ومنتجى الحاصلات البستانية يستورد تقاوى ويقوم ببيعها دون التعاقد مع المزارعين أو التسويق مع الجمعيات العامة للبطاطس حتى يمكن التعاقد معهم فى تسويق المنتجات، ولابد من حلول وهى قيام وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى بمراجعة الغرض المنشأ من أجله جمعيات البطاطس وكذلك اتحاد المصدرين.

توزيع تقاوى البطاطس بمعرفة الجهات السيادية لمنع التلاعب
 

وطالب "حماد" بإجبار الجمعية والاتحاد على التعاقد مع مزارعى البطاطس حتى لا تصل إلى التاجر الجشع وتسوق لحساب أعضائها وتتدخل فى خفض أسعار التقاوى المتداولة حاليا حتى تقلل التكلفة لطرف ثانى فى التعاقد على المحصول أى تحفز المزارعين بدفع جزء من التقاوى حتى يمكن للمزارع أن يقبل على الزراعة، بالإضافة إلى اجبار وكلاء استيراد تقاوى البطاطس على خفض الأسعار وتوزيعها بمعرفة لجنة من الجهات ذات السيادة حتى لا يمكن التلاعب.

نقيب الفلاحين "الهتما" بـ 27 ألف جنيه بدلا من 16 ألف
 

وقال حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن أسعار تقاوى البطاطس مرتفعة جدا وتنذر بارتفاع أسعار جنونى للبطاطس الفترة المقبلة فبعض الأصناف مثل "الهتما" وصل سعر الطن منها إلى 27 ألف جنيه، بينما كان السعر فى العام الماضى 16 ألف جنيه، هذا دفع بعض المزارعين إلى تقليل المساحات التى يتم زراعتها مما سيقلل العرض مقابل الطلب فيرتفع السعر على المستهلكين، وذلك بسبب قلة التقاوى المستوردة لقلة إنتاجية أوروبا نظرا لموجة الجفاف التى أصابت القارة.

أما عن السبب الآخر، فأوضح نقيب عام الفلاحين، أنه يتمثل فى سوء التعامل مع مشكلة ارتفاع أسعار البطاطس الأيام الماضية ببيع التقاوى المخزنة للاستهلاك زاد المشكلة، وادى ذلك إلى أن جزء كبير من زرعوا العروة السابقة لن يتمكنوا من شراء تقاوى لزراعة العروة الشتوية لأن الإنتاجية منخفضة والمكسب لا يغطى سعر التقاوى والتجهيز وهؤلاء خرجوا من المنظومة هذا الموسم، واتجه بعض المزارعين لزراعة محاصيل أخرى مثل الفاصوليا البيضاء أو الورقيات كالخس البلدى أو الخضراوات أو القمح أو البصل،

وأشار نقيب الفلاحين، إلى أن صغار المزارعين الذين وجدوا أنفسهم أمام أسعار تقاوى لا قبل لهم به سيعزفون عن زراعة البطاطس على حساب محاصيل كالبصل والفاصوليا والقمح، واتجه بعض المزارعين بعد ارتفاع أسعار التقاوى إلى زراعة أصناف أقل جودة كصنف "الكاره" منخفض الطلب فى التصدير والسوق المحلى مقارنة بـ"الاسبونتا" المطلوبة بشكل كبير، لأن صنف "الكاره" موفرة فى الزراعة حيث يستهلك الفدان من 6 إلى 7 شكائر، بينما "الاسبونتا" من 12 إلى 14 شيكارة وهذا العام سعر شيكارة "الاسبونتا" ارتفع من 750 إلى 1350 جنيها وأصناف أخرى قفز فيها السعر إلى 45 ألف جنيه للطن فى سابقة لم تحدث من قبل.

وأشار "حسين" إلى أن أغلبية زراعى البطاطس قاموا بجنى المحصول قبل نضجه نظرا لارتفاع أسعار البطاطس الأيام الماضية مما تسبب فى قلة الإنتاجية، مشيرا أن الأسعار المرتفعة ستجبر بعض المزارعين إلى تقليل المستخدم من التقاوى بإتباع أسلوب تخريط التقاوى إلى قطع صغيرة عكس التوصيات الفنية لوزارة الزراعة بتقطيع التقاوى إلى قطع بحجم البيضة ولكن المزارعين سيقطعونها إلى قطع أصغر بكثير لتقليل الاستهلاك وذلك يتسبب فى زيادة الإصابات الفيروسية الفطرية ويهدد بضعف الإنتاجية.

وأكد "أبو صدام"، أن تكلفة إنتاج الفدان زادت بسبب التقاوى هذا الموسم نحو 7 آلاف جنيه عن العام الماضى فى الدلتا، بينما تتكلف الزراعة فى المناطق الصحراوية التى تعتمد على الرى المحورى مبالغ مضاعفه حيث لا يتبع مزارعوها نظام تخريط التقاوى ويلجئون لزراعة الحبوب كاملة أى استهلاك أكثر من التقاوى. علاوة على زيادة تكلفة الرى، وتزيد التكلفة إلى من يقومون بالإيجار زيادة كبيرة حيث وصل إيجار جهاز الرى المحورى إلى 11 ألف جنيه وهذا يعنى أن تكلفة الفدان تقفز إلى 45 ألف جنيه فى بعض الأماكن و55 ألف جنيه فى أماكن أخرى.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة