نورهان حاتم البطريق تكتب: أين اندثرت طفولتنا؟

الإثنين، 31 ديسمبر 2018 06:00 م
نورهان حاتم البطريق تكتب: أين اندثرت طفولتنا؟ زاوج الأطفال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تداولت شبكات التواصل الاجتماعى خلال  الأسابيع القليلة الماضية فيديو  لطفيلن لا يتجاوز عمرهما الخامسة  عشر  أثناء  حفلة  خطبتهما، مما  دفع  رواد السوشيال ميديا إلى  التهكم  وكتابة  العديد  من  التعليقات  الساخرة.
 
منذ  سنوات قليلة  ماضية كنا  نسمع  عن " زواج  القاصرات، ولكن  أصبحنا  نتفنن  فى  اختراع  عادات  أسوأ ، كنا  نحارب معتقد  قديم  وراسخ يحمل  عنوان"جواز  البنت  سترة"، وننادى بضرورة  التخلص  من هذا  الموروث  المدمر، ونطالب  بالسلامة  النفسية والجسدية  للفتيات، والقضاء  على  الفكر  الذى يدفع الأهالى  للزج  ببناتهن  فى  تلك  الزيجات التى  لا فرق بينها وبين  الموت  المحقق، ولا تتحمل عواقبها الوخيمة  إلا  الفتيات .
 
انتصرت  علينا  ظاهرة "زواج القاصرات"، وأكبر دليل على ذلك أنها  انبثقت منها "زواج الأطفال"، ولم  يعد  الفقر  هو السبب  الرئيسى فى انتشار تلك الظواهر اللعينة، وإلا  لما شاهدنا  البذخ  الواضح فى  مظاهر  الاحتفال بداية من فساتين  السهرة، وصولا إلى المصوغات الذهبية  ويبقى  السؤال، ما الدافع  وراء أن  تلقى كل عائلة ولدها فى  هوة الهلاك؟!
 
تعدى  الأمر  من  المناشدة بعدم انتهاك  حقوق  الفتاة  فيما  يخص ظاهرة  القاصرات،  إلى المناشدة  بحق  الولد  والبنت  سوياً، فما  استوقفنى هو  دفاع  أم  الولد  المستميت عن  ظاهرة  الخطبة  المبكرة، وفكرها  المتحجر  بشأن  هذا  الاعتقاد  الذى  يدمر  ابنها  دون أن تشعر، و إصرارها على  مواصلة  الخطبة  حتى  الزواج،  وتكررها  الدائم "ابنى سنه  صغير ، ولكن مخه كبير"، يبدو أنها نسيت أو بالأحرى  تناست  أن  الابن مازال تحت  وصيتها، ولا يجوز له اتخاذ مثل هذه القرارات  المصيرية.
 
لابد  أن  نسير  على  خطين  متوازين  إذا  أردنا  أن  نقضى  على  هذه  الظاهرة، الخط  الأول: القانون، أن يكون  هناك  سن  معين  يتم  وضعه  وفق  شروط محددة، وهو  السن  المنوط به لكل ما يتعلق بأمور الزواج، وفى  حالة  الارتباط  دون ذلك،  فإنه  يعتبر  تعدى  على القانون، ومن ثمّ فإنه  لابد  أن يحاسب المسئول عن  ذلك الجرم، وأن يقع  تحت طائلة القانون، وأن يعاقب  بأقصى عقوبة  ممكنة، ثانيا :الحملات  التوعوية، لابد  أن ندرس  الأسباب  التى  تدفع  الأهالى على  القدوم  على مثل هذه الخطوات لاسيما  أن أغلبهم ذات  مكانة مادية مقبولة،  وعلى  قدر معقول من التعليم، لابد أن  نقف  على أسباب  تمسكهم  بتلك  الموروثات  العقيمة، وأن  نبذل  قصارى  جهدنا  فى  كنس  تلك  الأفكار  المتعششة  منذ  عشرات  السنين ،وأن نقوم  بعملية  إحلال  بأفكار بناءة تهدف كلها لصالح  الابن  بدلا من تلك  الأفكار  الهدامة.
 
فى  الدول  الأوروبية عندما  يتعرض  الطفل  للأذى النفسى  والجسدى من  جانب الاسرة، فإنه  يتم  أخذ  الولد  بالقوة  لحمايته منهم، كما  أنهم يحاسبون  وفق  قوانينهم  لما  اقترفوه  من خطأ  أثناء  تربيتهم  له، فأطفالنا  ليسوا  أقل  أهمية لنا من  أطفالهم، وعلينا  أن  نحميهم  من  هذا  العبث  الاجتماعى  الموروث، لابد أن  نسعى إلى  خلق  جيل  سوى  قادر  على اتخاذ  قراره بنفسه، ولا نتركه  فريسة  لأهله  نظرا  لضيق أفقه  وقلة  خبرته  الحياتية، لابد  أن  يحتمى  تحت  مظلة  قانون  يكفل  له طفولة  متزنة  دون  قيد  موروث  أو شرط  اجتماعي، وأن  يضمن  له  السلامة  النفسية  والجسدية  طيلة  مراحل  حياته  المختلفة، ومن ثمّ  يشرع فى  التفكير  فى  الزواج  حينما  يصبو  إلى  السن الذى  يصبح  فيه  قادر على  تحمل  عواقب  هذا القرار  وتبعاته.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة