أكرم القصاص - علا الشافعي

قصة قصيرة عن كفاح نحمدو "سائقة الميكروباص" بعنوان: عبق الحديد

الإثنين، 24 ديسمبر 2018 06:22 م
قصة قصيرة عن كفاح نحمدو "سائقة الميكروباص" بعنوان: عبق الحديد قصة قصيرة عن كفاح نحمدو "سائقة الميكروباص"
كتب محمود أحمد عطا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يواصل "اليوم السابع" استقبال قصص مسابقة القصة القصيرة عن كفاح نحمدو "سائقة الميكروباص" التى التقاها الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال عودته من الجولة التفقدية بالعاصمة الإدارية، ويخصص البريد الإليكترونى send@youm7.com لإرسال نماذج القصص لمن يرغب فى الاشتراك بالمسابقة بعنوان: عبق الحديد.

صوت أذان الفجر يخترق صمت الصخر، ويهدر صوته المآذن وتنفض نحمدو غطاء فراشها عنها تقاوم به الكسل وتستقبل إشراقة الشمس بنور ما بعدها نور ولا يفوقه نور تغسل وجهها وتتوضأ كعادتها لتصلى صلاة الصبح لا تعرف لليأس طريق ولا تطرق للقنوط باب تستمد من العزم جسراّ تقود عليه سيارتها كل صباح قبل الساعة السابعة فتلهب الأمل فى نفوس اولادها الاربعة وتبث الرجاء فى قلوبهم ينتصرون به على اعباء الحياة الثقيلة.

لقد كان الطريق صعبا شاقا بعد انفصالها عن زوجها فعاشت سنوات طويلة منقطعة عن الحياة من أجل أولادها زهدت نعيم الحياة من أجل أن تربى أولادها وتوفر لهم متطلباتهم من الحياة، فقد وقفت خمس سنوات أمام وهج الفرن ولهيب النار تعمل فى هذه الفرن التى تمتلكها وهى صابرةّ تتحمل المشقات والآلام من اجل توفير لقمة العيش ومتطلبات بيتها وحاجات أولادها التى لا تتوقف وبعد ذالك انتهى العمل بهذه الفرن التى تعلمت من خلالها قيادة السيارات حيث كانت توزع خبز فرنها إلى الزبائن وتحمل عن طريق السيارة ما تتطلبه الفرن من اشياء وضروريات ومن خلال هذا كله انتقلت إلى قيادة السيارات مهنة الشقاء والعناء تطرق أبواب رزق جديد وتخترق مهنة لا يعمل فيها إلا الرجال ويزاحم كتفها اكتاف الرجال ولا يهمها نظرة الناس فهى تحمل شعار (قوت لا الحاجة للناس).

تقف بسيارتها فى موقف السيارات بعين تنتظر راكب وعين أخرى ترقب بخيالها أحوال بيتها وهى تعمل أكثر من عشر ساعات يوميا لا تعبأ بآلامها أو تعبها فقد تكشف بين قسمات وجهها عناء الطرق والسنين وكيف تتحمل وتصبر على وعثاء الطرق رغم أنها تبتسم لركابها عند صعودهم سيارتها وتستر خلف هذه البسمات أعباء الحياة وأحزان كثيرة حتى يقترب نهاية يوم شاق بعد ساعات طويلة لتعود إلى بيتها، وتقوم بعد ذلك بأعمال البيت كامرأة مثل كل النساء تستكمل عناء جديد وتوفر لأولادها الطعام وتغسل ملابسهم وترعى شئونهم وتوفر متطلباتهم حتى تعود إلى فراشها آخر الليل لتلقى جسدها منهكة من عناء يوم طويل، نعم فهى امرأة بمائة رجل.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة